التحالف الوطني ورمزية السياسية للشيعة
التحالف الوطني ورمزية السياسية للشيعة


بقلم: عمار العامري - 31-01-2017
التحالف الوطني؛ كان ومال زال منذ عام 2004, الممثل السياسي الاشمل عنواناً, والاكثر اعتماداً للأكثرية في العراق, بعيداً عن كل المزايدات الأخرى, التي يراهن أصحابها على وجود تصدع هنا وهناك, لأسباب معروفة, لذا فإعادة محورية التحالف من جديد, تجديد لرمزية قيادة شيعة في العراق, بشرطية عدم وضع العراقيل أمام مسيرته.

بعد مرحلة أعادة البناء الداخلي له, وترتيب أوراقه من جديد عاد التحالف الوطني للواجهة, بدأت قياداته بالنزول للشارع, والاستماع للمشاكل, من خلال اللقاءات الميدانية مع السلطات التنفيذية والرقابية, والنخب الاكاديمية والاجتماعية في المحافظات, خطوة مهمة لزيادة التواصل, وتذليل العقبات بين الحكومات المحلية والاتحادية, خاصة بالمشاريع المعرقلة, وتوطيد علاقة الدوائر مع الوزارات فيما يخص, تطبيق قانون 21 للمحافظات غير المنتظمة بإقليم.

التحالف الوطني؛ الذي يراد له أن يكون القيادة الفعلية؛ سياسياً وامنياً واقتصادياً للعراق, بالتعاون مع الأطراف الأخرى, لابد أن تكون هناك ثقة عالية في إدارته, منبثقة من روح التعاون والتكاتف الصميم, بين القيادة والقاعدة, وذوبان كل المشاكل الحزبية والفئوية والشخصية, المتراكمة خلال السنوات العجاف الماضية, فوحدة التشيع؛ لا تكون في دعم هذا الطرف, أو ذاك على حسابات الوحدة الشيعية نفسها.

ما دام المشروع الاسلامي الوطني واحد, لابد أن تركن المصالح السياسية الأخرى جانباً, فمجريات الإحداث الإقليمية والدولية حاضرة, وتأثيراتها كبيرة على العراق, كونه معرض لكل الأزمات المتوقعة؛ الأمنية والسياسية والاقتصادية, ما يملي على ساسة البلد؛ التوحيد والتفاهم على الخطوط العامة لمستقبله, وهذا ما يحتاج وقفة تاريخية للقيادات الشيعية, خاصة في إدارة دفة التحالف الوطني, وعدم ترك الأمور سائبة لغايات ضيقة.

الانتخابات؛ وما تفرزه, لا يمكن أن تكون بديلاً عن وجود الاطار العام للشيعة, فدخول كتل التحالف مجتمعة في قائمة واحدة, أفضل بكثير من دخولها متفرقة, فالقوة في الوحدة, ولا تجزئة يطلب من خلالها, تقسيم المكاسب بين التحالف, والكتل الشيعية التي تخرج منه قبل الانتخابات, كما ترغب أن تفعلها كتل تغاز الشارع حالياً, باستهدافها وحدة التحالف, محاولة الخروج عنه بأساليب ملتوية.

الحالة الشيعية؛ لا تطمح بتصارع الاخوة فيما بينهم, والقاء التبعات على نفس التحالف, فكل الأمور مورد اهتمام, ولا تحتاج لمزايدات, من يريد الدفاع عن التشيع شعباً وعقيدة, عليه ركوب السفينة, لا يأتي بعد ذلك يطالب باستحقاقات, فالشارع العراقي عانى ما عانى من الفرقة والاصطفاف, والحالة الحزبية الضيقة, حتى نفرت الناس "كل الاحزاب", وامتعضت من شيء أسمه "دين", بسبب التصرفات الخاطئة.

تبقى الرمزية للوطن والمذهب في أصل الوحدة, والقوة في توحيد الموقف, وتحديد الأهداف في السعي لتحقيقها جميعاً, فليس هناك طرف مقدم على أخر, فالتاريخ يحفظ الحقائق كما هي, وسيلعن كل أنسان على سوء عمله, ويرفع كل ذو شأن عظيم لمنزلته, فالبناء الشيعي بوحدة الكلمة, وليس هناك بناء من خارج السور.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google