ماذا لو الحكيم يدعو للفرقة؟!
ماذا لو الحكيم يدعو للفرقة؟!


بقلم: عمار العامري - 01-02-2017
يمجد العرب كثيراً, القصة التاريخية التي تروي, "إن رجل جمع أبناءه قبل وفاته, وطلب منهم كسر مجموعة أعواد ربطها مع بعضها, فلم يفلحوا, ولكن كل واحد منهم كسر عوداً عندما فرقها", هذه الحكاية لم تطبق في الواقع العراقي على الساسة, من يدعو لكسر الأعواد مجتمعة؟ ومن يريد متفرقة ليسهل كسرها؟.
العراق يعيش الكثير من المتناقضات, فترك التاريخ والموروث وكل شيء, وأعتمد على ما يقال فقط, بدون أن يتحقق منه, وكأنما أهل البيت "ع" غفلوا عن ذلك, ولم يقل أمير المؤمنين "ع"؛ "ما أنه ليس بين الحق والباطل الا أربعة أصابع" الاشاعات ووسائل الاتصال, هي من تسيطر على تقديرات المجتمع, والتأثر في القناعات الشخصية على قبول الاشياء, وتحديد مصداقيتها, والحكم عليها.
منذ عقد ونصف, والعراق في دوامة الاستهداف الاعلامي, والنفاق السياسي, فلم يكن هناك تشخيص لما يجري بشكل دقيق, ما جعل الاغلب تحكم على الاشياء حسب الظاهر, وخير مصداق لذلك, وجود التحالف الوطني بعنوانه الجامع للقوى السياسية الشيعية بالعراق, وهذا بحد ذاته أمر يستحق التقدير والاحترام, ولكن عندما يتحول هذا العنوان الكبير الى حالة ثانوية, وتتفرق قواه لا نبحث بأسباب ذلك.
عندما يدخل الجميع في أطار التحالف, بعد كل انتخابات, والكل يريد من التحالف؛ توزيع غنائم الوحدة الشيعية, والقوة السياسية, والعددية البرلمانية على الكيانات الانتخابية كافة, في تلك اللحظات يسمى بفم مملوء "التحالف الوطني", لكن بعدما يأخذ كل منهم غنيمته, يبدا السباب والشتم في التحالف, وبالقائمين عليه, وكأنما عجوز ميت توارث أبائه أملاك, وانتهى كل شيء, وهذا أخس ما يفعله المرء.
عمار الحكيم؛ الذي يسعى منذ عامين على تحويل التحالف الى مؤسسة سياسية موحدة, تذوب فيها كل المسميات الحزبية والفئوية, ويصبح من يتقاسم باسمه ميراث الحكومة والبرلمان, كيان قوي, يبدا الدفع المبطن بالسب والشتم به, ولا كأنما يدعو لوحدة أبناء المذهب, وقوة كلمتهم, ولو افترضنا, إن الحكيم يسعى لما يسعون, يكفيه أن يأخذ من التحالف, كما يأخذون, ويسكت عن تلك المسؤولية.
الا إن دعاة التفرقة, نجحوا في تسخير الشارع لمنهجهم الضال, فالصراعات الحزبية, والتنافس على الرمزية, والطموح من أجل المواقع السيادية, هي من جعلتهم يوجهون الشارع كما يشاؤون, بدليل إن حكومة 2010, كانت حكومة تقاسم المواقع بين أقطاب اللعبة, فالاستجوابات البرلمانية, حلت محلها التجاذبات بين الحكومة ومجلس النواب, فتاه الشعب بين بغداد واربيل والموصل, وضاعت الميزانيات, وليس هناك من يتحدث عنها.
بينما اليوم؛ أخذوا يحملون التحالف مسؤولية ما حدث ويحدث, وكأنما التحالف مؤسسة يقدمونها على أحزابهم, ومصالحهم الشخصية, ولكن الحقيقة؛ هذا الاستهداف ليس للتحالف كعنوان عام, وإنما استهداف للحكيم؛ لأنه أراد جمع كلمتهم في عنوان واحد, ولكن لا نعلم, لو كان الحكيم يدعو للفرقة, كما يدعون هم!! فما هو الرد عليه؟.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google