بقلم: علاء الخطيب -
03-02-2017 الاستثناء والقاعدة واحدة من أشهر مسرحيات الكاتب الألماني الشهير برتولد برخت ، يتحدث فيها عن النظام الذي يستند الى قوة القانون ، الذي يمثله جهاز اداري مهمته الاساسية تطبيق القانون لمصلحة النظام بالنزاهة والشرف ، وهذه المهمة ينبغي ان تكون في مساحة الاستثناء وليس في مساحة القاعدة .
فحينما تكون معارضاً عليك ان تلعب في مساحة الاستثناء كي تثبت لجمهورك انك لا تريد الوصول الى القاعدة التي تلعب عليها الحكومة ، ولكي تكون متميزاً عليك تبرهن على ذلك بالدليل .
فلا يكفي انك تنتقد الفساد وتلعن الفاسدين دون ان تقدم مثالاً عملياً لنزاهتك وشرفك الإنساني .
وعلى أساس الاستثناء والقاعدة قدم لنا 102 برلمانياً مغربيا عن حزب الاصالة والمعاصرة المعارض مثالاً على الاستثناء . ففي هذا البلد العربي الأفريقي الفقير يقدم حزب معارض نموذجاً راقياً في مجال النزاهة والشرف الوطني اذ قاموا بإرجاع رواتبهم الشهرية البالغة 1632000 دولار بواقع أربعة آلاف دولار شهرياً لكل نائب الى خزينة الدولة عن فترة العطلة البرلمانية اثر الأزمة الدستورية التي أجلت الانتخابات لأربعة أشهر معتبرين انهم لا يستحقونه ولم يقدموا شيئاً لصالح الشعب، اقدموا هؤلاء على هذه الخطوة لا خوفاً من القانون ولا لأنهم لا يحتاجونها ، لربما كان الحزب يحتاج هذه الأموال لتقوية موقعة في الواقع السياسي ، لكنهم رفضوا ان يكون ذلك على حساب خزينة الدولة وقوت الانسان المغربي المتعب.
المغرب البلد الذي لا يمتلك نفطاً ولا ثروات طبيعية عدا الفوسفات الا انه يمتلك أعضاء برلمانه الشرف الوطني ، فقد أسسوا لسابقة شرف مغربية سيسجلها التاريخ . حزب الاصالة والمعاصرة حزب علماني يساري لا يرفع شعارات دينية ولا يطلق أعضائه لحاهم ولم يعتنوا بمسابحهم ومحابسهم ، وربما لم يحرصواعلى اداء صلواتهم باواقاتها كما هو الحال لكثير من أحزابنا الدينية ومن أعضاء البرلمان العراقي الا ان هناك فارق كبير بين البرلمانين، الاول يرجع أموال لخزينة الدولة والثاني يسرق أموال الدولة ويبتكر طرق للاحتيال والسرقة المشرعنة، الا أنهما يشتركان في خصيصة واحدة وهي الاستثناء ، لكن كلٌٌ على طريقته الاول يتميز بالنزاهة والشرف والثاني يتميز بالقباحة والخزي.
فالدول تبنى بالانظمة الحريصة على تطبيق القانون وليس العكس.
علاء الخطيب / كاتب واعلامي
Alaa Alkhatib
