حوار نقابي هادئ..في حيز مفترض لإحلام الأطباء
حوار نقابي هادئ..في حيز مفترض لإحلام الأطباء


بقلم: د. جاسم العزاوي - 04-02-2017
حوار نقابي هادئ..
في حيز مفترض لإحلام الأطباء

لهم فيها ما يدعون ومرونة الخطأ = صفرا أثناء رسم خطط مشفوعة بآليات تنفيذية ضمن سقوف زمنية صارمة.. متباهين بشرف المهنة وليس تسلق المنصب


أفترض حيزا ورديا، في حلم ساحر الأضواء، داخل يوتوبيا نقابة أطباء مسيجة بمطالبهم، تسعى لضمان حقوق مكتسبة لهم، والدفاع عنهم.. تنصرهم حين يُظلمون؛ بحمايتهم، وحين يَظلمون؛ بردهم عن الغي.. لا سمح الله، عائدين الى سبيل السلام المهني، الذي يرصن دعائم أدائهم، ويخدم أسماءهم، ويرسخ تجربتهم، إنتشارا واسع الشهرة.
ولبلوغ تلك الاهداف النبيلة؛ يجب أن نتحلى بحوار نقابي هادئ، لا وعود من دون ممكنات ولا صخب ولا... كثرة كلام بلا فعل ولا بينة، عامدين الى تنظيم العلاقة مع المشتركات الإجرائية، وهي المرضى في مستشفيات الدولة والمستشفيات الأهلية، وتشذيب الروتين المتعالي على المهنة، في وزارة الصحة، نازلين من أبراج الأنطقة العاجية.. شآبيب بلسم تسيح وصولا الى أبسط المناطق الشعبية..تأمليا، من دون إنفعالات هوجاء، ذات ردود الفعل هوجاء، إقترابا من جذورها؛ فإذا عرف السبب؛ بطل العجب، ووضع التساؤلات الدقيقة، يشكل نصف الحل!

يوتوبيا
إذن لنعرف ماذا يريد الطبيب من إنتمائه للنقابة، وماذا على النقابة أن تفعل لتلبية أحلامه المختزلة، في حيز وردي.. ساحر.. جنة مهنية! هل ثمة نقابة بمستوى الآية القرآنية الكريمة: "لهم فيها ما يدعون"؟
نرسم خططا واضحة الملامح، مشفوعة بالآليات التنفيذية لما نتفق عليه، ضمن سقوف زمنية، غير مسموح بتجاوزها.. (مرونة الخطأ = صفراً).
بهذا ننشئ نقابة لا تخيب أعضاءها، بل تنعش حلم اليوتوبيا، الذي ولد معهم، منذ أول صدرية بيضاء، إرتدوها مقيمين شبابا، حتى سن التقاعد الذي يلتبس خلاله لون لحاهم مع الصدرية.
نمكث في مواقعنا.. لا ننهزم أمام التحديات، بإعتبارنا نقابيين مسنودين بإرادة جماهير الأطباء، الممتدة على مساحة الخريطة، من أعلى زاخو الى أدنى الفاو، ناذرين أرواحنا لخدمة الزملاء، مستمدين قوتنا منهم، في الدفاع عنهم، وفق معادلة، يوازنها النسق النقابي المكفول دستوريا، بقانون ملزم للدولة والأطباء والمرضى معا.

وصاية
تستحصل النقابة وصاية على الوزارة،... ربما هذا كلام كبير...، لكنه ليس كبيرا على نقابة قوية ووزارة ديمقراطية! بل يحق لها مساءلة الوزارة حتى عن الأجهزة التي تساعد الطبيب في حسن الأداء المُرضي للمراجعين؛ كي لا يعتدوا عليه؛ وهم يرون أباهم يموت؛ لأن مستشفى طويلة عريضة، ليس فيها خافض حرارة! ولا جهاز قياس ضغط! ولا... أبسط المستلزمات المتوفرة في مستوصف متنقل بين أشجار مجاهل غابات الأمزون!
ولكي ينتمي وجدان الأطباء للنقابة جديا، يجب ان تتصالح مع نفسها، لا تتصارع أطراف القوى فيها؛ تهافتا على المناصب، من باب التباهي، بل العمل على أن خدمة الزملاء تكليف، والمنتخب يشرف الكرسي ولا يتشرف بيروقراطيا بالكرسي.. يحقق ذاته.. العاجز عن بلورتها إبداعيا.. من خلال المنصب؛ إذن فلنتباهى بالعودة الى شرف المهنة، وليس التسلق لبلوغ الشرف تعكزا على المنصب.
د. جاسم مطشر ثامر العواد العزاوي.. طبيب ومحامٍ واعلامي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google