بقلم: خضير طاهر -
04-02-2017 بات واضحا إستحالة حصول التعايش بين إيران وأميركا على أرض العراق ، والصدام قادم حتما بين الطرفين ، وحسب الإسلوب الإيراني المعروف ستدفع إيران بشيعة العراق لحمل السلاح ضد أميركا ، وهنا سيكون المشروع السعودي الأميركي جاهزا وهو إعادة تأهيل ( السنة ) سياسيا وعسكريا والتصدي للنفوذ الإيراني وضرب الشيعة ، وتشكيل حكومة سنية قوية دكتاتورية ، وطبعا ستهرب إيران مثلما هربت من البحرين اليمن وتترك شيعة العراق للذبح .
والسؤال : كيف يمكن إنقاذ الشيعة من مصيرهم الأسود المأسوي الذي ينتظرهم ؟
من المؤسف لقد فات الوقت على تصحيح أخطاء الشيعة بشكل كامل ، بسبب غدرهم للولايات المتحدة الأميركية وتنكرهم لجميلها وخسارتهم لحمايتها ، وأيضا سبب آخر وهو رفض السعودية للوجود السياسي الشيعي .. وبعد ظهور الميليشيات المسلحة أصبح الرفض للوجود الشيعي أشد ، فهذه الميليشيات تصنف على انها معادية للولايات المتحدة وللسعودية وعموم دول الخليج كونها أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني ، وعليه الواقع السياسي في العراق سيتغير وسينتهي الكيان السياسي الشيعي ، ويبدأ العهد ( السني ) السعودي الأميركي .
ولم يتبقى لدى الشيعة سوى هامش بسيط للمناورة وهو التحرك بسرعة وقيام الجماهير الشيعية المستقلة بالتمرد والثورة على الأحزاب والنفوذ الإيراني .. حيث تسقط هذه الثورة شرعية الأحزاب الشيعية وتقيم لها محاكم شعبية تسحق رؤس الساسة اللصوص والعملاء وتسحلهم في الشوارع ، وتطلب المساعدة العاجلة من أميركا لتدخل جيشها .. عندها ستتفاهم أميركا والسعودية مع الشيعة المعتدلين وتمنحهم نسبة في الحكومات القادمة ، وبهذه الخطوة يمكن التقليل من خسائر الشيعة .
من يفكر بهدوء وموضوعية وينظر الى الإستقرار الإجتماعي والسياسي والرفاهية في دول الخليج العربي .. سيجد سببها التحالف مع أميركا ، ووجود سلطة دكتاتورية تمسك بالأمور بعيدا عن صراعات الأحزاب وشعاراتها .. وعليه يمكن القول : إذا كان صعبا ان يعيش العراق مستقل السيادة السياسية ، وبعد الفشل الكبير للديمقراطية .وفشل الشيعة في الحكم . فإن العهد ( السني ) السعودي الأميركي القادم هو الخيار الواقعي الأفضل ، فالشيعة طالما هم يمسكون السلطة سيتعرضون لمؤامرات السنة ودول الخليج ومفخخات القاعدة وداعش وحزب البعث ، وغير مسموح لهم إنشاء إقليم أو دولة .. لذا إبتعادهم عن مسك السلطة فيه راحتهم وسلامتهم ، ولس كل صاحب حق يمكنه أخذه .
