ترامب ... والفريق المنسجم القوي
ترامب ... والفريق المنسجم القوي


بقلم: قحطان اليابس - 05-02-2017
عرضت عنوان المقال قبل ان اعتزم نشره على بعض الاصدقاء المحيطين والمقربين فكانت ردود الافعال والاراء والتعليقات كما كنت متوقعا الا واحدا سياتي حديثه بعد سطرين, فمنهم من هز راسه ويديه متهكما وتمتم بكلمات لا ينطق بها الا الساخطين, ومنهم من ابتسم ابتسامة عريضة فقال احنا وين وهم وين, ومنهم من قهقه واستغرق فيها وكان من الضاحكين,ومنهم من المتلقين الاعزاء من ينتظر ان يقرا السطور فاما ان ياخذ بعبرتها واما ان يكون من العابرين فقلت لهم هل يكفي العنوان ليعقد المقارنة مع اني لا اعتزم ذلك فان كان كذلك فلا حاجة لنشرها ومن ثم نلقي الحجة على الحاكمين فأنبرى الواحد الذي كان من المعترضين وقال هل تأذن لي بالكلام ولكنه لم ينتظر السماح واسترسل فقال انتم معشر الكتاب تخوطون بصف الاستكانة ومن يكتب منكم سطرا كانما ملك العراقي عبدا فلم انطق بحرف واحد وكنت من المبلسين .
لم يكن الهدف من المقال وعنوانه عقد المقارنة بين الفريق الاحمر والفريق الاصفر ولا بالآلية التي خرج بها الفريقين ولا حسابات الاستحقاق الانتخابي وهو المصطلح التزويقي للمحاصصة ولا ما تعنيه الحكومة التوافقية والشراكة الوطنية وغيرها الكثير من التعابير والعناوين ولم يكن الهدف هو سرعة تشكيل الفريق الاحمر ومهنيته وبطئ التشكيلة التي خرج بها الفريق الاصفر والعملية القيصرية التي اخرجت لنا ثلاثة وثلاثين من الوزراء ومن وراءهم وكلاء ومدراء احتياط ومساعدين وبصراحة لم تخطر على البال ان نقوم بتنظيم مباراة سياسية فاصلة بين الفريقين الاحمر والاصفر لعلمنا مسبقا بالنتيجة ومن هم اللاعبين الكبار والصغار والداعمين وما خفي عنا كان صراع على المغانم واسع وعظيم, فما كان رباط المقال فعلا الا استثارة للذاكرة العراقية التي لا تعرف كيف تتبين الرباط الاحمر من الرباط الاصفر والتي اثقلت بالاحاديث والخطب والشعارات فاصبحت محدودة السعة في التخزين لكن الغريب والعجيب انها لا يمكن ان تنسى احاديث الاولين من الصالحين والطالحين وقبرت في هوة التاريخ منذ الاف السنين منذ واقعة الرزية والسقيفة وما جرته من احداث كانت علينا فتنة وبلاء مستديم فان تحدثت في التاريخ بموروثه الموبوء السقيم انبرى الخطباء والفقهاء والخاصة والعامة محتجين ومتناقضين ليغرقوا السفينة التي لم تبحر ابدا بالاحاديث صحيحها وضعيفها واسانيدها ومن قام باخراجها وعلم الرجال فيها وما قال فلان عن فلان وكيف كان فلان ابن فلان كيف قام وكيف جلس وكيف ياكل الطعام وماذا رأى في المنام وما يلبس من اثواب الاستبرق والحرير وحسن الجواري وحور العين فما بقى من شئ الا وكتبه الاولين وفسره التابعين والحاضرين فاصبحنا امة عظيمة في التاويل والتفسير وافرطنا حتى في حرف الجر واختلفنا فيه ماذا يعني وكيف كان في لسان العرب وكيف نكون بفصاحته من الناطقين .
لم يبق في الذاكرة العراقية حيز يذكر بعد ان ملئت بتاريخ اربعة عشر من القرون لكي نتذكر الاحداث قبل بضع من السنين حين خرج علينا الرجال المتشحين بالالقاب الحصرية يطلبون البيعة فرفعوا ما استطاعوا من زخرف الشعارات وكان اكبرها الفريق المنسجم القوي الذي تلاشى بتربعهم على العروش فاعادوا الوجوه علينا مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايديهم من التكنوقراط والمهنيين وصار "المواطن ليس اولا" وانما بعد الاخرين, لم يرفع ترامب هذا الشعار ولكنه كان صادقا في اختياره الطاقم الرئاسي بالانسجام والقوة التي رفعت شعار "امريكا اولا" اما ولاتنا فرفعوا الشعار بقوة ولم نرى الا الفريق المنقسم العويّ .
قحطان اليابس



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google