العراق سيبقى مركز ثقل العالم ومحور إهتمامه وعنصر إستقرار للتوازن الدولي
العراق سيبقى مركز ثقل العالم ومحور إهتمامه وعنصر إستقرار للتوازن الدولي


بقلم: حامد شهاب - 06-02-2017
العراق من وجهة نظر كل صانعي الاستراتيجيات ، في الدول الكبرى، وفي تفكير قادة دول المنطقة هو مركز ثقل العالم ، وهو محور إهتمامه ، بل ويشكل أكبر بلد، له دور محوري في توازنات القوى الدولية ، وبإمكانه أن يسهم في إستقرار العالم ، ويحافظ على معادلة التوازن الدولي من الإختلال والفوضى!!

ومفكرو الاستراتيجيات ينطلقون من تصور واحد ، هو ان العراق هو صاحب أرقى الحضارات الإنسانية على مر التاريخ ، وهو وإن كبا ، وواجه العثرات ، وحاول آخرون سلب هويته وانتمائه العربي الأصيل ، ودوره الحضاري ، ووقفت بوجهه كل طواغيت الارض للحيلولة دون نهوضه مرة أخرى ، سيبقى دور العراق كبيرا ، وسيبقى هذا البلد ، رغم ضحالة تفكير حكامه الحاليين وسطحية تفكيرهم ، وتمسكهم بتأليب نيران الطائفية والفوضى وتأجيج أتونها المحرقة، يبقى العراق محور الاهتمام الدولي شاء الآخرون أم أبوا !!

لقد اراد الغرب صناعة نموذج ( نظام إسلامي ) مشوه في العراق، إسلام يكفر به العقل العربي قبل الغربي ، وشكلوا انظمة هجينة ، ولدت مشوهة وصنيعة للاحتلال، وهي من قدمت أسوأ نماذج ( الاسلام السياسي) على ان هؤلاء هم من يمثلون الإسلام، والاسلام منهم براء ، ولأنهم مشوهون وفاقدون للشرف العربي، فقد تنكروا حتى لعروبتهم وشرف انتمائهم ، وقبلوا ان يكونوا أدوات طيعة بيد الغير يحركونهم كالدمى كيفما شاوا ، لخدمة أهداف تلك الدول صاحبة الفضل عليهم فكانوا خدما اذلاء عرضوا مستقبل بلادهم لمخاطر جمة واحالوها الى جحيم لايطاق من الفوضى والقتل والتهجير والنزوح والاعتقالات والابادات الجماعية، تحت عناوين طائفية والعمل على اجتثاث اخيار العراق وعقوله وشرفائه والبانين لنهضته وتقدمه، ولم يكن للعراق كبلد وتاريخ ، نصيب من اهتمام الساسة الجدد سوى إذلال شعبهم وتدمير امكانات بلدهم ، وبيع ثرواته وعقوله في المزاد العني، بثمن بخس دراهم معدودة،واستحقوا لعنة الاجيال، لأنهم اوصلوا العراق الى الحالة التي هي عليها الان، والتي لاتليق حتى لدويلات في أقصى الارض، ليس لها أي مكانة او دور، ان لم تكن منسية، ولا أحد يذكرها ، بعد ان اضاعوا الشرف العربي والكرامة العربية ، وسلموا مقدرات بلدهم للاغراب ومن يريدون بالعراق شرا.

وليست ثروات العراق وبخاصة النفطية ، هي من تحتل قصب السبق في هذا الاهتمام حاليا ، بل ان ما يحير كل صانعي الاستراتيجات الغربيين هي العقول العراقية المبدعة والخلاقة، وتشبثهم بعروبتهم واعتزازهم بشرف الانتماء اليها ، هي بمقدورها ان تعيد احياء تراث العرب وتعيد صياغة معادلة عربية ، ليبقى العراق محور اهتمامها ، ومركز انطلاقتها ، وان العروبة هي قدر العراقيين ، وهي أملهم وتوقهم للحرية وللكرامة وللدور المشرف الذي ينتظرونه بلهفة وشوق، وفي ان يكون بإمكان قادتهم ان أحسنوا صنع أقدارهم ان يعيدوا لحمتها، بالرغم من كل صور القهر والتفكك والمأساة والفرقة والتناحر ليعيدوا صياغة معادلة عربية ، كلما سنحت لهم الفرصة بذلك ، بل ان خطر العقل العراقي يفوق خطر امتلاك القنبلة النووية وصواريخ أرض العراق البعيدة المدى، حتى وان غابت شمس العراق وانطفأ وهجه وضياءه بعض الشيء مثلما يمر به الان!!

وواحد من الاسباب التي ضيعت مستقبل العراق هو إنشغال العراق في الدفاع عن عروبته ودخوله في معارك ماكان عليه ان يدخلها ، الا للظهور في الأضواء وممارسة ادوار لم تقدم خدمة للعروبة ان لم تكن أضرت بها ، وأساءت اليها، وينبغي ان تتم محاكمة تلك الفترة من التاريخ التي خرج فيها العراق عن خدمة العرب، محاكمة بتعقل وتمعن وبصيرة، للاستفادة من دروسها المريرة ، كونها هي من أسهمت في اخراج العراق من محيطه العربي ، وينبغي ان تكون المهمة المقبلة هي تصحيح مسارات التحرك، بما يعيد العراق الى عروبته والعرب الى العراق، فبدون العراق لن يكون للعرب مكانة ولا دور، وبدون العرب، ستنهار قدراتهم ويتحولوا الى كيانات هشة منقسمة على نفسها، ليس بمقدورها الدفاع عن تفسها وعن شعبها، وعليها هي ايضا ان تعي هذه الحقيقة وهي انها كانت جزءا من حملة ابعاد العراق عن محيطه العربي، لأنهم كانوا خائفين منه ومن احتمالات نهاية أدوارهم كأنظمة مكبلة لشعوبهم رغم معالم تقدم بلدانهم ، وبدون اعادة حسابات الاطراف مجتمعة للدور المستقبلي لهم وللعراق لن يكون بمقدورهم العيش بأمن وكرامة وإستقرار، وما يمرون به من ضياع الدور والمكانة هذه الايام ، بعد ان أفل نجم العراق ، شاهد على مانقول!!


إن مفكري وصانعي الاستراتيجيات سيضعون تلك الحقيقة عن العراق ودوره الحضاري التقدمي بعين الاعتبار، وستجعل الآخرين يفكرون بجدية أزاء العراق ويحسبون له ألف حساب في معادلات التوازن الدولي،وفي القدرة على ان يبقى هذا البلد المعطاء مشعلا للحضارة والتمدن والرقي الانساني، وما يمر به العراق من انكفاء دوره وازاحته عن مسرح الاحداث ، لايعفيه من هذه المهمة، ويبقى تفكير العراقيين وفكرهم الثاقب وعقولهم النيرة هي من تشعل قناديل الأمل ، وتضيء الطريق للاجيال، وتصنع الغد العربي الوضاء، وهو ليس حلما او نسجا من الخيال، كما يظن البعض، لأن للعراق دورا رساليا انسانيا ، لايمكن ان يتنكر له الآخرون او يتغاضون عنه، وهو كالعنقاء لابد وان يخرج من بين الرماد، ليعيد الحياة ويعيد رسم معالم انطلاقته من جديد ، وتسهل عليه ادوار الحضارة والمكانة التي حظي بها على مر التاريخ مثل هذا الأمر ، حتى تبدو وكأنها حقيقة ماثلة للعيان، سيضطر الآخرون للقبول بها شاءوا أم أبوا، وهو نفسه من يضع صانعو الفكر وواضعو الاستراتجيات ، للعمل على خلق تحرك مضاد وخبيث لاحباط محاولات من هذا النوع للعودة الى مسارات التاريخ الناصعة البياض ، كلما حان الوقت لاضعاف العراق وازاحته عن دوره الحضاري، وهو وإن تراجع كثيرا خطوات الى الوراء، الا انه سيأتي اليوم الذي تعيد فيه العقول العراقية صناعة اقدارها ، وتعيد العالم أجمع الى الاعتراف بدور العراق وعدم التفريط ببناء علاقة وطيدة معه، لأنه الوحيد من بين كل الدول والحضارات من يمتلك القوة والتأثير المعنوي والروحي والنفسي الاجتماعي والتاريخي والسياسي، لكي يعود العراق كما كان.. وان غدا لناظره قريب، بعون الله ، وستشرق شمس العراق وهاجة لن يكون بمقدور أي كان أن يحجب ضوءها ونورها بغربال .. "والله متم نوره ولو كره الكافرون"!!



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google