ماذا حل بالمتآمرين على ثورة 14 تموز المجيدة؟
ماذا حل بالمتآمرين على ثورة 14 تموز المجيدة؟


بقلم: محمد رضا عباس - 06-02-2017
انقلاب الرابع عشر من رمضان عام 1963 والذي صادف الثامن من شهر شباط من العام نفسه كان السبب في اعتقال 26 إلف مواطن من الكبار والصغار , رجال ونساء , مثقفين و كسبة , وخمسة ألاف منهم قضوا نحبهم تحت سياط الجلادين . انقلاب الثامن من شباط أسس أساس الظلم والتخلف والقتل وانهيار القيم المجتمعية والوطنية في المجتمع العراقي للسنوات الأربعين اللاحقة , فأنتجت نظام الأخوين عارف ونظام المهيب احمد حسن البكر وانتهى بنظام الطاغية صدام حسين الذي سبب الكوارث الواحدة بعد الأخرى للعراقيين .

بينما يعرف العراقيين المصير الأسود لمن كان يحيط بصدام حسين , فان هناك أشخاص ساهموا في الإعداد والتخطيط والتنفيذ لجريمة الثامن من شباط ما يزال المواطن العراقي يجهل مصيرهم وما حل بهم وأين يعيشون ألان ؟ من حق المواطن العراقي إن يعرف مصيرهم وأين حل المقام بعوائهم و أولادهم لأنهم أجرموا بحق الشعب العراقي وبمصير العراق وكانوا هم السبب في توالي الانقلابات العسكرية حتى وصل الأمر بيد الدكتاتور صدام حسين . الشعب العراقي يريد إن يعرف ما هي عدالة السماء بحق هؤلاء المجرمين الذين قضوا على تجربة وطنية وقضموا أربعين عام من عمر المواطن العراقي عاش فيها الذل والهوان والفقر والحرمان.

أسماء كثيرة ممن خططوا و تعاونوا ونفذوا انقلاب الثامن من شباط تتدافع في ذاكرتي , نريد إن نعرف ماذا حل بهم ؟ كيف كانت نهايتهم؟ ما هو مصير عوائلهم؟ هل مازال بقاياهم يعشون في العراق الذي غدره آباءهم؟ أين يعيشون؟ الجواب على هذه الأسئلة سوف يشفي صدور الأحرار من العراقيين , خاصة إذا كانت نهايتهم تساوي جرائمهم بحق الشعب العراقي . لقد وعد الله المؤمنين بسوء عاقبة الظالمين , فهل تحقق وعد الله بهم ؟ هل تحقق وعد الله بهناء العمري وسعد طبره ؟ نريد ان نعرف عن مصير : طاهر يحيى التكريتي , رشيد مصلح التكريتي , عبد القادر الحديثي , صالح مهدي عماش , قاسم نعمان السعدي, ماهر الجعفري , غسان عبد القادر , عدنان داوود القيسي , اكرم عبد الكريم اسود , مجيد رجب , محمد ثامر , الملازم الطيار فهد عبد الخالق السعدون , الملازم الطيار واثق عبد الله , حردان التكريتي , الرئيس أول الركن عبد الستار عبد اللطيف , المقدم الركن محمد مجيد , المقدم هادي خماس , جابر علي كاظم , المقدم الركن خالد مكي الهاشمي , الملازم كنعان مخلص , آمر الفوج الثاني العقيد عارف يحيى الحافظ, هشام الشاوي , سلام احمد , أياد سعيد ثابت , صبحي عبد الحميد , هاشم علي محسن , عبد الإله نصراوي , فؤاد الركابي , خير الله حسيب , أديب الجادر , خالد علي صالح , حازم جواد , طالب شبيب , عبد الستار الدوري , المقدم الركن امين شاهين , حميد الحصونه , احمد صالح العبدي , المقدم الركن عبد الكريم فرحان , محسن الرفيعي , جاسم العزاوي , قاسم الجنابي, حافظ علوان , عمار علوش , خالد طبره , كنعان احمد الجبوري , علي رضا باوة , سعدون شاكر , عبد الغني الراوي , منعم حميد , علي صالح السعدي , جعفر قاسم حمودي , الحاج محمود شيت خطاب , المقدم الركن محمد يوسف , عبد العزيز الدوري , العقيد عارف عبد الرزاق , الزعيم مدحت عبد الله , يونس الطائي , عبد الكريم مصطفى نصرت , الرئيس الأول الركن دخيل الهلالي , صلاح شنشل , العقيد محمد مصطفى ,الزعيم عبد المجيد سعيد العاني وعشرات أخرى لا يسمح المجال لذكرهم .

إن التحري والكتابة عن السيرة الذاتية لهؤلاء الإفراد الذين خانوا الله والوطن سيكون لها منافع جمة للأجيال القادمة . نعلم إن بعض الأسماء المهمة قد قتلت على يد رفاقها , وآخرون هربوا بجلودهم إلى خارج العراق خوفا من بطش رفاقهم , وآخرون انزووا عن المسرح السياسي بعد إن كشفوا الخدعة , ولكن المكتبة العراقية ما زالت تفتقر إلى كتاب جامع لهذه الأسماء وما احل بهم !!!

اعرف إن الخوض في كتابة كتاب بهذا الخصوص سوف لن يكون سهلا ولا ممتعا , بل محفوفا بالمخاطر و المتاعب . بالحقيقة كان هذا الموضوع محل اهتماماتي وكنت أفكر جديا بركوب بحاره , ولكن تقدم العمر والحالة الصحية أصبحتا العائق في تحقيق هذا الحلم . أمل من كتاب التاريخ العراقي اخذ هذا الموضوع بالأهمية القصوى لما له فوائد على المهتمين بالشأن العراقي حاضرا ومستقبلا. كما وان الدعوة مفتوحة لطلاب الدراسات العليا ولاسيما طلاب التاريخ والسياسة.

الكتابة عن فترة حكم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم للعراق سوف لن تنقطع وإنما ستزداد وتيرتها كلما تعمقت القيم الديمقراطية في العراق. الشعب العراقي يتميز بالوفاء لمن يقف معه ويعيش محنته وعرف عن كثب شقاءه وعوزه , وان حب العراقيين للزعيم قاسم ما هو إلا وفاء له على ما قدمه للفقراء لفترة لا تجاوز فترة حكم الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب , حوالي خمسة أعوام . إلا إن التزوير وخلق الأكاذيب على الزعيم لا تقل عن حجم الأكاذيب والتزوير التي طالت الإمام علي على يد المعادين له. إن من يقرا بعض الكتب والمقالات التي كتبت عن الزعيم الراحل سوف يكتشف سريعا حجم الكذب والتدليس ضد هذه الشخصية الوطنية وان استمرار وتمادي أعداء الحرية في كتاباتهم ضد الزعيم سوف يؤدي إلى ضياع ارث تاريخي قل مثيله في الشرق الأوسط. الواجب الوطني يحتم الكشف عن جميع من تلطخت يداه بدماء العراقيين الأبرياء وعن جميع من تسبب في فقره وعازته وهم يمشون وينامون على الذهب الأسود. انه من الظلم ان يختم الزعيم عبد الكريم قاسم حياته بالقول " إنا كنت اعمل لمصلحة الفقير...إنا نصير الفقراء...إن هدفي كان خدمة البلد ", ولكن احد رؤساء العرفاء ويدعى شهاب احمد عزيز يندفع بضربه على رأسه فتسقط سيدارته العسكرية على الأرض. انه من واجب الجنرالات الجدد في العراق ارجاع سيدارة الزعيم الى عزتها وكرامتها



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google