عبد الكريم قاسم
عبد الكريم قاسم


بقلم: سالم سمسم مهدي - 07-02-2017
في ذكرى الثامن من شباط الاسود وددت ان اكتب :

لا أدري لم كلما قسى الدهر على شعب العراق ذكرتك، وعندما يُذل فقراء الوطن ترحمت عليك، واستوحشت الايام التي حرمتنا منك، فكم من محروم فقد أماني العز بفقدك، وكم من طموح شمر عن ساعديه صُدم بغيابك، وكم من حريص على ثرى الوطن تاه بعد أن رأى الخيانة تغزو وطنه بقطار الحقد والكراهية متكالبة عليك ...

لقد ترك أفول نجمك من سماء العراق جرحاً غائراً لم يتوقف نزفه، وعجزت الايام المتتابعة من دمله، وكم من مدينة وقرية كانت تتطلع لغد حالم، لفها الإهمال تصرخ اليوم باسمك ...

لقد بكتك المدن والقصبات والقرى وشعب كل من فيه ثكلى لغيابك، لقد مات من مات كمداً على ضياع أمل وطن أو غيبته سجون نقرة السلمان وقصر النهاية بعد أن تحاوشتك الضباع لتغرس أنيابها القذرة في جسدك وأحشاء أبناء العراق من بعدك ...

لقد خططت أنت ورفاقك الشرفاء أن تكون راية العراق خفاقة عالية، ترفرف بعز فوق السهول والوديان والققم العالية، ولكن قوى الشر جعلت منها راية تابعة ذليلة يحمل ساريتها الكذابين والمنافقين والدجلة ...

في أيامك خلت المقاهي والأسواق رويداً من جيوش العاطلين، بعد أن احتوتهم المشاريع والمصانع، لتنبت وترتفع على ثرى الوطن بنايات لم نكن نألفها، قيل لنا ونحن صبيان أنها الجامعات، والمستشفيات، ومدارس منتشرة تزرع العلم في عقول الجموع المقهورة، وبيوت لكل شرائح المجتمع البسيط والمثقف ...

غرست ايامك البهجة في نفوس الاطفال والنساء، وتدافع الرجال للعمل بهمة في سوح البناء بعد ان لمس الجميع إخلاصك...

ولكن وللأسف تبدد حلم الملايين بمغادرة الاكواخ والصرائف والمناطق الآسنة عندما طعنتك سهام الغدر والرذيلة ...

ها هي الايام تنتقل بنا من سيء إلى أسوء من بعدك، فالشباب الذين خططت لهم أن يكونوا علماء، وأطباء بلعتهم الحروب، وضاقت بأبنائهم وزوجاتهم الدروب، وفوق كل هذا وذاك هناك وطن يشكو بألم ...

وأخيراً وليس اخراً مهما تكلمت لا أُعطيك من نُزر حقك وأمانتك التي غمرت بها كل الوطن .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google