هوس التبعية و أعراض الخضوع القهري ! ..
هوس التبعية و أعراض الخضوع القهري ! ..


بقلم: مهدي قاسم - 08-02-2017
هناك دول عديدة ـــ كسويسرا و نمسا و كندا ، مثلا و ليس حصرا ــ تعيش باستقلال تام وبعيدة عن المحاور الأمريكية و الروسية والجيبوتية ـــ هذه الأخيرة أضفتها بدافع الطرافة ــ دون أن تضطر لتنضم إلى هذا المحور أو ذاك ، لتحافظ على وجودها و على استقلالها الكاملين ..
بل ...و حتى النظام الإيراني نفسه ، لو تفرغ لعملية بناء و تعمير بعيدا عن تصدير الثورات إلى دول الجوار و تشكيل أحزاب وميليشيات تحقق أجندنها في الخارج ، و دون أن يرفع شعار معاداة أمريكا و إسرائيل ، لما تعرض لمعاداة من دولة ما ..
مثلما النظام الإسلامي في ماليزيا مثلا الذي ما من احد يحاربه أو يعاديه أو يتآمر عليه ....
و معنى ذلك إنه ليس من ضرورة قصوى أو من حتمية مصيرية وتاريخية التبعية أو الانضمام إلى محور ما للعيش بسلام ووئام ..
و لهذا فلا نفهم لماذا يجب على العراق أن يكون تابعا أو يرتبط بالمحور الأمريكي أو الإيراني إطلاقا ، أو حتى بالمحور الروسي ليعيش مستقلا ومرفها و بأمان ....
مثلما يطالب البعض و بإلحاح ، وكأنهم يعانون من هوس التبعية و أعراض الخضوع القهري و الإجباري وسطوة الآخر و هيمنته الطاغية ، حتى إنهم يبدون وكأنهم عاجزون عن العيش إلا تحت ظل " العم اليانكي " الغليظ وصاحب الهراوة الغليظة ..
مع العلم أننا قد تساءلنا في مقال سابق لنا بأنه لماذا لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بحماية نظام الشاه إيران السابق الذي كان شرطيهم في منطقة الخليج ، إذا كانت عملية الارتباط بأمريكا تعني حماية و إمانا و رفاهية مثلما يزعم هؤلاء البعض ؟!..
فعلى المرء أن يكون مستقلا و قويا ليختار أصدقاءه حسب رغبته أو مصلحته بدلا من أن يكون تابعا و خاضعا لإملاءات غيره أو تحت سيطرته ..
فكذلك الأمر بالنسبة لدول و شعوب ..
فلماذا يُصعب على البعض فهم هذه الحقيقة البسيطة و الواضحة ؟ ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google