قيس بغداد وليلاه ..سي ان سي !
قيس بغداد وليلاه ..سي ان سي !


بقلم: احمد الحاج - 08-02-2017
سنين طويلة وبرغم الحروب العبثية الدامية التي عصفت بالعراق من كل حدب وصوب وما يكتنف كل منها من ألم وحزن وضياع ، كنت ومازلت متيما ومهتما بقصص العشق الصوفي الصافي والحب العذري اللاجسدي - الشريف - عنتر وعبلة ، عزة وكثير ، قيس وليلى ، ابن زيدون ووﻻدة بنت المستكفي ، جميل وبثينة ، التي حفلت بها كتب الأدب والتراث العربي واصبحت أيقونة الشعراء والروائيين والقصاص والتشكيليين من بعدهم ، ولعل أجمل ماقيل في الحب العذري على لسان قيس بن الملوح :
البين يؤلمني والشوق يجرحني ...والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ ...عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ

اما عن العشق الصوفي ، فأورع ما نظم فيه من وجهة نظري :
شغلت قلبي عن الدنيا ولذتها ...فأنت والقلب شيء غير مفترق
وما تطابقت الأحداق من سنة ... إلا وجدتك بين الجفن والحدق

بالمقابل كنت ومازلت ابغض الحب الغريزي - غير الشريف - وأشهر قصصه التي ضجت بها كتب العشق بل وأفلام هول ..يهووود ايضا لتشكيل الرأي العام العالمي جسديا وإطلاق الشهوات على الغارب وإشاعة الخيانات الزوجية وثقافة الانتحار عشقا على حد وصفهم ، مغلفة بـ - الرومانسية - كيلو باترا ومارك انتونيو ، باريس وهيلين ،نابليون وجوزفين ، روميو وجوليت ، شاه جاهان وممتاز محل ، لانسيلوت وغوينفير ،هتلر وايفا براون ، الثانية انتحرت بالسم والاول بالرصاص ، موسوليني وكلارا وقد علقت جثتيهما بحبل بالمقلوب بعد اعدامهما وغيرها كثير .
اﻻ ان عشقا من نوع آخر ليس كبقية قصص العاشقين - بشقيها العذري والغريزي - حدث في بغداد ذات يوم ، عشق تعرفت على - قيسه - عام 2005 حين ساقتني الاقدار لأعمل محررا للصفحتين الثقافية والاخيرة في احدى الصحف المحلية ، كان يجلس الى جانبي وعلى مدار ثلاث سنين وبرغم الحزن الذي يعلو محياه لم اسأله يوما مالك ياصاحبي ..مالذي يزعجك ..ماهو سرك الدفين ..أفصح رعاك الله ؟ حتى جاء اليوم الذي كنت اعد فيه تحقيقا عن المصانع العراقية التي دمرها العدوان الاميركي والعدوان" الحواسمي " عام 2003 وعددها يربو على 24 الف مصنع اهلي وحكومي ..هنا افصح - صفاء المفرجي - وﻷول مرة عن - ليلاه سي ان سي - وهمس في اذني قصة عشقه العذري التي بدأت خيوطه تنسج عام 1993 عندما عين (بعد اكمال الخدمة العسكرية) في احدى شركات التصنيع ، مضيفا " و لكوني كنتُ في كلية هندسية (لكن للأسف لم اكملها) عملت كمُشَغِّل ماكنة بداية الامر وقتها كانت شركتي لا تملك سوى ثلاث مكائن انكليزية الصنع وبعد منتصف التسعينات وصلت الماكنة الرابعة ، وفي الألفية الجديدة بدأت الخطوط الانتاجية في شركتنا بالتشكُّل ، خطّان انتاجيان اولا وثالثهما اكتمل وصوله قبل بداية الحرب في 2003 بقليل فاحتلت أمريكا العراق ثم سرقته وكان من ضمن سرقاتها (خط انتاج المسننات) وهو خط انتاجي بتكنولوجيا متقدمة جداً.
خلال الفترة بين 1993 - 2003 بدأت اعلم نفسي برمجة الـCNC ..حبيبتي.. حتى وصل الحال بأن اكون الاول في ادارة وتشغيل - المعشوقة الحديدية - التي احببتها حبا جما ووووواحبتني !!
بعيد العدوان ذهبت الى المصنع ، أخطو بقدم وارجع بأخرى ،لأرى بأم عيني ماذا حل به وبحبيبتي ، هل مصيرهما كمصير وطن ذهب مع الريح بذريعة اسلحة دمار شامل مالها من وجود ؟! واذا به قد صار اثرا بعد عين ، تحول الى انقاض ينعب فيها البوم وينعق فوق اطلالها الغراب ...فمرضت وووترنيمتي منذ ذلك الحين هي :
يقولون ليلى في العراق مريضة ..فقلت لهم كـــــــــــــل آلعـــــــــــراق مريـــــض!
جــــرآآآآح وصبــــــر وآحترآآآآق وغربـــــة ...ودمـــــــع ولا كـــــل الدموع تفيض!
قلت له ولها حسبكما ..ايها العاشقان : " ياليتني كنت وللعراقيين الطبيب المداويا " . اودعناكم اغاتي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google