السفاحون القتلة عندما يحمّلون ضحاياهم وزر جرائمهم
السفاحون القتلة عندما يحمّلون ضحاياهم وزر جرائمهم


بقلم: مهدي قاسم - 08-02-2017

السفاحون القتلة عندما يحمّلون ضحاياهم وزر جرائمهم


يحاول بعض من قتلة شباط الأسود السفاحين من زمر بعثية موغلة في إجرام ووحشية وقسم من أبنائهم و ربما أحفادهم ايضا ، فيحاولون من خلال جرائد ومواقع و صفحات التواصل الاجتماعي ، ، تحميل ضحاياهم وزر جرائمهم وتبريرها بذرائع واهية ، بغية الحصول على صكوك غفران ، كترديد قولهم الماثورـــ ككلام حق يراد به الباطل ـــ بأن ثورة 14تموز قد فتحت الباب أمام الانقلابات العسكرية في العراق ، متناسين عدد الانقلابات العسكرية الكثيرة التي حصلت في العهد المالكي ، فضلا عن عمليات إعدام بحق المواطنين العراقيين لأسباب تتىعلق باعتناق الفكر و العقيدة ، مثلما جرت عملية الإعدام لقادة الحزب الشيوعي العراقي و الذين كان كل ذنبهم أنهم يمارسون نشاطا سياسيا محظورا ..
و إذا كانت تلك الانقلابات العسكرية العديدة التي حصلت في العهد الملكي تنتهي بأقل " ضحايا " بالمقارنة بعشرات الآف من ضحايا انقلاب 8 شباط الأسود فالسبب واضح جدا ، ويرجع أصلا إلى وحشية البعثيين الفاشيين ومفرطي القسوة و الهمجية بالمقارنة مع قادة الانقلابات العسكرية في العهد الملكي و الذين كانت غايتهم الوحيدة هي استلام السلطة وليست تصفيات سياسية واسعة و شاملة بحق خصومهم السياسيين مثلما فعل البعثيون الأوباش ..
و هذا يعني بأن البعثيين هم الذين دشّنوا تاريخ العراق الحديث بطابعه الدموي الرهيب ، من خلال قيامهم بعمليات إباداة جماعية ضد خصومهم السياسيين ، وتفننوا في الوقت نفسه في أبشع و أفظع عمليات تعذيب واغتصاب ، طالت ليس عشرات الآف من رجال و شباب ، إنما شملت مئات من نساء و فتيات أيضا ..
علما إن الزعيم الوطني النزيه عبد الكريم قاسم قد أعفى عنهم بعد محاولتهم الفاشلة في عملية اغتياله ، كما أنه رفض ــ فيما بعد ــ أي أثناء انقلابهم في 8 شباط الكارثي ، توزيع سلاح على مئات الآف من جماهير خارجة إلى الشوارع لغاية الدفاع عنه و عن منجزات الثورة ، فرفض توزيع السلاح عنهم و ذلك تجنبا لحرب أهلية ..
و ربما تلك كانت غلطته التاريخية الوحيدة ..
مفضّلا التضحية بنفسه على أن تندلع في العراق حرب أهلية طاحنة ومدمرة تخلف كثيرا من الضحايا ..
وهوالأمر الذي لا يقدم عليه إلا رجال وطنيون عظام وحريصون على أرواح ودماء أبناء وطنهم ..
بينما هم لم يهملوه أكثر من بضع دقثائق فقط من " محاكمة صورية وسريعة ، لينقضَّوا عليه ، كذئاب مسعورة و هائجة .، حتى أهانوا جثته الطاهرة في وضع حذاء في فاهه وهو ميت وفي حالة عجز عن الدفاع عن نفسه ، منتهكين كرامته الإنسانية أبشع انتهاك و تدنيس لحرمة الموتى !..
فعبثا يحاول البعثيون بأسلوبهم الغوبلزي الشائع في اللعب على ذاكرة الشعب العراقي بهدف تبرير جرائمهم المروعة التي لا زالت سافرة وصارخة في دهاليز تاريخنا المعاصر ..
فيكفي الزعيم الراحل شرفا أنه لم يكن متحزبا ، ولا طائفيا ، ولا مسئولا فاسدا أو سارقا للمال العام ، ولم يترك بعد إعدامه لا مالا كثيرا مسروقا و لا عقارا كبيرا و فخما غير بيته الصغير و المتواضع ، و غرفته البسيطة في وزارة الدفاع ، مقدما في الوقت نفسه من إنجازات هائلة لصالح الوطن والفقراء في أقل من خمس سنوات ما لم يستطيع البعثيون تقديمه في غضون ثلاثين عاما ولا حرامية المنطقة الخضرء في غضون السنوات العشرة الماضية ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google