انقلاب 8 شباط الاسود 1963 - ساعة الصفر
انقلاب 8 شباط الاسود 1963 - ساعة الصفر


بقلم: زكي فرحان - 09-02-2017
- يتبع ما قبله -

كان قد تقرر أن تكون ساعة الصفر للأنقلاب البعثي المشبوه يوم 8 شباط ،
تبدأ. عند اغتيال الزعيم الركن جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية ،
والذي يسكن كرادة مريم، وقد أوكل المتآمرون العملاء الى زمرة من المجرمين
الصائعين في الشوارع والشقاوات المأجورين و الصبيان المراهقين المنفلتين
من حزب البعث العميل ، مهامهم تقضي باغتيال نخبة من الساسة الوطنيين
المعروفين بتفانيهم غير المشروط وحرصهم على ثورة 14 تموز وعلى المكاسب
المجزية التي حققتها الثورة للشعب العراقي، وكان من اهم مستلزمات نجاح
أنقلابهم الاسود هو أغتيال الضباط الشيوعيين والضباط المقربين من الزعيم
عبد الكريم قاسم ، و قد أعدت قائمة بأسماء الاشخاص المشمولين بالقتل
وعلى رأسهم الزعيم الركن جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية ، و الزعيم
الركن طه الشيخ احمد مدير الخطط العسكرية والذي تقع داره في منطقة
العلوية، والزعيم فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية يسكن في
منطقة الكرادة الشرقية، والزعيم عبدالكريم الجدة آمر الانضباط العسكري
يسكن منطقة الاعظمية، والزعيم الركن ماجد محمد امين المدعي العام
العسكري في محكمة الشعب يسكن في منطقة راغبة خاتون ، والعقيد سعيد مطر
يسكن في منطقة المأمون، والزعيم وصفي طاهر المرافق الاقدم للزعيم عبد
الكريم قاسم يسكن مدينة الضباط ، وهكذا توزعت مهام عصابة شقاوات البعثيين
،
وكانت مهمة الزمرة التي يقودها صلاح سالم اغتيال الزعيم عبد الكريم
الجدة ، وزمرة أخرى توجهت الى دار العقيد سعيد مطر لاغتياله ، و زمرة
غيرها التي كان دليلها حينذاك طارق عزيز( المسجون أنذاك ) ترافق
المجموعة التي تضم كل من صلاح مكي , وحسن غافل , ومهدي نجم , وحسن علي
، متوجهاً بهم نحو دار الزعيم فاضل عباس المهداوي ،
أما زمرة اغتيال زعيم الجو جلال الاوقاتي وهو المطلوب الاول في حساب
الانقلابين والذي بقتله تعلن ساعة الصفر ويبدأ
التنفيذ ،، حيث انها كانت قد رصدت تحركاته ونظام دوامه الرسمي منذ فترة
ليست بالقصرية ، و ساعدها في ذلك احد أقطاب الخيانة والتآمرصالح مهدي
عماش ورسم لهم خريطة كرادة مريم وأين يقع بيت الشهيد جلال الاوقاتي ،
وكذلك مهد لهم التنظيم الحزبي المدني في منطقة كرادة مريم عملية
الاغتيال ،
يعتبر الزعيم جلال الاوقاتي من أخلص المقربين للزعيم عبد الكريم قاسم
والحكم الجمهوري الوطني في العراق ، فقد درس البعثيون وزمرهم و خبراء
ألانقلابات العسكرية الامريكان وأوضحوا من ان نجاة الزعيم جلال الاوقاتي
من القتل سوف يحبط مؤامرتهم الانقلابية لاخلاصه للثوره ولإمكانياته
الفنية الواسعة ، وخبرته وذكائه العسكري المفرط في أحباط أي تحرك معادي ،
ولذلك اعتبره خبراءهم من الطيارين عنصرا اساسيا في نجاح أنقلابهم
المشبوه ، ولهذا ليس أعتباطاً أن تكون ساعة الصفر والتنفيذ هي قتل قائد
القوة الجوية الزعيم جلال الاوقاتي ، ولهذا تمت عملية الاغتيال ... وكما
يصفها أحد أفراد الزمرة المنفذة المدعو غسان عبد القادر ، في مقابلة
أجريت معه في 24/1/1985 وبالشكل التالي حيث يقول -
( كلفت مجموعتي باعتقال جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية ومن قيادي الحزب
الشيوعي العراقي، وأذا مانع بذلك فيتم قتله ، وفي ساعة الصفر قامت
المجموعة المكلفة بذلك بعمل دورية حول داره الكائنة في كرادة مريم ، و
بعد خروجه من داره وفي أحد الشوارع الفرعية القريبة من داره حوصر من قبل
المجموعة ، مما أدى به الامر الى ترك سيارته والهرب ، فقامت المجموعة
المنفذة بفتح النار عليه وقتله في الحال ) - انتهى كلام المجرم غسان -

وبهذا استطاع حزب البعث أن يتخلص من أحد أقطاب السلطة الوطنيين المهمين
والذي لو قدر له البقاء حيا لكان قد لعب دورا مهما في تغيير موازين القوى
لصالح سلطة عبدالكريم قاسم)

وكان مرشد المجموعة حسب عائلة المغدور الشهيد جلال الاوقاتي ، هواللاعب
في المنتخب العراقي لكرة القدم ، محمد ثامر شقيق مدير الامن أنور ثامر ،
وهنا انقل قول شاهد عيان وهو الاستاذ طيب الذكر ( نهاد باشاغا السليم)
الذي يسكن في ذات الشارع يقول (كان ذلك في صباح يوم الجمعة المصادف 8
شباط عام 1963، كانت عقارب ساعتي تشيرالى التاسعة إلا سبع دقائق، عندما
وقفت سيارة جيب عسكرية قرب الدكان المقابل للمشتمل الذي كنت أسكن فيه في
كرادة مريم ،، وكان يجلس في السيارة هذه اربعة رجال - السائق وبجانبه شخص
وأثنان في الخلف ، وقد وضعوا رشاشاتهم على أرجلهم، وفي تلك اللحظة كان
رجل طويل ذو أكتاف عريضة يسير وبجانبه طفل وقد وضع يده بيد طفله ،، ترجل
الشخص الذي بجانب السائق وأطلق النار على الرجل الطويل وأرداه قتيلاً،
ثم تحركت السيارة وتركت الجثة مطروحة على الارض ،، وبعد ذلك سألت صاحب
الدكان عن الذي ُقتل فأجاب ، أنه الزعيم جلال الاوقاتي قائد القوة
الجوية ،، انتهى

ويصف الباحث والمؤرخ حنا بطاطو ، عملية الاغتيال كما يلي-
كان جلال الاوقاتي يقود سيارته يرافقه أبنه الصغير الى محل لبيع
الحلويات قرب منزله ، وما ان نزل من سيارته حتى توقفت سيارة تحمل أشخاص
أخرجوا مسدساتهم وأطلقوا النار عليه ، وأصيب جلال الاوقاتي في كتفه
وحاول أن يهرب ليختبئ ، لكنه أصيب ثانية في الرأس وسقط على الرصيف وأسرع
المهاجمون بالهرب وأختفوا ،،

ويذكر الزعيم اسماعيل العارف في مذكراته الموسومة اسرار ثورة 14تموز ما يلي-
عند الساعة الثامنة والنصف من صباح 8 شباط عام 1963 وقفت سيارة امام
دار الزعيم الركن الطيار جلال الاوقاتي آمر القوة الجوية ، ونزل منها
ثلاثة شبان طرق احدهم باب الدار، وعند فتحها لهم أنهالوا عليه برصاص
غدارتهم وتركوه جثة هامدة على عتبة داره ، وبعد مقتل جلال الاوقاتي أي
عند الساعة التاسعة صباحا شرع بتفيذ الانقلاب الدموي ، وقامت طائرتان من
قاعدة الحبانية بقصف وزارة الدفاع ، فقد كانت عملية قتل الاوقاتي إشارة
بالتحرك وساعة الصفر ) ، انتهى

ومنذ ذلك اليوم الاسود ترادف البعثيون العملاء على الحكم بأنقلابات دموية
مخزية مدفوعة الثمن متوجة بأستباحة دم الشعب العراقي الطاهر ودفن
العراقيين وهم أحياء في المقابر الجماعية،،،،
(بشر القاتل بالقتل،، وبشر الزاني بالزنا).،،،،،،

المصادر :-
1- دكتورعلي كريم،عراق 8 شباط ،1963،
2- دكتور عقيل الناصري،اليوم الاخير لقاسم،ص 276،



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google