قصف وزارة الدفاع
قصف وزارة الدفاع


بقلم: زكي فرحان - 10-02-2017
جاء في الجزء السابق من ان الانقلابين قد حددوا ساعة الصفر،حيث تبدأعند تصفية قائد القوة الجوية العميد الركن جلال الاوقاتي، وكان أختيارهم ليوم الجمعة صباحًا 8 شباط، لكونه عطلة أسبوعية،حيث حركة المارة قليلة والعربات بطيئة في الشوارع، فضلاً عن مصادفته في شهر رمضان، و أن معظم اهالي بغداد الصائمون وغير الصائمين يسهرون الليالي ويتأخرون في الاستيقاض صباحاً ،وبما ان يوم الجمعة هو عطلة أسبوعية، قد يكون فيها كثير من الضباط والجنود خارج الخدمة الفعلية وبعيدين عن معسكراتهم و وحداتهم، والذين أغلبهم من التيار الوطني المؤيد روحياً الى زعيمهم عبد الكريم قاسم،وفي غضون هذا التحرك المشبوه للانقلاب الدموي المعد مسبقاً من قبل حزب البعث العميل وخبير الانقلابات الامريكي(وليم ليكلاند) المتواجد في بغداد، وبعد ان تم اغتيال جلال الاوقاتي، بدأت قوى الانقلاب بالتحرك و التنفيذ بالهحوم بطائراتهم القادمة من قاعدة القوة الجوية في الحبانية، وقصف وزارة الدفاع والمطار في معسكر الرشيد وتخريب المدرج وطائرات الميغ الجاثمة في المعسكر،والموالية لعبد الكريم قاسم، وذلك لتعطيل امكانية استخدامها من الرد على الأنقلاب،أنطلقت في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 8 شباط ثلاث طائرات من القاعدة الجوية في الحبانية متوجه الى بغداد، ومرت فوق كتيبة الدبابات الرابعة مركزالانطلاق لتنفيذ المؤامرة من أبي غريب وكانت هذه إشارة تعني بالتحرك للقوات الارضية في المعسكر والتوجه الى اهدافها،أنقضت طائرتان منها على وزارة الدفاع، الاولى كانت من نوع(هوكر هنتر) بقيادة الرئيس الطيار منذر الونداوي، والثانية من نوع( ميغ17) يقودها الملازم الاول الطيار فهد السعدون ، والثالثة (ميغ17) بقيادة الملازم الاول الطيار واثق عبدالله رمضان، الذي كلف بمهاجمة القاعدة الجوية في معسكر الرشيد وتدمير أغلب طائرات السرب التاسع(ميغ19 ) الجاثمة في قاعدة المعسكر ومدرجات الانطلاق،لشل عملية الاقلاع والطيران خوفاً من الطيارين الموالين لحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم الوطنية،عادت الطائرات تكرر الهجوم على وزارة الدفاع التي يدافع فيها الزعيم عبد الكريم قاسم ومجموعته من الضباط والجنود، وفي الوقت نفسه هاجمت الطائرات باسلحتها الرشاشة الجماهير المقاومة للانقلاب الى ساعة متأخرة من ذلك اليوم فأوقعت بين صفوفهم عشرات القتلى و الجرحى ولم تسلم بعض مناطق بغداد الاخرى، وخاصة محلة الصالحية والكريمات في الكرخ ومدينة الكاظمية وشارع الكفاح وعكد الكرد في الرصافة، وفي المناطق الشعبية العمالية والفقيرة كمنطقة الشاكرية في الكرخ والتي يسكنها الفلاحون المهاجرون من الارياف والعمال والكسبة من قصف الانقلابين لهم بالقنابل والرشاشات،وفي خضم هذا الدمار الشامل الذي حدث في بغداد، ارسل آمر القاعدة الجوية في كركوك المقدم حردان عبد الغفار التكريتي خمسة طائرات لتساهم في عمليات قصف وزارة الدفاع التي لاتزال تقاوم ببسالة، ومساندة تزويد ونقل أعتدة لدعم عملية الانقلابين،وعلى الارض توجهت سيارات مدنية تنقل الانقلابين من مختلف المناطق في بغداد الى كتيبة الدبابات الرابعة القريبة من اذاعة ابو غريب للسيطرة عليها والتحرك منها ، وأذاعة البيان الاول، يقول المجرم طالب شبيب عضوقيادة في حزب البعث،في مذكراته،، كنت اقود سيارة نوع فيات وعلى يميني جلس الملازم رياض قدو، وفي يده رشاشة وفي الخلف حازم جواد مسلحاً بمسدس وحملت على جانبي مسدسا لم استلمه إلا هذا الصباح، وسيارة أخرى يقودها المقدم عبد اللطيف الحديثي أنطلاقاً من بيت دار العقيد ذياب العلكاوي في حي دراغ، وجلس الى جانبه العقيد طاهر يحيى التكريتي وفي الخلف جلس العقيد رشيد مصلح التكريتي وعباس الدليمي يتوسطهم احمد حسن البكر،و جاء سامي سلطان و مجموعته وانور الحديثي والمقدم علي عريم و مجموعته وجاءالمقدم عبد الكريم نصرت والمقدم سعيد صليبي والمقدم عبد الستارعبد اللطيف والملازم عدنان خير الله، ونام بعض الضباط الشباب في الكتيبة لتهيئة وضع التحرك للانقلاب في ذلك اليوم، وجاء بقية الضباط من وحدات اخرى وكل هولاء الضباط جاءوا بملابسهم المدنية لكي لا يلفتوا النظر وأستبدلوها بملابس عسكرية فور وصولهم وبعضهم غيرها داخل السيارة، ثم اندفعوا فوراً نحو دبابات الكتيبة الرابعة، كانت سيارتنا قد وصلت الى المعسكر في الساعة التاسعة بالضبط،ومعنا جهاز تسجيل واشرطة واناشيد وطنية الى مرسلات البث الاذاعي المباشر في ابي غريب،ولا تبتعد هذه المرسلات عن الكتيبة سوى مائتي متر،وسيكون في استقبالنا آمر سرية المرسلات وهو ضابط بعثي مبلغ بساعة الصفر، ليرشدنا فوراً الى استديو احتياطي معد أساساً من قبل إدارة عبد الكريم قاسم لاستخدامه في التسجيل والاذاعة الاضطرارية فيما لو حصل طارئ،و ستصحبنا الى محطة البث المباشر ثلاثة دبابات من الكتيبة الرابعة يقودها كل من المقدم عبد الستار عبد اللطيف والمقدم محمد المهداوي والرئيس اول جميل صبري، مع العلم لم يكن في هذه الدبابات أي عتاد خفيف او ثقيل، كما انها معرضة للعطل، لأن جميعها مفرغة من ماء التبريد فقد تصل أو لاتصل وقد تحترق، ويستطرد طالب شبيب، لكن يجب علينا ان نصل الى المرسلات حتى لو سرنا مشياً على الاقدام لنذيع البيان الاول الى ان يتم الاستيلاء على اذاعة بغداد في الصالحية،و صلنا الى باب المرسلات، وكان هناك عدد من جنود الحراسة يقفون على الباب الرئيسي نظرنا حولنا فلم نر صاحبنا آمر السرية الضابط البعثي المبلغ بالحركة والذي وعد باستقبالنا وإرشادنا فوراً للاستديو الخاص الاحتياطي،إلا ان بدلاتنا العسكرية المعارة، رغم أنهاغير مناسبة على أجسامنا، جعلت الجنود يقابلوننا بالتحية العسكرية، وقد ساعدنا كثيراً استرشادنا بنصيحة المقدم عبد الستار عبد اللطيف الذي قال لنا وأكد علينا مراراً قبل الوصول للمرسلات،قال لنا يجب ان تحافظوا وترفعوا صور عبد الكريم قاسم، وعلى شعار حكومته مرفوعة خارج البناء لأن الجنود يحبونه جداً ويرون صورته في السماء، دخلنا أنا وحازم ورياض الى الاستديو شاهرين مسدساتنا، وفوراً صرخنا نحن الثلاثة بصوت واحد،،أوقفوا الأرسال ؟؟ !! التكملة في الجزء القادم،،،،( الحرب خدعة)

.....................

المصدر:-


1- دكتور الناصري، اليوم الاخير لعبدالكريم قاسم ص282،


2- دكتور على كريم ،مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ص65

3 - حنا بطاطو ، العراق ج 2 ص 198



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google