بقلم: راجي العوادي -
11-02-2017 بعد 2003 التف معظم العراقيين حول مرجعية السيد السيستاني لكون هذه الجماهير تدرك ان السيد سيعتمد منهجاً وطنياً شاملاً لمواجهة الحرب الطائفية التي بدءت ملامحها في الافق منذ سقوط النظام الصدامي , وفعلا كانت هناك فرصة لبناء الدولة من جديد بعد عقود من الخراب والظلم وكبت الحريات , لكن المشكلة التي حالت دون هذه المهمة هي الاحزاب الشيعية التي انقسمت الى فريقين احدهما عادى المرجعية واراد ان يضعفها ويكون بديلها والاخر اراد استثمارها واستهلاك رصيدها لتعزيز مواقعه في العملية السياسية ...بالتاكيد هذا التصرف من الاحزاب نتيجة طبيعية لكون مرجعية السيد السيستاني (الحسبية) ليست مرجعيتها (ولاية الفقيه) وان المرجعية كانت في حسن نيه ان لم نقل كانت غارقة فيها , نعم ان راي السيد السيستاني منذ اليوم الاول لاحتلال العراق هو عدم التعامل مع القوات الاجنبية مباشرة وعدم الدخول في شأن الحكم وتفاصيله ، لاعتبارات دينية (عدم اعتماد ولاية الفقيه) .
ان العداء للمرجعية لم يبقى مضمورا بل ظهر على السطح من قبل الصرخي والوائلي وكتبت مقالات وصرح في ندوات في حينها ضد مرجعية السيد السيستاني , واتهمت المرجعية بانها تلقت 200مليون$ من رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي مقابل ضمان عدم صدور فتوى لمقاتلة الامريكان , وكم كانت هذه التهمة البشعة قد اخذت طريقها سريعا كما تاخذ النار في الحطب المبتل بالزيت ؟! فاصبح كل اعداء المرجعية شيعة وسنة يرددوها وهي حكايتهم اينما حلوا, لكن حبل الكذب قصير فقد اميط اللثام من قبل الكاتب الفلسطيني ذو التوجه القومي عبد الباري عطوان بان السيد السيستاني افتى بمقاتلة المحتل قبل الاحتلال وبعده
انظرو الرابط الالكتروني للفتوى والتي نقلتها قناة الجزيرة في حينها وتناولتها الصحف العربية
https://www.youtube.com/watch?v=2PSZUzbX9pI
اذن السيد السيستاني اصدر فتوى ضد الاحتلال , فعلى ماذا يكافاه رامسفيلد بمبلغ 200مليون $ ؟! ثم هل السيد السيستاني بحاجة لهذا المبلغ الزهيد قياسا بما تصله من الزكوات والاخماس ؟! حيث هو متكفل مليون طفل يتيم وارملة في العراق وقد بنى المستشفيات ويمنح المساعدات داخل العراق وخارجه للشيعة والسنة على حد سواء , ماذا يريد السيد السيستانب ب200 مليون $ وان بيته ايجار ويجلس على بساط ووسادة ؟!
انكم تعلمون ان الاجانب لا يكذبون ليس تدينا بل تطبعا وسجيه وها هو رامسفلد يصرح بانه لم يعطي السيد السيستاني اي مبلغ ولم يلتقي به مطلقا , وهذا التصريح نقلته جريدة الانباء الكويتية ويمكن مشاهدتها على الرابط الالكتروني
http://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news/162562/07-01-2011-%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%B4%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86/
الظاهر مشكلة السيد السيستاني لا تنتهي فكلما اغلق باب من الكذب والافتراء والتلفيق ضده فتح بابا اخر ... اليوم المسعور جيمس ماتيس وزير دفاع حكومة ترامب يقول: السيستاني ركيزة الاساسية للارهاب والفساد وارهاب داعش وارهاب الميليشيات وارهاب الاحزاب الطائفية... المهتمين بالاحداث يدركون ان مقام السيد السيستاني كمنزلة القمر من الكلاب , فهم ينبحوون ظنا منهم ان القمر يسمعهم والقمر منهم بالثريا وهم في مستنقع الردى , ولكن تبقى
الاتهامات الامريكية لشخصية السيد السيستاني هي تحدي لمشاعر الملاين من مقلديه فهل ينبري احد ويتقدم للدفاع عنه ؟! ليس لانه مرجع دين روحي فحسب بل لدوره في اصدار فتوى الجهاد الكفائي الذي تشكل على أساسه الحشد الشعبي الذي له الدور الاكبر في تحرير الانبار والموصل من براثن الدواعش , فانا اطالب الناطق الرسمي باسم المرجعية (حامد الخفاف) أن يرد على وزير الدفاع الأمريكي بنفس الاسلوب والقوة والحدة , كما يجب ان تخرس السنة ساسة ورجال اعمال لمحوا بالاساءة للمرجعية .
واود ان اشير يجب على المرجعية واتباعها بعدم التسامح لاي افتراء عليها سواء كان صادرا من سياسين او رجال دين فان هؤلاء سيكنون حجرة عثرة في طريق توجهات المرجعية وعلافتها بالامة , وبذلك سنرى التناقض بين اناس قلوبهم مع المرجعية وأصواتهم للقادة السياسيين ثم يتذمرون ويشكون من المرجعية ويحملووها المسؤولية .
اخيرا نتمنى عدم اللعب بورقة المرجعية في الساحة العراقية وعدم زجها في اللعبة السياسية, فاذا لم يطاع كلام كبير رجال الدين من قبل اقرانه بنفس العناوين فهذه طعنة له في الصميم, واذا صح اختلاف وجهات النظر في امر دنيوي عند السياسين فلا تصح بالمطلق عند رجال الدين في تقييم امر يتعلق بمصلحة العراقيين.
