لا اريدها حرباً أهلية !!
لا اريدها حرباً أهلية !!


بقلم: زكي فرحان - 11-02-2017
كانت الجماهير الغاضبة المتظاهرة في باب وزارة الدفاع والباب الشرقي و مناطق أخرى من بغداد

تهتف بحياة عبد الكريم قاسم (ماكو زعيم إلا كريم) وهي تطالبه بحزم وقوة بتزويدها بالسلاح للدفاع عن حكومتهم الوطنية و أفشال الانقلاب الفاشي المشبوه الذي يقوده حزب البعث والجلاوزه المرتبطون بالمخابرات الامريكية والبريطانية ومن تشكيلات الضباط القوميين الناصريين والاسلاميين الرجعيين المعادين لكل فكر تقدمي وطني،يقول المقدم قاسم الجنابي،، مرافق الزعيم عبد الكريم قاسم مايلي،، أقولها للتاريخ، تجمع الناس في باب وزارة الدفاع صباح 8 شباط وكان هناك مخازن للأسلحة المختلفة، وطالبوا بالسلاح ولكن عبد الكريم قاسم رفض توزيع السلاح، وقال" أنا لا أريدها حرباً أهلية سنعالجها " كما اتصل متي الشيخ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي من ساحة التحرير بوزارة الدفاع وتحدث مع وصفي طاهر المرافق الاقدم للزعيم قاسم وقال" نحن موجودون بساحة التحرير نحتاج الى سلاح وأثنين من الضباط لقيادتنا الى معسكر الرشيد" وأكد له أمكانية السيطرة على معسكر الرشيد ومعه جنود كثيرون في الساحة ، لكن وصفي طاهر اكد ان الزعيم عبد الكريم لا يوافق ويرى ان الحركة الانقلابية ستفشل !! حاصرالانقلابيون وزارة الدفاع بدباباتهم التي أنطلقوا بها من معسكر ابي غريب بعد ان زودت بالعتاد من مخازن الذخيرة في الحبانية،حيث ان القسم الاول من الدبابات أتجه الى وزراة الدفاع التي يتحصن فيها الزعيم عبدالكريم قاسم ورفاقه من العسكريين ،وقد حلقوا حولها من كل الجوانب حتى اصبحت مطوقة في كماشة لا مفر منها، و لم يكن في وسع عبد الكريم قاسم ومن معه من العسكرين الضباط والجنود المقاومين للانقلابين داخل الوزارة الاستمرار في القتال إلا أن تأتي قوة مناصرة لنجدت عبد الكريم قاسم وكسر الحصار المفروض على وزارة الدفاع، حيث ان عبد الكريم قاسم كان يتوقع ذلك من القطعات المؤيدة له وخاصة اللواء التاسع عشر الذي قاده صبيحة يوم ثورة14 تموز المجيدة عام 1958 واحتل به بغداد ،فقد اتصل هاتفياً بآمر اللواء فاضل عباس حلمي في معسكر الرشيد طالبا منه مقاومة الانقلابيين وتوجيه قطعات من اللواء الى وزارة الدفاع وقطعات الى الاذاعة في الصالحية، أجابه آمر اللواء سنتحرك فورا سيدي!، لكنه لم ينفذ الأوامر، ثم اتصل بالعقيد صفاء محمود آمر كتيبة الدبابات الموجودة في بغداد الجديدة وطلب منه تنفيذ خطة أمن بغداد، كما ارسل المرافق حافظ علوان ليستدعي آمر فوج حماية وزارة الدفاع، عارف يحيى فلم يعد المرافق ولم يأتي الآمر، ومن ثم كررأتصالاته مع قادة الفرق وآمري الوحدات العسكرية في المعسكرات الموجودة في بغداد والقريبين من وزارة الدفاع، الكل يقول له نعم سيدي سنتحرك، والحقيقة ان الأوامر لم تنفذ ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتحرك آمرو الوحدات العسكرية المناط بهم الدفاع عن ثورة 14تموز ومكتسباتها الوطنية، وهم المعنيون بهذا الواجب الوطني؟ وهل الأمر متعلق من ارتباكهم نتيجة المباغتة ؟؟، أوأن الاخبار الكاذبة عن مقتل الزعيم قاسم كما اذاعتة قوى الانقلاب ؟ أم ان الموضوع متعلق بأنعدام الرؤيا العسكرية المسؤولة عن تنفيذ الأوامر و(الوقوف على التل) أو ان بعضهم حاول الشروع بالتحرك في المساندة، و لكنهم قُمعوا بقسوة من قوى الانقلابين وتخاذل الضباط في الحزم و الاقدام ؟

الغريب في الامر ان الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن حازما مع المتآمرين، فبعد ان يعترفوا بجرمهم و تصدر المحاكم حكما بأدانتهم، يطبق عليهم شعاره( الساذج) المعروف( عفا الله عما سلف- والرحمة فوق القانون، والعفو عند المقدرة) وبدون تردد يطلق سراحهم، وهذا المبدأ(التسامح) طبق على احمد حسن البكر وجماعته بتآمرهم أول أيام ثورة 14تموز، وطبق هذا المبدأ على المتآمر سعدون البيرماني وجماعته، وطبق على رشيد عالي الگيلاني وعبد الرحيم الراوي، وطبق على الذين رموه بوابل من الرصاص في شارع الرشيد وحاولوا قتله!!، وأن هؤلاء الذين ارادوا قتله عفا عنهم بعد ان صدرت محكمة الشعب عليهم حكما بألاعدام،كما ذهب الى السجن وأخرج عبد السلام عارف من سجنه، بعد ان سحب عليه مسدسه و حاول قتلة في مكتبه بوزارة الدفاع، لولا تدخل العميد فؤاد عارف منتزعاً المسدس من يده ، ومع كل هذا العداء والتآمر السافر أوصله بسيارته الى بيته وعفا عنه عقوبة الاعدام، وأعاد له كل أستحقاقاته التقاعدية من رواتب ومخصصات، وبعد ان افرج عنه وراح عبدالسلا عارف يتآمر عليه، ومن الجدير بالقول ان تسامح الزعيم عبد الكريم قاسم مع الخونة المتآمرين و بدون مواربة، قد شجعهم و دفعهم للأعتداء المتكرر عليه والتآمر على ثورة 14تموز الخالدة ( ثمانية وثلاثين) مرة لم تنجح، سوى المآمرة التاسعة والثلاثون التي نحن بصددها بأسقاط نظامه الوطني، وهذا ما حصل يوم 9 شباط 1963 ثاني يوم الانقلاب الاسود، ان هؤلاء الانقلابيون المتآمرون هم أنفسهم، كان قد عفا عنهم الزعيم عبد الكريم قاسم،وهم الذين أطاحوا بحكمه بأنقلاب دموي أنتقامي مشبوه و رموه بوابل من الرصاص في دار الاذاعة في الصالحية مع رفاقه من العسكريين بدون محاكمة، وكان معه العميد طه الشيخ احمد مدير الحركات العسكرية والعميد فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب و الملازم كنعان خليل حداد، أعدموا بطريقة همجية أنتقامية مخالفة لكل الاعراف، و قد اكون جازما بالمطلق واقول،ان معظم الشعب العراقي قد أدان وأستنكر تلك جريمة الاعدام البشعة، التي نفذها هؤلاء الانقلابيون البعثيون وجلاوزته، ومن ثم استمر عرضها على التلفزيون، ولعدة ايام لزرع الرعب والخوف في قلوب الشعب العراقي المقاوم للأنقلابين البعثيين الفاشست في عدة مناطق من بغداد والمحافظات، يقول المثل الشعبي العراقي( الإمام اللي ما يشور يگلوله،،أبو الخرگ) يتبع،،،،،

المصدر:--

1- الدكتور عقيل الناصري،عبد الكريم في يومه الأخير، ص 328

2 - اسماعيل العارف، اسرار الثورة، ص 410

3 - احمد فوزي ، قاسم، 264



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google