تطلعات الاصلاحيين في ايران للمصالحة الوطنية
تطلعات الاصلاحيين في ايران للمصالحة الوطنية


بقلم: رضا القزويني الغرابي - 12-02-2017
مضی اكثر من سبع سنوات و مازال الحدیث یدور حول مصير مايسمی قادة الفتنة (سران فتنه) في ايران الذين قادوا الاحتجاجات و اعمال الشغب بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 و اتهام تزييف النتائج.
و بعد فرض الاقامة الجبرية علی ميرحسين موسوي و مهدي كروبي و تقييد حركة محمد خاتمي و منعه من القاء الخطابات و الظهور علی الشاشات، طالب جمهور التيار الاصولي بمحاكمة هؤلاء بتهمة الخيانة و التحريض ضد الأمن القومي الايراني. و تتجدد هذه المطالب في مناسبات عدة مثل 30 ديسمبر (يوم البصيرة الوطني). اما في المقابل يطالب التيار الاصلاحي و السياسيين المنتسبين إلیه برفع الاقامة الجبرية عن هؤلاء و عودتهم إلی المجتمع و ممارسة العمل السياسي.
و يروجون له كمطلب شعبي علی الرغم من انشغال الناس بحياتهم اليومية بعيدا عما يجري في هذا الموضوع و هو في الاصل مطلب علی مستوی نخب الاصلاحيين و ليس علی الصعيد العام.
الجديد في هذا الموضوع ماحدث الاسبوع الماضي عندما طرح الرئيس السابق محمد خاتمي تسوية جديدة للموضوع و هي المصالحة الوطنية. حينما اعتبر الحكومة الامريكية الجديدة بعيدة عن العقلانية و استنكر تهديداتها للنظام في ايران. و رأی خاتمي ان لغة تهديد الرئيس الامريكي قد وحدت جميع الايرانيين بما فيهم المنتقدين للنظام. و بهذه الذريعة اعتبر خاتمي ان الفرصة المناسبة قد حانت للمصالحة الوطنية الشاملة في ظل هذه الظروف.
و طالب خاتمي النظام في ايران بإتخاذ رؤیة مستقبلية وعدم البقاء في الماضي فرمی الكرة في ملعب النظام للتحرک .
و يمكن تفسير ما طالب به الرئيس الايراني السابق في عدة نقاط:
اولا – ايران علی اعتاب الانتخابات الرئاسية في غصون ثلاثة اشهر و يحاول التيار الاصلاحي خوض الانتخابات بقوة و فتح موضوع رفع الاقامة الجبرية عن قادة الاحتجاجات من جديد و جعله مطلبا انتخابيا و ربط الجمهور الناخب
ثانيا – بعد احداث عام 2009 واجه التيار الاصلاحي ضعفا في صفوف قيادته بسبب الاقامة الجبرية و السجن و هو يحاول التعافي من حالة الجمود التي اصابت صفوفه علی المستوی القيادي و العودة إلی طبيعة العمل السياسي في المجتمع.
ثالثا – يبدوا ان خاتمي علی علم بأنه لن یحصل علی نتيجة ايجابية مادام هو و زملائه – موسوي و كروبي – لا يعترفون بالخطأ الذي ارتكبوه عام 2009.
کمایطالبه النظام. لذلك من خلال طرح موضوع المصالحة الوطنية و صمت النظام أو المخالفة، سيعطی الضوء الاخضر للماكينة الاعلامية للتيار الاصلاحي و مؤيديه في الخارج بالتعاطف معهم لأنهم سيظهرون انهم اصحاب المبادرة الحسنة التي رفضت من قبل النظام.
رابعا – يتحدث الرئيس السابق عن المصالحة الوطنية، بينما لم يكن هناك نزاعا أو خلافا حادا أو انقساما في البلاد. و كأنه يريد ان يظهر ان الوضع السياسي في البلاد في نفق مظلم أو طريق مسدود اذا لم يتم رفع الاقامة الجبرية عنهم. و علی الرغم من تقييد حركة قادة التيار الاصلاحي الذين لم يعترفوا بنتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2009، مازال الاصلاحيين متواجدين علی الساحة السياسية و كسبوا اغلبية اصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في دائرة طهران.
يبدوا ان تسوية الرئيس السابق محمد خاتمي لن تحصل علی ردود ايجابية من قبل النظام مادام انه مطالب بالاعتذار أو التوبة أو الاعتراف بالخطأ بشأن انتخابات 2009 و حتی تهديدات ترامب الاخيرة ضد ايران التي وحدت الايرانيين و تياراتهم السياسية لم تكن نافعة للتشبث بها من أجل عودة هؤلاء الثلاثة الی الحياة السياسية دون الاعتراف بالخطيئة.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google