جرائم الحرس القومي
جرائم الحرس القومي


بقلم: زكي فرحان - 13-02-2017
تحركت شقاوات عصابات ( حزب البعث) من صبيان زمر الحرس القومي المسلح بعد سماعهم البيان الاول المشبوه من اذاعة مرسلات ابو غريب، وتوزعت على الشوارع الرئيسية والساحات العامة ومداخل عبور الجسور ومناطق بغداد السكنية التي يتواجد فيها عسكريون مهمون مؤيدون للزعيم عبد الكريم قاسم، وكانوا يخشون منهم الالتحاق بمعسكراتهم ومقاومة الانقلاب وأفشاله ، وزودت هذه الشقاوات المرتزقة وعصابات البعث من الحرس القومي بقوائم، أعدت مسبقاً بأسماء الوزراء و الضباط العسكريين والشيوعيين والمدنيين من رجال السياسة الوطنيين بمداهمة بيوتهم والقاء القبض عليهم و قتل من يمتنع منهم بدون رحمة، وقد أختار البعثيون الفاشيون لمثل هكذا حركة أنقلابية دموية مجموعة من الحاقدين النشطين و الموتورين المتحمسين الى المغامرة، كما ضمت أشخاصاً متوحشين حقيقين متعطشين الى الدماء، والاكثر عداءً وحقداًعلى ثورة 14تموز الوطنية والشيوعيين حصراً، وشكلت من هؤلاء لجاناً، دربتهم على السلاح نظرياً وعملياً، بينهم مجموعة الموت التي يترأسها ( البعثي - أياد علاوي، رئيس الوزراء السابق عام 2005، و رئيس القائمة العراقية حاليا،راجع [ الدكتور علي كريم سعيد – عراق 8 شباط 1963- من حوار المفاهيم الى حوار الدم – مراجعات في ذاكرة- طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي – صفحة 51] وان هذه المجموعات(فرق الموت) من الحرس القومي، قد انتشرت في شوارع بغداد الرئيسية وراحت تتحكم بالشوارع المؤدية الى معسكرات الجيش،( كما بينت اعلاه )، والى مدينة الضباط في حي(زيونة) الرصافة، و بعد سماع البيان الاول المشبوه الذي أذيع من أذاعة ابو غريب في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الجمعة 8 شباط الاسود عام 1963، كما هو متفق عليه مسبقاً، أنطلقوا في مداهمة البيوت الآمنة، ولم يتوانوا عن الاعدام الفوري واعتقال وتعذيب الناس من الرجال و النساء الابرياء العزل ، لمجرد اشتباه او وشاية او ثمة عداوة قديمة ، وهكذا لحق بنا نحن هذا الشر الآثم الاسود البغيض، مثلما لحق بالأخرين من ابناء الشعب العراقي، لقد كانت مصيبتنا نسبية الضرر والتضحية، لمن اعدم ومات تحت التعذيب أو خرج من مجزرة ( قصر النهاية) بعاهة مستديمة على ايدي البعثيين المجرمين القتلة، فقد واجهتنا اياما صعبة للغاية، واتساع المطاردة المكثفة والبحث عنا، حيث كانت صورة اخي الضابط عربي فرحان معروضة على جريدة ( الثورة- رئيس تحريرها سعدون حمادي) مع صورلعدد من الضباط الوطنيين المطلوبين احياء كانوا أوامواتا، منهم ( غضبان السعد، سليم الفخري، سعيد مطر، جبار خضير الحيدر، حامد مقصود، وغيرهم) ولذلك أشتدت علينا ريح البحث والمداهمة ، قررنا عبور الحدود، وتلقفنا فخ الاعتقال والسجون في أيران والعراق، تشردت عوائلنا وجاعوا وتعروا اطفالنا، صادروا أموالنا وبيتنا في( حي زيونة) الذي كنا نملكه قانوناً، ومدون في السجل العقاري باسم أخي الضابط عربي فرحان، وبعد فرهدته، تحول الى مقرٍ للحرس القومي يمارسون فيه جرائمهم المخزية التي يندي لها جبين الانسانية ، ولقد أتضح فيما بعد، بأننا كنا مستهدفين من قبل عصابات فرق الموت البعثية الفاشية، وكانت عناية الباري ولطفه قد أنقذتنا واطفالنا من قتل محقق، فقد ارسل لنا شخصاً منقذاً هو( السيد هاشم مجيد النعيمي) بسيارته وطلب منا ان نستقل السيارة ونترك البيت فوراً،وإلا سوف نقتل، وقال انكم مستهدفون بالقتل مع مجموعة من الضباط هنا في حي زيونة، وقد سئلوا عنكم وعن الآخرين ، لذلك أرتدينا ملابسنا بسرعة خاطفة، و تركنا البيت بكل ما فيه ، وركبنا السيارة ومعنا الاطفال الذين راحوا يرتجفون ويبكون رعباً وخوفاً مما سمعوه من السيد هاشم الذي اوصلنا بصعوبة بالغة مشكوراً الى شارع الكفاح المحتشد بالجماهير الثائرة الهائجة التي تصرخ (ماكو زعيم الا كريم) وتندد بالانقلابين وتطالب بالسلاح للدفاع عن الحكومة الوطنية وعن حبيبهم الروحي، عبد الكريم قاسم ، و بعد ان تركنا البيت، هجمت زمرة من عصابات(البعث- الحرس القومي) وراحت تطلق النار عشوائيا على البيت بأسلحتها الرشاشة التي كان قد ارسلها لهم بها جمال عبد الناصر، وزودتهم بها السفارة المصرية في بغداد بواسطة فريد مجيد، الملحق العسكري في السفارة، وفي اكتظاظ فوضى الارهاب وهذا التحرك الشرير المنفلت والمداهمة للبيوت الامنة بعد ان يخرس الليل، يطلقون النار على كل من يعترضهم ويتركونه يتخبط بدمائه، وفي النهار يجوبون الشوارع مسلحين بحثاً عن غنيمة صيد يتلذذون باعتقالها و تعذيبها ومن ثم يتبارون على قتلها، وهكذا تحولت الجوامع والنوادي( نادي الاولمبي) والملاعب الرياضية( ملعب الادارة المحلية) ومراكز الشرطة (شرطة المأمون والفضل) والمعسكرات ودوائر الامن و(قصرالنهاية) و(سجن رقم واحد) و(سرية الخيالة) و(محكمة الشعب) والبيوت التي صادروها وسيطروا عليها كلها تحولت الى معتقلات وسجون ومراكز يعذيب وتنفيذ اعدامات، ومواقف لكافة شرائح المجتمع من الوطنيين والمؤيدين لعبد الكريم قاسم من ضباط الجيش والوزراء والاطباء و اساتذة الكليات والعمال والفلاحين والموظفين والكسبة، وهكذا تزاجرت قوى الشر والرعب والظلام على الشعب العراقي، وحكمته بسياط شريعة الغاب، بدون واعز من دين أو شرف او ضمير او قانون، فكانت عفاف حراير العراقيات تستباح و تهتك وتذل في هذه الاوكار الساقطة، كذلك تزهق ارواح الوطنيين الاحرار و تسيل انهارا في غرف ( قصر النهاية) الرهيب سيء الصيت، بأشراف وتنفيذ القيادة القطرية لحزب البعث الذي كان يشرف على تنفيذ هذه الجرائم البشعة، وقد قتل من الشيوعيين من 8 شباط الى10 شباط خلال يومين 5000 آلاف مواطن، وكانت شريعة الغاب هي السائدة في عمر حكم حزب البعث،،،وفي غمرة هذا الارهاب المريع والمجازر الدموية التي مارسها حزب البعث وحرسه الاقومي ضد ابناء الشعب العراقي، قام عبد السلام عارف، بأنقلاب عسكري على البعثيين في صبيحة يوم 18تشرين الثاني عام 1963، واصدر لاحقا كتابا خطيراَ، أسماه (الكتاب الاسود)، أشار فيه بالأسماء الى الألاف من جرائم حزب البعث المشينة التي ارتكبها خلال تسعة أشهر من حكمهم الفاشي الدموي،،،عزيزي القارئ الفاضل سأتطرق في الجزء القادم، كيف واجه الزعيم عبد الكريم قاسم الانقلاب البعثي الأسود ؟،،،،،

( الوقت كالسيف اذا لم تقطعه، قطعك)

..................

المصدر:-

1. الدكتور علي كريم- مراجعات في حوار الدم- ص 51-52،


2. حنا بطاطو- العراق- الجزء الثالث – ص 298

3 - الزعيم إسماعيل عارف - ثورة تموز - 169



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google