الطبقة الارستقراطية الجديدة ستذهبون تطاردكم اللعنات
الطبقة الارستقراطية الجديدة ستذهبون تطاردكم اللعنات


بقلم: سالم سمسم مهدي - 14-02-2017
عندما تمردت بعض الشخصيات المعروفة على الخليفة المنتخب الامام علي (ع )، فان السبب الرئيس الكامن خلف هذا التمرد، هو أما ان يكون المناصب في الولايات الاسلامية، وهذا حال معاوية، الذي رفض ان يتخلى عن ولاية الشام التي حكمها طويلا ...

او اسباب مادية صرفة، كما فعل مع طلحة، والزبير، اللذان توجسا ان يستردُ منهما الاموال التي وهبها لهما الخليفة الثالث عثمان، الذي لم يستجب لصيحات الاستغاثة، التي اطلقها المقاتلين والصحابة من الولايات الاسلامية البعيدة، مستنكرين تصرفات الولاة ...

نُفي على اثر هذه الاحتجاجات الصحابي الجليل ابا ذر، الذي خصه النبي الكريم بأحاديث كثيرة وبشره بان يبعث وحده، وكان النفي نتيجة شكوى رفعها ضده معاوية، لان ابا ذر كان يستهجن التبذير والترف في قصر معاوية، وعموم المسلمين يعانون من الفاقة ...

اما اهل مصر، والكوفة، والبصرة، فلم يجدوا بدا من غير التوجه الى المدينة المنورة، ومقابلة الخليفة للوقوف على رأيه بممارسات الولاة، ولم تنفع تلك المناشدات، وتطور تمرد الجند للنتيجة المعروفة للجميع ...

عندما تولى الامام علي الخلافة، اراد ان يصلح الامور واستبدال الولاة، الذين ذاقوا طعم كرسي الحكم، فرفض معاوية اوامر الخليفة وعصى، وتبعه عمر بن العاص، وتوجه طلحة والزبير الى البصرة لإعلان العصيان، لان الامام كان مصمم على استرداد اموال المسلمين منهما وبدا مسلسل الحروب ...

كي يكون الامام واضحاً امام اهل المدينة وعموم المسلمين، بدأ سياسة التقشف واحترام بيت المال، بنفسه، وعياله، فلبس الخشن، واكل مما يأكل عموم الناس، بينما يعيش الولاة حياة الترف، التي يعيشها الاباطرة، والأكاسرة، التي جاء الاسلام ليضع حدا لها، وإنصاف عموم الفقراء في العراق وسوريا ومصر ...

اما بالنسبة لعائلته فانه رأى في صباح يوم العيد ابنته وفلذة كبده العقيلة زينب، تتزين بعقد فسألها من اين لك هذا ؟؟ اجابت استعرته من بيت المال من ابن ابي رافع خازن بيت المال، فبعث الامام اليه وقال : اتخون المسلمين ؟؟ فأجاب ابن ابي رافع لقد ضمنته من مالي لأيام العيد فقط، رد الامام : خذه لو كانت ابنتي اخذته دون عارية مضمونة لكانت اول هاشمية قطعت يدها، ثم التفت الى زينب قائلا : لا تذهبن بنفسك عن الحق، اكل نساء المسلمين تتزين في هذا العيد بمثل هذا ؟؟

كما أن قصته مع اخوه عقيل الضرير ولسعه بالنار معروفة، وكذلك قصة السمن، او العسل، مع ابنته ام كلثوم، كانت حديث المسلمين في حينه ...

عفة الامام وزهده، هي الواقع الذي جعل غالبية المسلمين تقف الى جانبه، ضد الطبقة الأرستقراطية الجديدة، التي اخذت تستغل الاسلام للاستحواذ على المنافع، الذي قابله الامام بالإصرار على تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية ...

بالمقابل اخذ المنتفعين يتآمرون، ويحبكون الدسائس، فكانت خديعة رفع المصاحف، ومن ثم مؤامرة التحكيم بين عمر بن العاص وأبو موسى الاشعري، لينتهي كل شيء بسيف ابن ملجم والإمام في محرابه، ليتحول نظام الحكم الى الوراثة، التي زرعت بذور تراجع المفاهيم الاسلامية الصادقة ...

ان محاصرة الامام بالدسائس، والحروب، وعدم فسح المجال له لإرساء دولة العدالة، وإنصاف فقراء المسلمين، اساسها رفض الطبقة الارستقراطية الجديدة لهذا التوجه، وإصرارها على سرقت دماء وتضحيات الجنود، الذين حملوا بارواحهم مسؤولية رفع لواء الاسلام، ولو ان الامام هادن هذه الطبقة واقر الولاة على الامصار التي هم فيها لاختلف الامر ...

مقابل هذا فان السؤال الذي يطرح نفسه هو: لو ان الامام سلك هذا الطريق هل يحظى بذات المنزلة التي هو عليها ؟؟ وهل اتاه الزائرين من القارات السبع كما يحصل اليوم ؟؟ في الوقت الذي تحولت قبور مناهضيه الى خرائب، ومنبوذين اجتماعيا، ممن يتصف بقول الحق، وهذا هو مصير الطبقة الارستقراطية الجديدة في العراق، التي سرقت خزينة بيت المال، وسيظلون تطاردهم اللعنات، مع فارق ان هؤلاء يدعون انهم على طريق الامام وهم كاذبين .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google