عبد الكريم قاسم على دراية بالمؤامرة
عبد الكريم قاسم على دراية بالمؤامرة


بقلم: زكي فرحان - 14-02-2017
الزعيم عبد الكريم قاسم،، لم يكن غافلاً عن تحركات شركات النفط والمخابرات الامريكية و(جمال عبد الناصر)من التآمرعليه، بعد الانذار الذي قدمته حكومة ثورة 14 تموزالى شركات النفط ، في ان عليها ان تقبل بمطاليب شعب العراق جملة وتفصيلاً وهي(أولاً- اعادة النظر في حسابات نفقات انتاج النفط واشراف العراق عليه،، ثانياً – الاتفاق على تحديد الاسعار التي تحسب بموجبها العائدات النفطية للعراق،، ثالثاً – تعين مديرين عامين عراقيين، ومراقبة صرف الشركة،، رابعاً – تخلي الشركات عن الاراضي العراقية غير المستثمرة،، خامساً -- تخلي الشركات عن الغاز الطبيعي و حرقه بدون تعويض،، سادساً – استخدام الناقلات العراقية في نقل النفط العراقي،،سابعاً—اشراك العراق في رأسمال الشركات بنسبة 20/0 في المائة،، ثامناً—زيادة حصة العراق من عائدات النفط ) ولما لم تستجب الشركات لذلك الانذار صدر القانون المرقم 80 لسنة 1961 وفيه اعيد للعراق جزء كبيرا من حقه المغتصب، وكان هذا أخطر عمل دولي قامت به حكومة ثورة 14 تموز، وكانت تدرك بأنها ستعرض مصيرها الى خطر مؤآمرات الشركات الاحتكارية، فقامت الشركات والقوى الاستعمارية الدولية بضجة عالمية ضد حكومة العراق، و منذ ذلك الحين وهي تخطط عن طريق عملائها في الداخل والخارج، لازاحة عبد الكريم قاسم وتصفية الحزب الشيوعي واسقاط ثورة 14 تموز الوطنية، التي كانت تحضى بتأييد شعبي واسع وهي تخطوا بثبات نحو توفير مستلزمات الحياة الكريمة للشعب العراقي الفقير، وتسعى الى سن دستور وطني دائم، واجراء انتخابات برلمانية ، لقد كان عبد الكريم قاسم على علم تام بتفاصيل الانقلاب الاسود واسماء القائمين به، ونقطة البدأ بالانطلاق، من عدة مصادر، منها اجهزة الامن العامة، والاستخبارات العسكرية ومن مصادر الحزب الشيوعي العراقي الذي ضمنها في نشرة علنية أصدرها في 3 /1/ 1963، كذلك وردت اليه معلومات اكيدة من ضباط اشتركوا في المؤامرة ولكنهم تراجعوا بسبب محبتهم لعبد الكريم قاسم، ولم يكن الامر خافياً على قاسم فقد كان يعرف كل ابعاد المؤامرة و رؤوسها، كما وصلت الى الحزب الشيوعي معلومات موثقة عن تحركات مشبوهة يقوم بها ضباط قوميون وبعثيون ورجعيون أسلاميون في عدد من وحدات الجيش، وحذرت من خطورة الموقف وان كتائب المدرعات المرابطة في معسكرات أبو غريب، وكذلك لواء المشاة التاسع عشر، قد أصبحا بؤراً لنشاط عدد لا يستهان به من الضباط الرجعيين والمغامريين الذين يأملون اتخاذ هذه المراكز منطلقاً للأنقضاض على استقلال البلاد وويحددون لهذا الغرض المواعيد تلو المواعيد، والموعد الاخير كان يحمل اهمية خاصة بسبب الازمة السياسية الحاضرة والزيارات المشبوه التي يقوم بها بعض الجواسيس الامريكان للبلاد والتحريض على تنفيذ الخطة التي رسمت للأنقلابين، وفي أوائل شباط أزدادت توارد المعلومات الى قيادة الحزب الشيوعي وهي تؤكد على أن خطة الانقلاب المعادية على وشك التنفيذ، وأن الايام القادمة ستكون حاسمة،،، وفعلاً انطلق الانقلابيون وسيطروا على اذاعة ابو غريب في الساعة التاسعة صباحا من يوم الجمعة 8 شباط الاسودعام 1963 ومن ثم اذاعوا البيان الاول المشبوه ،وهنا ننقل الى القارئ الكريم كيف سمع الزعيم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 تموز العظيمة بانباء الانقلاب المعادي ؟ ولماذا دخل وزارة الدفاع ولم يذهب الى معسكر الرشيد ؟ حيث ان هناك اللواء التاسع عشر الذي قاده يوم 14تموز وسيطر به على بغداد !! ولنقرأ هذه القصة التي رواها المقدم الركن (قاسم الجنابي) مرافق الزعيم عبد الكريم قاسم الذي بقى معه الى ان استشهد عبد الكريم على ايدي الانقلابين البعثيين في دار الاذاعة يوم 9 شباط الاسود،

يقول الجنابي:- ترك الزعيم عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع مساء يوم 7شباط 1963، ومعه المرافق وجماعة الحماية لزيارة بيت (يحيى الجدة) اخو (الزعيم عبد الكريم الجدة) آمر الانضباط العسكري، في الاعظمية، حيث كان يزورهم عندما يشعر بالضيق والانقباض، فتناول طعام السحور في دار الجدة، وبقى هناك حتى ساعة متأخرة من الليل قاربت الرابعة صباحاً، بعدئذ نهض وودع المضيِف، وتبعته حاشيته الى داره في العلوية[ كان عبد الكريم قاسم يسكن في دار استأجرها بمبلغ 15 دينار من مديرية الاموال المجمدة لليهود منذ اوائل الخمسينات فلم يغيرها حتى وفاته، وهي دار قديمة بسيطة يسكن في مثيلاتها ذوو الدخل المحدود من الطبقة الفقيرة، وفي هذه الدار وضعت خطة ثورة 14 تموز 1958] وعنما دخل الدار أوى الى فراشه فودعه مرافقه وأتجه مع جماعة الحماية الى الدار المجاورة التي كانت مخصصة لهم،وحوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً أيقظ عريف الخفر المرافق المقدم قاسم الجنابي من النوم وأخبره بأنه سمع على الراديو اذاعة غريبة على موجة بغداد تدعوا الى الثورة وتصدر البيانات، وبينما كان المرافق قاسم الجنابي يرتدي ملابسه اتصل مدير الامن العام (عبد المجيد جليل) وطلب منه ايقاظ الزعيم عبد الكريم قاسم لأن انقلابا قد وقع، فخرج المرافق من دار الحماية الى البيت المجاور الذي ينام فيه عبد الكريم قاسم فوجده قد أستيقظ وكان يرتدي ملابسه العسكرية، فطلب من المرافق ان يطلب له على الهاتف مقر اللواء التاسع عشر في معسكر الرشيد، فحضر على الطرف الثاني من الهاتف المقدم (الركن مهدي الصندوق) مقدم اللواء، فقال له هيء لي سرية في باب المعسكر وأنا قادم الى اللواء، وبينما كان يتحدث مع مقدم اللواء،حوالي الساعة التاسعة دخل (الزعيم طه الشيخ احمد والزعيم وصفي طاهر مرافق عبد الكريم الاقدم والمقدم الركن حافظ علوان)، فقال لهم" هيا بنا نذهب الى اللواء التاسع عشر في معسكر الرسيد"،فاعترض طه الشيخ احمد قائلاً، انا لا انصح بذهابك الى اللواء التاسع عشر، لأن هناك بعض الضباط البعثيين وقد يعتدون عليك، واقترح الذهاب الى وزارة الدفاع، فوقع الاقتراح عنده موقعا حسنا، ثم أستقل سيارته وتبعه الضباط والمرافقون وجماعة الحماية، وأتبع السائق في سيره خط شارع الجمهورية، وعندما وصلت السيارة الى نهاية الشارع أتجهت الى وزارة الدفاع، وحالما أستدارت السيارة شقت طريقها بصعوبة بالغة وسط الجماهير الغفيرة التي تجمعت امام وزارة الدفاع تنادي بتوزيع السلاح عليها وتهتف بحياته"ماكو زعيم إلا كريم" فصعد سلم الوزارة الى مقره حوالي الساعة التاسعة والنصف، ثم اتصل بآمرالانضباط العسكري الزعيم عبد الكريم الجدة، وطلب منه ارسال مفرزة من الانضباط الى مرسلات الاذاعة في ابو غريب لتأمين حمايتها واخرى الى معسكر الرشيد، ثم طلب مسجلاً وسجل خطابا سلمه الى (الرئيس سعيد الدوري) المسؤول عن تدوين خطاباته وأمره ان يذهب به الى دار الاذاعة في الصالحية لاذاعته، فوصل سعيد الدوري الى الاذاعة وطلب من المذيع (قاسم نعمان السعدي) اذاعته، إلا ان هذا سلمه الى بعض الضباط الموجودين في الاذاعة فاحتفظوا به ولم تذع كلمة عبد الكريم قاسم، ثم اتصل عبد الكريم قاسم (بالمقدم جاسم العزاوي) سكرتيره المشرف على الاذاعة والتلفزيون وقال له"سيصلك شريط مسجل عليه خطابي وعليك اذاعته" إلا ان جاسم العزاوي امر المشرفين على التلفزيون باخراج صورة الزعيم قاسم على شاشة التلفزيون فقط، ولم يذع الكلمة المسجلة، ثم قال" لنوقع على أعدامنا" و طلب الزعيم قاسم جلب ملف قانون شركة النفط الوطنية الذي احتفظ به ليصحح بعض العبارات في اسبابه الموجبة ووقعه وقال" اريد ان اوقع على هذا القانون الان قبل كل شيئ ليصبح نافذاً "، ويستنبط القارئ العزيز من كل ذلك،من ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان على دراية بتحركات ، وتآمر شركات النفط الاستعمارية والمخابرات الامريكية، وهما المخططان الرئيسان لاسقاط ثورة 14 من تموز المجيدة وحكومتها الوطنية، ،،،،،( الحذر غلب القدر) يتبع في الجزء القادم،

.........................

المصدر:-

1. اسماعيل العارف، اسرار ثورة 14تموز، 268


2. صلاح الخرسان، صفحات من الحكة الشيوعية، ص103

3- حنا بطاطو ، العراق ، ص 311



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google