الحقيقة المؤلمة .. من سيصدقها..؟
الحقيقة المؤلمة .. من سيصدقها..؟


بقلم: جبارة آل نصر الله - 14-02-2017
حسبك، وكفاك من دماء العراقيين، وأحسن من حديث الرسول ما قاله: ((لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً، أهون على الله من أن يراق دم امرء مسلم))..سنوات خلت، ودماء شبابنا تراق من تحت عمامتك، وبسيف تخبطك وتصرفاتك اللا مسؤولة..!

ماذا جنى الشعب منك غير اليتم والفقر وللاهوادة..؟ وفي كل مرة وحتى تسيل الدماء، وتزهق أرواح الشباب التائهة بسذاجتك، والمغرر بها بفتواك المظللة، تخرج من زاغورك في الحنانة، وتتهمهم تارة بالجهل والسذاجة، وتارة بقطيع الثيران، وتارة بغير المنضبطين وأُخرى الفوضويين، وأخيراً بــ"المطفوكين"..! الى متى تتعامل مع أتباعك هكذا..؟ فأن كانوا كما تقول فأنت سبب ما فيه، من باب القائل"إذا فسد الحاكم فسدت الرعية" وإن كانوا هم السبب، فلماذا أمرت نفسك عليهم..؟ وتتاجر دماءهم..!

ذهبت في وقت يعاني منه الشعب، وطأة التشرد والحرمان والفقر، والمستقبل المجهول، وتاجرت به مع أبناء القاعدة في المحافظات الغربية، فصافحت "حارث الضاري" وجالست الخالصي، بفتوى وبدعة "جيش المهدي" قتلت أبناء المراجع، وأستبحت حرمة أجسادهم قرب ضريح الأمام علي في النجف الاشرف، وحاربت العلماء والشيعة، وباتت معاولك تهدم كل شيء أمامك، ألم تملأ الارض بدماء الأطفال والشباب..؟ وأثكلت الأباء والأمهات بأولادهم، وملأت السجون بهم..؟

لا ننسى جلوسك في إستديوهات قناة الجزيرة عام 2004؛ وكنت تقول بإبتسامة عريضة تخرج بصوت أنفك وفمك (" يكفي الأميركان بأنهم خلصونا من شبح صدام اللعين" وأنك مستعد للتعاون مع قوى الاحتلال وقتها، حتى لو إستوجب الأمر فتح السفارة الإسرائيلية في بغداد، فسيكون حالها حال البضائع المستوردة لمن يريد مقاطعتها...!) إذن على ماذا قتلت أولادنا..؟ وعلى ماذا سفكت تحت عباءة أبيك دمائنا..؟ ماذا تريد..؟ وكيف تتصرف..؟ ومن خلفك..؟


رجعت للعملية السياسية، بعد إن خسرت أنت الرهان، وخسرنا نحن الالاف من إخوتنا وأبناءنا..! وجالست وتقاسم الحكومة على ما تريد، فأفسدت وسرقت من أموال الشعب ما ملأ بطنك وأكراش من حولك، وأركبك من السيارات أحدثها، والطائرات أسرعها، في وقت يعاني فيه مؤيديك، الحرمان والفقر والمرض والسجون، منذ دخولك بالعملية السياسية والى اليوم، وأنت تتظاهر وتطلق شعاراتك الركيكة، الدالة على ضحالة فكرك..! هل حفظت حرمة قومك وأتباع أبيك فيك..؟

بالأمس تشن حربا ضد الحكومة التي يترأسها "أياد علاوي" بفتوى مذبحة معركة النجف، وسالت الدماء ووصلت الاشلاء من اجساد أنصارك حتى المراقد، وتأتي اليوم به شريك قوي للدخول بالعملية الانتخابية..! هل أصبحت مصالحك السياسية على حساب دماء الأبرياء، ودموع إمهاتهم وحرقة قلوب آبائهم..؟ دخلت الحكومة غنيمة لك ولتيارك..! وفي كل مرة تحاول كسب الشارع على حساب أتباعك الأبرياء، ولا يرجى منك نتيجة، ولا عمل يُحمد، ولا فعل يُشكر.

أين حل شعارك "شلع قلع"..؟ ولك من الحكومة ثلث المفسدين..! أين إصلاحك..؟ وأنت تنهي إعتصامك بحفلة توزيع خيوط وحبال خيمتك وسريرك بين انصارك ومؤيديك للبركة في بيوتهم..! أين انت من القضاء على الدكتاتورية والظلم والتسلط..؟ وأنت اليوم الرب الذي لا يعصى بين أنصارك..! في وقت يتكلم أبيك الصدر عن:( إن لا حجة لرجل الدين، في القضاء والإفتاء والولاية، إلا بما فوق مرتبة الإجتهاد)، وأنت تقضي و تفتي، وتدعي الولاية، وتقيم الحد بالموت والحياة على ارواح البشر...!.


في كل مرة تتهيأ قوات الجيش والحشد والشرطة ومفاصل القوى المحررة لأراضي العراق، لتحرير مدينة، تخرج بأنصارك البسطاء، تتاجر بدمائهم على اعتاب بغداد، لتساعد داعش في فك الخناق عنهم، في تكريت أخرجت نفسك "متظاهراً" وفي الفلوجة "ثائراً" وفي الموصل "مصلحا" وفي الجانب الايسر "معتصماً" واليوم في الايمن "مطالباً" وفي كل مرة تتهم انصارك بما يشين عليهم فعلهم؟! هل هي الصدفة يا سيدنا..؟ ان تتزامن تحركاتك مع احلك الظروف وأحرجها، ام هنالك من يديرك دون ان تعلم..؟


ما هكذا تورد الأبل، والإصلاح ليس في مصالحك ومنافعك ومكاسبك، كفاك بالشعب والأبرياء سذاجة وتمثيل وإراقة الدماء، انت لا تمثل مظلوماً، سوى شخص يبحث عن تسيد وتفرعن الشارع العراقي، وهكذا خيوط لعبتك بانت حتى بين انصارك الابرياء، الذين لا حول لهم ولا قوة، وإذا ما كنت راشدا فأصدق الشعب نيتك، واخرج من العملية السياسية ومن الشارع العراقي، وعندها ستنتهي مشاكل العراق، وينعم الوطن بإصلاح حقيقي، والله على ما أقول شهيد.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google