الجثث تطفو على سطح دجلة
الجثث تطفو على سطح دجلة


بقلم: زكي فرحان - 16-02-2017
يبدوا ان الشعب العراقي المتنور ومن خلال حسه الوطني المتنامي وتجربته السياسية المريرة مع العهد الملكي المقبور وبطانته المتمثلة بنوري السعيد و شبكة عملائه وجواسيسه من الرجالات الفاسدين و الاقطاعيين و الزمر الرجعية المعادية لكل ما هو وطني شريف ولكل تطلعات الشعب العراقي المستحقة من الحرية والاستقلال والرفاه المعيشي والصحي والثقافي، ومن عبر تضحيات مسيرة ثلاث عقود ونيف من نضاله البطولي المشهود، فلقد تلمس الشعب ما ينبغي الانقلابيون الفاشيون تنفيذه من أجندة أعدت لهم مسبقاً وهم الذين راهنواعلى اسقاط اول نظام وطني جمهوري حضي بشعبية واسعة،، ولم يكتف الانقلابيون بضرب الجماهير بقذائف الدبابات ورشاشات الطائرات، بل راحوا يشركون المعادين و الموتورين من اعوانهم لإلقاء القبض على الشيوعيين وأنصار عبد الكريم قاسم من الوزراء و العسكريين والشخصيات السياسية المستقلة او أعدامهم، وفق قوائم اعدت من قبل، كما يقول هاني الفكيكي – عضو القيادة القطرية لحزب البعث في كتابه(أوكار الهزيمة صفحة 224) ولهذا الغرض اصدروا بيانهم الدموي الشهير رقم 13ونصه ( نظراً لقيام الشيوعيين العملاء، شركاء عبد الكريم قاسم في جرائمه، بمحاولات بائسة لإحداث بلبلة بين صفوف الشعب، وعدم الانصياع الى الاوامر والتعليمات الرسمية، فعليه يخول آمرو القطعات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي بإبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن، وأننا ندعوا جميع أبناء الشعب المخلصين للتعاون مع السلطة الوطنية بالإخبار عن هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم)،، وقع هذا البيان الخطير والمدان الحاكم العسكري رشيد مصلح،،ويذكر( ان رشيد مصلح أعدمه انقلابيو البعث في 17 تموز عام 1968 من قبل حكومة احمد حسن البكر – وصدام حسين بتهمة التجسس لصالح اسرائيل و امريكا)، و بهذا البيان اطلقوا العنان لأعضاء فرق الموت لحرسهم القومي المسعور،و تشير كل المعطيات التاريخية السياسية الاحقة في خضم توارث سياسة حزب البعث العربي الاشتراكي والحقب الغابرة المريرة من حكمهم الفاشي الاسود تتوج البعثيين وشراكائهم من القوميين بامتياز بأنهم أول من أسس ثقافة القتل الجماعي وصناعة الموت المفرط في العراق ودفن الاشخاص وهم احياء في مقابر جماعية وتفننوا في التعذيب ببالغ القسوة والترويع، حيث لم يشهد تاريخ العراق مثل هذه الجرائم البشعة أنتهاك حرمة الحراير العراقيات واغتصابهن ، وأصبح القتل عندهم مشروع عمل في فوضى الثأر والحقد والانتقام والعداء الشخصي بعد ان زودوهم بهذا البيان القاتل ، لقد اطلق البعثيون الفاشيون على هذا الانقلاب الدموي أسم(عروس الثورات) وأنهم قد تناسوا أن هذه العروسة التي مزق بكارتها الامريكان والانكليز،



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google