في ذكرى إستشهاد حريري..نستذكر وفاءه واخلاصه للنهج الذي سار عليه
في ذكرى إستشهاد حريري..نستذكر وفاءه واخلاصه للنهج الذي سار عليه


بقلم: صبحى ساله يي - 18-02-2017
في الثامن عشر من شباط 2001 إرتكبت فئة آثمة، جريمة نكراء في مدينة أربيل الآمنة، فاغتالت فرنسو حريري/عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني مسؤول الفرع الثاني للحزب. ذلك الاستهداف للشهيد فرنسو أثارت في نفوس الكوردستانيين الكثير من الاسئلة التي لاتحمل الا جواباً واحداً وهو: أن الذي أصدر أوامره بحق هذا الشهيد والمجرم الذي نفذ تلك العملية الجبانة الغادرة في ذلك اليوم، كانا يدركان جيداً، أهمية فرنسو وضرورته وسيرته النضالية الناصعة، وكانا يعرفان بأنه مثقف لم يعرف اليأس وكاتب جاد وصحفي بارع وسياسي عملاق.. وبتلك الجريمة فرضا لساعات وربما لأيام، الصمت على العقول النضرة والأفئدة المخلصة لهذا الوطن وهذا الشعب، ولكنهما لم يستطيعا الوقوف أمام صورة الشهيد او حتى مشاهدة جماهير كوردستان الوفية وهي تودع إبنها البار (فرنسو) الى مثواه الاخير في (حرير).

كان إستشهاده خسارة جسيمة للشعب الكوردستاني عامة وللحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل خاص، وخسارة فادحة للثقافة والرياضة والسياسة والادارة في كوردستان.

بعد انتفاضة آذار 1991 اصبح عضوا في برلمان كوردستان ثم محافظاً للعاصمة اربيل، انجز خلال عمله العديد من المشاريع وقدم خدمات جليلة لمدينته التي احبها واحب اهلها، بالرغم من الظروف الاقتصادية القاسية بسبب الحصار العراقي المفروض على الاقليم، والدولي المفروض على العراق، وقلة الموارد والتخصيصات المالية. وإحتفظ بعلاقات صميمية مع العاملين في المجالين الثقافي والرياضي عبر تشجيعه المستمر لهم وتذليل المصاعب والعراقيل امام ادائهم، وتشييده لمبنى قصر الفنون في العاصمة وبجهود ذاتية، وإشرافه المباشر على ترميم وتوسيع ملعب الادارة المحلية الذي يحمل اسمه الآن، وتهيأته بحيث يصلح لاقامة البطولات الدولية والاقليمية في كرة القدم، إضافة الى إهتمامه الخاص بالاسرة الرياضية وتحقيق العديد من المكاسب التي مازالت شاخصة للعيان.

كان الشهيد قارئاً ومساهماً وكاتباً صحفياً متميزاً في التيارات والمدارس الفكرية وأعلن انحيازه التام الى جانب العدل والحقائق الراسخة واختيار الوقوف ضد الظلم ومجابهة التعسف بكل أشكاله. اما آراؤه وطروحاته ونظراته للأدب والسياسة والرياضة فكانت تتسم بالعمق والغزارة، بحيث كان نموذجاً رائعاً للشخصية التي تتوافق آراؤها وافكارها وقناعاتها مع مواقفها التي اثارت اعجاب كل من تعامل معه عن قرب، وكان عنيداً ضد جميع أنواع الظلم والتعصب والاستغلال وسمحا بسيطاً متفهماً نبيلاً مع المظلومين، يتوجع لوجع الناس وحاجاتهم الانسانية.

كان الشهيد يتجول بشكل لافت للنظر في أعماق الخلاصات والاستنتاجات لاستيعاب القيم، ويدعو الجميع الى الوقوف موقف المتأمل الواعي لاستيعاب القيم الاصيلة واستعادة مايمكن استعادته من جديد بما ينطوي على مضامين وقيم تتجنب التعقيد وتسهم بشكل فاعل في تبديد الظلام والعتمة وفق التحليلات العلمية والتاريخية.

الشهيد فرنسو اختار ان يكون في حياته مقاتلاً صلباً صامدا في الخطوط الأمامية للمواجهة مع أعداء الكورد وكوردستان، لذلك تحولت مراسيم عزائه الى كرنفال جماهيري واسع شارك فيها اكثر من نصف مليون مواطن، حباً ووفاءً له.

أثرى الشهيد المكتبة الكوردية بالعديد من الكتب والمقالات التي تعنى الحاضر المستند على المبادىء والقيم الانسانية الاصيلة، وكان يتعقب الاحداث لانه كان الصحفي المتنور الذي يثير الحراك في اتجاه الانتصار للحريات الاعلامية ولايحاول محاسبة احد على رأيه، وفي سجل حياته الحافل بالمجد وسيرته الذاتية وارتباطه بصناعة الاحداث نجده المثال العظيم للبطولة والتضحية، وعند وضع الحدث المأساوي الذي أودى بحياته في ميزان التاريخ، نلاحظ بان الشهيد يستحق كل التقدير والاعتزاز ونفهم من خلال ذلك بأن الماضي متصل بالمستقبل.. ولاننا نتعامل مع الواقع وحاجاته لتنفيذ مافي اذهاننا فإننا ندرك الرغبات والتطلعات نحو الشهادة التي هي اسمى رموز التضحية. في ذكرى إستشهاده نستذكر وفاءه واخلاصه للنهج الذي سار عليه دون أن يحيد عنه للحظة واحدة،



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google