رجل صالح يحفر بئر ماء للناس!
رجل صالح يحفر بئر ماء للناس!


بقلم: أمل الياسري - 18-02-2017
كان هناك ثلاثة أصدقاء يمشون في طريق، فشاهدوا رجلاً يحفر على جانب الطريق، فقال الأول:أرى رجلاً يحفر بجانب الطريق، لابد وأنه قتل أحداً ويريد دفنه سراً، فقال له الثاني:لاهو ليس بقاتل، بل شخص بخيل لايأتمن الناس على شيء، فيخبئ أمواله هنا، فنظر الثالث وقال:لاهذا ولاذاك، إنه رجل صالح يحفر بئر ماء للناس، والحكمة: كل شخص يظن الناس بما فيه، فالصالح يرى الناس صالحين، والطالح يرى عكسه فبسبب سوء الظن كرهنا بعضنا، وقل لقاؤنا، وقطعت أرحامنا!

الأكثرية الساحقة لأبناء العراق، كانوا معزولين عن القرار السياسي، أبان الحكم العفلقي الكافر، الذي حول الدين لمجرد تراث مزيف، يتوضح من خلال أعياد وطقوس الخجولة خوفاً من الإرهاب البعثي، حيث إنغمس بعض الناس في مستنقع المصالح الضيقة ،وإغراءات الجاه والسلطة والنفوذ، لكن المجاهدين الأحرار من ذوي النفوس المتعطشة للشهادة العاشورائية، تحملت المسؤولية تجاه الأمة في السر والعلن، ولم يأخذهم سوء الظن لكره الشعب وتركوه يعاني، بل بالعكس إنتفضوا، وقاوموا، وإنتصروا، فكانوا خير سلف لخير خلف.

المشروع الوطني الجامع لم يعد حاجة سياسية، وإنما أصبح ضرورة وطنية ملحة، ليكون مصدر قوة في سبيل وضع الأمور بنصابها الصحيح، لأن مبادئ المرحلة القادمة تتطلب وجود مثل هذا المشروع، ليشكل نقطة البداية للخروج من التخندق الطائفي والقومي، الذي صدع رؤوس العراقيين، ولنحسن الظن بمَنْ لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين، فمن المفترض أنهم إستوعبوا ضرورات الوقت الراهن، للخلاص من الصراعات السياسية، ولنحشد كل الطاقات بوسط الطريق وعلى جوانبه، ولنحفر بئر ماء يشرب منه جميع العراقيين.

أنظار العالم توجهت لمؤتمر ميونيخ الـ( 53 )للأمن العالمي، الذي بات سنوياً منذ عام( 1963 وفي 17/شباط) تحديداً، لمناقشة القضايا الأمنية والعسكرية في العالم، فمع التغير المتسارع الحاصل في المنطقة، فإن ملفات بحجم داعش، وأوضاع سوريا، والعراق، واليمن، وسياسة ترامب، وأزمة أوكرانيا، وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي، والهجرة، واللجوء، تحتاج لجهود مضنية وتواصل مستمر، وستأخذ حيزاً كبيراً من حيثياته، خاصة مع وجود دولة العراق، التي تقاتل الإرهاب بالنيابة عن العالم، رغم مشاركة الصالح والطالح فيه.

دعوة صادقة الى الأخوة الأصدقاء،(الشيعة، والسنة، والكرد)،وإن كنا لا نحبذ تسميات كهذه، وحتى مع وجود مؤتمرات عالمية أو من عدمها، فأن النوايا الوطنية الصادقة الطيبة في القلوب، وجب أن تأخذ طريقها عند الطبقة السياسية، فنحن مع دعم مؤتمر ميونيخ وال(500 مشاركاً)،لكننا بحاجة أكثر لأن نخدم شعبنا ذي ال(32 مليوناً)،فلقد ملَّ العراقيون من كره بعضهم البعض، وقلة تلاقيه، وقطع أرحامه، فالعراق يحتاج اليوم الى بئر ماء وطني، يحوي همومنا ويعالج الآمنا، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google