بقلم: د.عبد ألحميد ذرب -
18-02-2017 ألوطن هو ألسماء ألتي تغطينا ؛وألأرض ألتي تحملنا وتعطينا خيراتها ؛فبدلا من شكره وألدفاع عنه بالغالي وألنفيس ؛تحولت ولائاتنا ألى مذاهبنا وعشائرنا !!!.كفرنا بالوطن ؛ألذي أحتوانا وأغنانا بعطفه وحنانه ؛وعلمونا في ألمدارس {حب ألوطن من ألأيمان }تحول ألى شعارات فارغة تستخدم للضحك على ألذقون!!.دعونا نستعرض ماحصل لبلدنا خلال نصف ألقرن ألماضي ؟؟.بعد ثورة تموز ؛ألتف ألشعب ألعراقي بكافة مكوناته حول ألوطن ؛أشتركت كافة أطيافه بألأحتفال بقيام ألثورة ؛ وأظهروا ولائهم ألمطلق لها !!وبعد فترة وجيزة ؛أنقسم ألشعب ألى فسطاطين {قومجية وشيوعية}؛فأصبح ألولاء للحزب يتقدم على ألولاء للوطن ؛وتحول بسرعة من ألشعارات ألمتضاربة ؛ألى أستخدام ألسلاح ؟؟كما حصل في أنقلاب شباط ألأسود ؛أنقسم ألشعب ألى شيع وأحزاب ؛ولم يعد للوطن أية قيمة بل شعارات فارغة ؛وبسرعة تحولت كافة مكوناته ألى عصر ألتناحر وألأختلاف ؛ ألأكراد رفعوا ألسلاح ضد ألحكومة ألمركزية في بغداد؛وبدأت ألنعرات ألطائفية وألعرقية تنخر بالرابطة ألوطنية ؛وأصبحت ألولائات أما طائفية أو عرقية!!.بعد سقوط ألصنم ؛ظهرت ألطائفية ألدينية وألعشائرية ؛بأبشع صورها !!!.فالعراقي لم يعد مهتما بالوطن ؛بل جل أهتمامه بمذهبه أو عرقه.فالشيعي أصبح ولائه ألأول لمذهبة وكذلك ألسني ؛ ألكردي أصبح ولائه لمكونه !!.فتشكلت ألدولةألعراقية من كيانات مختلفة في ألعقيدة وألأنتماء!!!.ألوضع ألحالي في ألعراق لايسر صديق ولا يغيض عدو؟؟.وأكثر مظاهر ألتخلف كانت واضحة في ألأنتماء ألمذهبي ؛أستفاد من هذه ألفوضى أهل ألعمائم وأللحى ألطويلة وألثياب ألقصيرة ؛فحولوا ألناس ألى رعاء ينعقون مع كل ناعق ؛أنتقلت هذه ألفوضى ألى ألجيش وأجهزة ألأمن وألشرطة ؛فلم يعد ولاء ألجيش للوطن بل لمكوناته ؛ولذلك فالجيش مخترق ومتعدد ألولائات ؛وأكبر على ذلك هو سقوط ثلثي مساحة ألعراق بيد ألمجموعات ألأرهابية ألمسلحة ؛لسببين رئيسين!!هما ألبعد ألطائفي ؛ فمنتسبي ألجيش في غرب ألفرات وألموصل وماجاورها أصبح ولائهم لمذهبهم ؛بحكم ألتربية ألعائلية ؛وينسحب هذا ألتوصيف على منتسبي ألجيش من ألطائفة ألشيعية في ولائهم لمذهبهم أكثر من وطنهم!!أما ألأكراد كانوا يتفرجون على مايحصل للمنطقة ألتي غالبيتها عربية ؛ويتوسعون في قضم ألأراضي ؛ألتي أصبحت خالية من أية قوة عسكرية أو أمنيه ؛ورفعوا شعار ألأستقلال ؟؟؟بينما معظم ألدول ألمجاورة ؛تتشكل من مكونات مذهبية وعرقية ؛ولكنهم لم يطالبوا بالأنفصال ؟؟؟أستغل هذا ألفر اغ وألفوضى ألخلاقة ؛رجال ألدين وخاصة أهل ألعمائم من ألشيعة ؛في تسويق مأساة كربلاء ؛كفرصة تاريخية لفرض سيطرتهم ألمطلقة على مشاعر ألناس وتوجهاتهم في ألحياة وأطلقوا شعار {كل يوم هو كربلاء}؛وتناسوا أن من قتل ألأمام ألحسين ؛هم أهل ألعراق ؛ألذين رفعوا شعار {نصرة أهل ألبيت}؛ ولكنهم خذلوهم ؟؟؟.أما رجال ألدين ألسنة ؛بدؤا حملة منسقة ؛لكسب أهل ألسنة في ألعراق وخارجه؛في ألوقوف ضد ألتمدد ألشيعي ؛وخطره؛فتحركت قوافل ألموت من داخل ألعراق وخارجه؛في قتل ألبشر وتدمير كل مابنته ألأجيال ألسالفة!!!.ستسمر هذه ألمسرحية ألدموية ؛مادام أهل ألعمائم وأهل ألثياب ألقصيرة ؛يتصدرون ألموجة ؛ويضخون ألفكر ألطائفي لخدمة مصالهم وأجندتهم ألخاصة ؛ولايهمهم كم يقتل من ألأبرياء ؛ماداموا يعيشون بثبات ونبات على حساب ألأغبياء وألمغفلين ألذين يتبعونهم ؟؟؟؟ألظاهرة ألجديدة وهي ألتي لاتختلف في خطورتها عن ألفكر ألطائفي ألظلامي ؛ هو ألعصبية ألعشائرية ؛ألتي كادت أن تقضي على ألأسلام في بدأ ظهوره ؛لأنهم كانوا يعتقدون أن ألدين ألجديد ؛أخترعه ألنبي محمد{ص} لتثبيت سيادة بني عبد مناف على بني عبد شمس وبقية ألقبائل في مكة ؟؟؟أصبح للعرف ألعشائري ألسيادة في قيادة معظم ألطوائف ألعراقية {ألسنية وألشيعية على حد سواء} ؟؟؟وأصبح ألأنتماء للعشيرة يتقدم على ألولاء للوطن ؛واصبحت ألعشائر دولة داخل دولة ؛لها محاكمها ألخاصة ؛وتمتلك كافة ألأسلحة ألمتطورة بأستثناء ألطائرات !!؛واصبح أستخدام ألسلاح ظاهرة قانونية ؛وأصبح ألجيش غير قادر على أحتوائها!!.فرضت ألعشائر نسبة من أبنائها في أجهزة ألدولة ألمدنية وألعسكرية ؛تماما مشابهة للأحزاب ألدينية ؛ألمشاركة في ألحكم حاليا!!.من خلال ماتقدم لم يعد للدولة ألوطنية ألتي عرفناها وجود ؛بل أصبحت تتشكل من مجاميع تختلف فيما بينها في كل مناحي ألحياة ؛ألا ألسلطة ونسبهم فيها ؛لاتختلف عن ألمبدأ ألذي رفعه حزب ألبعث ألفاشي {جئنا لنبقى} ؛ومن لم يكن معنا فهو ضدنا؟؟؟.أعادة ألحياة ألى ألدولة ألعراقية ومؤسساتها لايختلف عن عودة ألروح ألى جثة هامدة ؟؟؛ماحصل في ألعراق ؛كان نتيجة لتراكمات من ألأخطاء ألكارثية ألتي ساهم بها بقصد أو بدون قصد ألعراقيون أنفسهم ؟؟؟ ولوقارننا بين عدد سكان ألعراق ومكوناته وطوائفه وأديانه ألسماوية وألوضعية ؛ بالهند ألتي تتشكل من مئات ألعقائد وألقوميات ألأثنية وألديانات ألتي لاحصر لها ولاعدد؛فسنرى أن ألهند دولة مستقرة ومتقدمة في كافة ألمجالات ؛ ألفكرية وألصناعية وألتكنولوجية ؛بينما ألعراقيون منقسمون على أنفسهم {كما وصفهم ألحجاج ؛يأهل الشقاق والنفاق} وقال عنهم أمام ألحكمة على بن أب طالب {سئمتكم وسئمتوني ؛وكرهتكم وكرهتموني ؛وطلبت من ألله أن يبدلني بخير منكم ؛ويبدلكم بشر مني!!!}ومن ألأمثلة ألتي ذكرتها في مقالة سابقة{لماذا أستمر حكم ألحجاج وصدام عشرات ألسنين بينما لم يصمد حكم ألأمام علي وعبد ألكريم قاسم سوى أربع سنوات ؛هل هي صدفة ؛أم لأن ألعراقيون لم يتعلموا من أخطائهم ألسابقة ؟؟ .ألحل ألوحيد لأنقاذ ألعراق وألعراقيون من مأساتهم ألتي صنعوها بأيديهم؛هوأعادة تثقيف ألعراقيون على مبادئ وطنية ؛تشمل كافة ألمكونات ؛وبالتخلي عن ألطائفية وألعرقية وألمناطقية وحب ألذات ؛ وسحب ألبساط من تحت دعاة ألمذاهب من أهل ألعمائم وألثياب ألقصيرة وألقضاء على ألعشائرية ألمتخلفة ؛وألأنصهار في مفهوم ألوطن وألمواطنة لاغير ؛أللهم أني بلغت.د.عبد ألحميد ذرب
