استباق الهزيمة قبل فقدان الغنيمة.
استباق الهزيمة قبل فقدان الغنيمة.


بقلم: احمد صادق. - 18-02-2017
يا له من سيد قائد، يحسب للمستقبل ألف حساب وقد اقتربت ساعة الانتخابات، ساعة الربح والخسارة! يا له من زعيم ثائر، يجر خلفه آلاف البشر من بسطاء مخدوعين، أصحاب (بسطيات) في (الباب الشرقي) و(باب المعظم) و(الشورجة) وفي أماكن أخرى من بغداد، يضطرون لترك بسطياتهم وهي مصدر رزقهم ليلتحقوا به في ساحة التحرير تحت التهديد المبطن والترغيب المعلن من جماعته.... ومن بعثيين مندسين من فدائيي صدام وأمن صدام ومخابرات صدام واستخبارات صدام وحرس صدام ..... ومن فاسدين ومنتفعين من الموظفين التابعين والموالين له الذين تعج وتزدحم بهم المؤسسات الحكومية..... ومن شيوعيين وعلمانيين وليبراليين.

..... البسطاء الفقراء المخدوعين يعتقدون أنه المخلص والمنقذ لهم من عذابهم ومعاناتهم وحرمانهم من حقهم في الحياة وهم لا يعلمون، أو يعلمون، ان السيد القائد والزعيم الثائر وجماعته أحد أسباب معاناتهم وحرمانهم من حقهم في الحياة ......

...... التابعون والموالون، الفاسدون والمنتفعون من الموظفين الذي تزدحم وتعج المؤسسات الحكومية بهم والذين يأملون البقاء في وظائفهم وعلى امتيازات الكبار منهم .......

...... الشيوعيون والعلمانيون والليبراليون الذين يحلمون باليقظة والمنام بحكومة مدنية، شيوعية أو علمانية أو ليبرالية في تظاهرات يقودها رجل دين! ......

..... البعثيون الذين يأملون أن يكون وسيلتهم للعودة إلى ما كان من زمان وما فاتهم من سلطان عسى أن يعودوا إلى حكم الشيطان ......

..... حكام محميات الخليج (العربي) الأمريكي والبريطاني الذين يخططون لهدم البنيان السياسي الجديد في العراق على رؤوس حكامه الشيعة الجدد، وهم ليسوا بحاجة إلى مؤامرات ومخططات لأن أساس البناء فاسد وهو مهدد بالانهيار يوما بعد يوم!

ولكنه، لله دره من سيد قائد وزعيم ثائر، يسعى إلى غير ما يسعى إليه هؤلاء الذين يتظاهرون تحت رايته، من الناس البسطاء الفقراء والمخدوعين، وغير ما يحلم به أولئك الخائبون، وغير ما يرمي إليه أولئك المندسون، وغير ما يخطط له أولئك المتآمرون في محميات الخليج. انه، ومن معه من خاصته المقربين، يسعى إلى استباق الهزيمة في الانتخابات القادمة بعد أن ساءت سمعته وانحسرت شعبيته وانكشفت غاياته وأهدافه، ولم تعد الكتل السياسية من مختلف الاتجاهات السياسية تثق به ولم تعد تفكر بالتحالف معه استعدادا للانتخابات القادمة. وسيقف وحده بكتلته، كما أرى وتشير الدلائل و(المعطيات.) إلا إذا حدثت (المعجزة) وتحالفت معه جماعات سياسية تتناغم معه في غاياته وأهدافه، وهذا غير مستبعد لأن الطيور على أشكالها تقع ..... كما أن السياسة هي فن اللاأخلاق واللامبادىء ويمكن أن يحدث كل شيء خلف كواليسها وأمام كواليسها.

أما موقف الحكومة من تظاهرات السيد القائد والزعيم الثائر فهو كما يقول المثل: (الظفر ما يطلع من اللحم) حتى لو سالت الدماء في هذه التظاهرات التي هي في النهاية حق يُراد به باطل!

ياله من لحم وياله من ظفر!

بغداد في18/2/2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google