العبادي و الحشد و اللقاء العاصف
العبادي و الحشد و اللقاء العاصف


بقلم: محمد العبد الله محمد - 19-02-2017
وليمة عشاء اقامها العبادي لمجموعة من الحشد اختارها بعناية حتى يطمئن الامريكان بانه يسير حسب خطتهم فيستمر التاييد الامريكي له ويطمئن مقتدى الصدر بان غريمه غير مدعو فيستمر التنسيق معه .
الحشد من جانبه كان متيقظا لفخ العبادي فقرر ان لا تكون جولته الليلية للعبادي فقط بل زاروا الحكيم ليختتموها عند المالكي وهي المفاجاة التي اصابت العبادي بالارق .
عشاء العبادي كان خاليا من الملح فظهر الطعام ( ماصخا شيعيا وفاهيا سنيا ) لذلك لم يبتلع الحشد الطعم العبادي فترك اكثر صحونه مملوؤة تعبيرا عن عدم تذوقهم لطريقة الطبخ الامريكية التي يعتمدها مطبخ العبادي وحتى الشاي الذي يشربه العراقيون بعد العشاء تركه الحشد قائلا للعبادي ان شاي المالكي (سنكين اكثر ).
بدل الترحيب والاشادة بانجازات الحشد كان العتاب هو الحاضر الوحيد فما كان من الحشد الا ان رد بقوة على العبادي بانه يعادي الحشد منذ البداية ووصلت العداوة الى حد اعتماد ميزانية هزيلة للحشد مقابل ما ينفق على غيرهم ليتحجج العبادي بان قلة ايرادات النفط هي السبب فواجهه الحشد بميزانية غيرهم التي تعادل ستة اضعاف الحشد فلم يمتلك العبادي جوابا الا عتابه بان الحشد لا يسمع له وانه يتصرف كيفما يريد ، فقالوا له نحن مؤسسة تابعة لرئاسة الوزراء و من المفترض ان يكون رئيس الوزراء منصفا وعادلا اتجاه افراد الحشد الذي لولاه لتحولت الخضراء الى حمراء ولكانت لندن مسرحا لابناءها المسؤولين العراقيين ممن يحملون جنسيتها فيما الحشد ليس مزدوجا .
طمأن المهندس مهندس الاتصالات العبادي بان كل انتصارات الحشد انما تعود نتيجتها لرئيس الوزراء وبالتالي عليه ان يكون منصفا ومتعقلا في ردود افعاله اتجاه الحشد فلم يرق الكلام للعبادي الذي اصر على ايصال الرسالتين الامريكية و الصدرية للحشد بانهم غير مرغوب فيهم فرفض الحشد ان يعامل معاملة ( العبيد ) وخرج من العبادي وقد اوصل كل منهما رسالته للاخر .
فالعبادي اوضح للحشد بانه لايرغب لا بالعصائب ولابالكتائب وعدم دعوتهما دليل ذلك كما وانه لن يمنحهم الميزانية المطلوبة حتى وان كانوا هم السبب في عدم سقوط بغداد بيد داعش فهم اما ان يتبعوه ( حذو النعل بالنعل ) واما ان يطالهم العقاب بحيث لا يستحقون حتى ان يوضع لهم الملح بالطعام .
و الحشد من جانبه قال كلمته بانه لن يرضى بالطبخة الامريكية لانه تعود ان ياكل من المطبخ العراقي وانه سيستمر باغلاق الطريق الى الرقة وعلى قادة داعش اما الاستسلام او البقاء تحت حماية القوات التركية التي لازالت تحتل مدن عراقية .
خرج الحشد غضبانا فيما انتشى العبادي بانه قد اوصل الرسالة واضحة وتهيأ للنوم ليفاجأ بالرنين الخاص بالجهاز يصعقه بانهم ذهبوا للمالكي .
يتمنى العبادي لو ان المرجعية لم تصدر فتواها و الذي على اساسه تشكل الحشد ولكنه يتذكر بان المرجعية هي السبب في توليه رئاسة الوزراء وصحيح انها لم ترشحه بل طالبت برئيس وزراء جديد فاختاروه فيعود ليقول ساضيق الميزانية عليهم حتى يطيعوني .
نعم كان لقاءا عاصفا وماصخا وفاهيا خسر فيه العبادي ثقة الحشد ونال ثقة الامريكي و الصدري .
حقا انه العشاء الاخير .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google