حوار الحبر والملح ..... قصة قصيرة
حوار الحبر والملح ..... قصة قصيرة


بقلم: ايفان زيباري - 21-02-2017
عندما يهرع المجد الى افق الحلم يتصارع القلم مع تجاعيد الحرف المنبطح فوق كومة من القصائد هنا يغدو كلاهما برفقة الحبر والملح نحو اسفل اوراقه البيضاء المكتظة بالنهايات لا يبقى مفر امامه سوى ان يحاور ظله المرسوم بخزف جسد حبيبته يتأهب كثائر يتمرد كشاعر يحمل نفاياته كي يبحث عن فضاء يلوثه فلا مخرج لكل النهايات دائما تظهر الاضواء الشاردة فيها كأن القدر يستيقظ كنص متوحش فتعيده الى مهد خطواته الاولى نحو المجد .....

رأيته مرة يغرد معه كانت اللهفة تحاصر عناقيد رجولته كان قلمه يسترسل الالحان من وشاح احمر يغطي صحرائه التي تستوعب ذاك الدخان المخملي الخارج من سيجارته مرة اخرى كان معها امسكت به متلبسا تفوح منه اثار العطر لم يخشى ما صدر عني وما سيصدر هو هكذا لا يخشى النهايات بمفرده لكنني لم امسك به منفردا كانت عنقاء ذات جدائل ذهبية برفقته انتابني الخجل حينها وتطايرت مني اجنحتي المكسورة فهو مستلقي فوقها يغازلها يمازحها يداعبها بسطور من قصيدته المتعجرفة ( التسول عشقا في عيد الحب ) اي رجل هذا الذي يترك نساء الارض من اجلها يترك المجد كي يحصل على انثى لا تملك الا بضعة دولارات وعطر وقلم حمرة خشن وعلبة سجائر تخلو من دسم التبغ ضحك في وجهي اجتاحتني رغبة كي اعرف لما يكتب لها لما يتغزل فيها لما يقضي لحظات مجده بين سطور الحروف والكلمات من اجلها اي انثى هي التي تحكم قلب هذا الشاعر الانيق في كل شيء الحالم بالبحر بالمطر بالموسيقى بسمفونية لا يعرف خفاياها واسرارها الا هو يقاطعني بنظراته العبثية ها هو يقترب مني ها هو يحبو كوشاحها الاحمر نحوي ها هو الملح يخترقني ها هو الحبر يكتبني كحكاية بلا نهاية في اسفل اوراقه البيضاء......



ايفان زيباري
شاعر وكاتب



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google