الانتصارات ، ثمن وحدة الكلمة ودم الشهداء
الانتصارات ، ثمن وحدة الكلمة ودم الشهداء


بقلم: عبد الخالق الفلاح - 21-02-2017
بعد قرابة أسبوعين على بطئ العمليات لاعادة التنظيم تتقدم القوات المسلحة لتحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم "داعش"،و تحرز هذه القوات المختلفة التي تحارب تقدما أسرع من المتوقع في عملية القضاء على هذه التنظيم في ثاني أكبر المدن العراقية.

الحرب في الموصل عادت تدار رحاها من جديد بعد توقف بسبب الاستعدادت الحربية والاستخبارية لمواجهت المرحلة القادمة في عمليات تحريرنينوى وهي من الاصول المتبعة في الحروب وخاصة اذا ماعرفنا ان حرب المدن من اصعب المعارك اذا ماكانت هناك ارواح اناس هم اسرى بيد العدو المقابل ومثل هذه الحروب تحتاج الى الجوانب الإستراتيجية والتكتيكية التي تتبدل بين حين واخربالاستفادة من الخبرات المتراكمة والمكتسبة نتيجة التجربة العملية المثالية في الحسابات العسكرية امام عدو شرس لايعرف معناً للانسانية ويتفنن بالقتل ، فإن النظريات والمذاهب المتعلقة بالحرب غالبا ما تصاغ قبل ، أثناء ، وبعد كل حرب وتجاوز الجيش العراقي مع كل القوات المساندة له الكثير من العثرات وقدم الكثير من العطاءات وما عادت التاثيرات السياسية لها معنى في العملية .

معركة تحرير مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق الغاية منها اعادتها الى البقعة الجغرافية العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي، وفي ظل الانتصارات المهمة والكبيرة التي حققها الجيش العراقي والقوات المسلحة المختلفة وفصائل الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر في الفترة السابقة، ربما قد اصبح النصر قاب قوسين لامحال قريباً كما تبشر بها الساحة ، الذي يؤكدعلى وجود تحركات ولقاءات مكثفة لتقريب النصر و انطلاق حملة تطهير الموصل من عصابات هذا التنظيم الذي يتعرض لضغوط في جبهات عديدة بعد ان استنزف اعداد من افراده ومعداته وهروب االمئات منهم من القتال مما يخالف تقدمه في المعارك ، وفقد قدرته على الاحتفاظ بالاراضي وعجزة في تنفيذ اي نوع من الهجمات المركبة التي سمحت له بالاحتفاظ بالمدن التي استولى عليها سابقاً . سعى ايضا الى تعزيز مواقعه الدفاعية خلال هذه الفترة ولكن قوة الضربات جعلت اليأس يدخل في قلوب الكثير من افراد هذه المجموعات ودعتهم للهروب من ارض المعارك بسرعة والتي هناك الكثير كان يعتقد بأن معركة تحرير الموصل ربما ستكون مهمة صعبة، بسبب اختلاف الاراء والتوجهات وغياب التوافقات بين الساسة في العراق الامر الذي قد كان يصب في مصلحة التنظيم عند البدء في المعارك، خصوصا وان البعض ظل يتعامل مع هذه القضية بنفس طائفي، ودعى الى عدم اشراك بعض الفصائل العراقية في هذه المعركة المهمة، التي تحتاج الى قوات خاصة ومدربة على الحرب داخل المدن كما كانت تدعي،

القوات المسلحة العراقية اثبتت انها قادرة على سحق هذه المجموعات وكانت قد اعتمدت على الاستفادة من الحروب الاستنزافية التي تهدف لإضعاف العدو من جميع جوانبه إلى أن يفقد قدرته على المواصلة في الحرب وحفظ المدنيين المحاصرين في احياء المدينة والاستنزاف تعني " أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو إلى الانهيار عن طريق إحداث الخسائر البشرية أو العسكرية و الجهة المنتصرة في الحرب تكون عادة الجهة التي تمتلك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات اللوجستية والمعنوية "

في الواقع أن هذه القوات أصبحت الان داخل الموصل بعد تحرير الجانب الايسر وشرعت القتال في الجانب الايمن هي نتيجة التوافق والتأزر بين مختلف الأطياف السياسية العراقية في توحيد الصف لمواجهة الإرهاب وداعش الذي خلف منذ اكثرمن أربعة أعوام الكثير من الدمار والخراب في بلد الرافدين وبل كل المنطقة التي دنستها هذه العصابات في الوقت الذي سعت الإدارة الأمريكية من خلال بث الخلاف بين مختلف الكيانات والكتل السياسية العراقية أن تنال من وحدة صفوف العراقيين في توجهها نحو تحرير الموصل كما ومن جانبها تركية طمحت في ظل الظروف الراهنة أن تحقق حلمها التاريخي و هو انضمام الموصل لها لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل نتيجة وحدة الكلمة العراقية.

عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google