بقلم: خضير طاهر -
05-03-2017 الهوية الشيعية في حقيقتها هي مزيج من التاريخ والمباديء والسياسة ، والشيعة كانوا رسل قيم العدالة ومعارضة الظلم ، والدعوة الى حقوق الإنسان .
وكي تكتسب الهوية الشيعية أبعادها الإنسانية النبيلة يجب تجريدها من الحمولة الدينية ، وجعلها هوية قيم أخلاقية تنادي بالعدالة يعتنقها جميع الشيعة بما فيهم العلمانيين والملحدين ، مثلما هو الحال على سبيل المثال الهوية المارونية في لبنان .
الجانب الديني للشيعة هو جانب بكائي سلبي يكرس النزعة المازوخية وعبادة شخصيات الأئمة تصاحبه ممارسات طقوسية متخلفة في المناسبات الدينية ، مما يشوه مباديء الهوية الشيعية التي تبلورت عبر التاريخ من نشاطهم الفكري والسياسي .
لقد تم خطف الهوية الشيعية من قبل رجال الدين والأحزاب وجموع البسطاء ، وتم إختزال صورة الشيعة باللطم والتطبير وعمائم رجال الدين وكم هائل من الجدالات حول السقيفة والخلافة وكسر ضلع الزهرة وغيرها من الأمور التي لاتخدم حاضر الإنسان الشيعي ومستقبله ، وأصبح المثقف الشيعي العلماني يخجل من التصريح عن إنتمائه الشيعي حتى لايحسب على هذه المظاهر المتخلفة ، بينما نرى الماروني المسيحي العلماني والملحد يفتخر بأنه ينتمي الى هويته المارونية ويدافع عنها .
فك إرتباط الهوية الشيعية بالدين .. سيوسع من رحابة مساحتها ويعطيها بُعدا إنسانيا مبدئيا عنوانه : الدفاع عن قيم العدالة وحقوق الإنسان ، ويدفع أبناء الشيعة بمختلف توجهاتهم الى الإلتحام بهويتهم بدافع القناعة والفخر والدفاع عنها ، وأبراز تراثها الفكري والأدبي والإجتماعي الخاص بها .