أمريكا و أوروبا و الحرب القادمة
أمريكا و أوروبا و الحرب القادمة


بقلم: حيدر الصراف - 06-03-2017
ادت سياسات الرئيس الأمريكي السابق ( اوباما ) المتراخية و الضعيفة تجاه اعتى المنظمات الأرهابية الأجرامية و التهاون في مكافحتها و القضاء عليها الى استفحال الروح الشريرة العدوانية و انبثاق حركة متطرفة اخرى اشد قساوة و دموية و اكثر عنفآ و همجية هي ( داعش ) و اذا كانت منظمة ( القاعدة ) قد اكتفت و انتشت بذلك ( النصر المبين) في الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية في ايلول 2001 و أنكفئت بعد دحرها الى الجبال النائية وطنآ و الكهوف المهجورة سكنآ الا ان وريث الأرهاب الشرعي ( داعش ) و عندما لم يجد القوة الرادعة التي تسحقه و تقطع اوصاله و تقف له و لأطماعه بالمرصاد و الدمار اخذ بالتوسع و التمدد و كانت له و بدل عن تلك الأمارة الوحيدة و البائسة لسلفه في ( افغانستان ) صارت ( دولته ) تملك عدد من الولايات فكانت اليمن و مصر و شمال افريقيا اضافة الى العاصمة المزعومة في العراق و الشام .

على الرغم ان المحيط الأطلسي هو الفاصل الطبيعي الشاسع بين اوربا و امريكا الا ان حدود العالم الغربي تبدأ من القارة الأوربية و دولها و التي تعتبر خط الدفاع الأول عن المعقل الرئيسي في قيادة المعسكر الغربي ( الولايات المتحدة ) و التي استشعرت الخطر القادم اليها من خلال الهجمات الأرهابية و التي كانت الساحات العامة و الأسواق المكتظة و اماكن التجمعات المأهولة هي الأهداف المنتخبة لتلك المنظمات الأجرامية في عدد من البلدان الأوربية فكان الفزع و الهلع ان سيطر على السكان الآمنيين و خيمت اجواء من الخوف و الأرتياب من القادمين و المهاجرين الى اوروبا و امريكا كون البعض من هؤلاء كان وراء تلك الهجمات الدموية التي اوقعت المئات من الضحايا بين قتلى و مصابين و روعت الأهالي المسالمين .

كان لابد من بديل قوي و صارم في التعامل مع الأخطار المحدقة و كان لابد من تغيير جذري في قيادة ( الولايات المتحدة الأمريكية ) المتمثلة في ادارة الرئيس ( اوباما ) المتهاونة و الضعيفة في المواجهة التي بدأت تهدد دول العالم مجتمعة و دون استثناء فقد كانت ( روسيا الأتحادية ) قد حسمت امرها مع رئيس ( دكتاتور منتخب ) حازم و ذو سلطات واسعة تتطلبها المرحلة الحالية بكل تعقيداتها و تحدياتها و على الضفة الأخرى كان لابد من حاكم قوي يعيد الى المعادلة الدولية توازنها بعدما ادت سياسات ( اوباما ) الى الحاق الضرر البالغ بسمعة امريكا و جعلها في مكانة بعيدة عن القوة العظيمة التي كانت عليها قبل ادارة الرئيس السابق ( اوباما ) .

هكذا كانت متطلبات المرحلة في ايجاد و خلق حكومة امريكية ( منتخبة ) قوية و حازمة تقطع اوصال الأرهاب و توقف تغلغله و تحد من توسعه و كذلك هو الحال مع حكومات الدول الأوروبية المقبلة على الأنتخابات و التي من المرجح فوز اليمين المتطرف بنسبة لا يستهان بها من المقاعد في البرلمانات الأوربية و تكون تلك الأصوات عامل ضغط و تضييق على اللأجئين القادمين من الدول الأسلامية و الذين اصبحوا موضع ريبة و شك بعد الهجمات التي شنها المتطرفون الأسلاميون على العديد من الأهداف المدنية في عدد من المدن الأوربية و من هذه الأحداث استمدت احزاب اليمين المتطرف الكثير من التأييد الشعبي في اوساط من الذين يرون فيها ( الأحزاب اليمينية ) الحماية لهم و الدفاع عن ثقافتهم و حرياتهم تجاه العدو المسلم الغازي الذي يريد تدمير تلك الثقافة و تقييد تلك الحرية .

صراع الحضارات و التصادم فيما بينها هو العنوان الواضح للمرحلة القادمة بعد ان استنفذت جميع الفرص في التقريب بين الثقافات و الشعوب و محاولات عديدة جرت للتفاهم و الحوار بين الأديان و المعتقدات الفكرية و لو كان ذلك في حده الأدنى من عدم القبول ببعظهما البعض لكن دون اللجوء الى الصدام المسلح و ازهاق ارواح المزيد من الضحايا الا ان الذين انتدبتهم ( العنايا السماوية ) ليكونوا رسل ( الله ) الى الناس آمرين غير مأتمرين ابوا الا ان يسود ( الدين الحق ) الأرض و ما عليها فأن ابى الناس ذلك كانوا عبيدآ ارقاء و كانت نسائهم جواري مسبيات و املاكهم اوقاف مصادرة يتصرف بها ( الأمير ) الذي ان شاء منحا كضيع و اقطاعيات و ان اراد وهبها لمن يشاء من الأعوان و الأتباع و ( المجاهدين )

انها الحرب القادمة و التي لا مفر منها و قد تختلف اشكالها و ادواتها الا ان نتائجها من الضحايا و الخراب و الدمار لن تتغير بتبدل الأمكنة او الأزمنة فالحرب هي ذاتها وحشية قاتلة لا انسانية فيها و كلما استجد الزمان تحدثت الوسائل و الالات و الأسلحة و اصبحت اكثر فتكآ و قتلآ و بشكل اقل رحمة و شفقة و اصبحت الحروب و النزاعات المسلحة هي الأدوات الأكثر حسمآ في التخلص من بني البشر وفق نظرية الغاب الوحشية ( البقاء و الحياة للأقوى فقط ) و التي اختارها المتصارعون على الحلبة عنوانآ لنزالهم الدموي القادم .

حيدر الصراف



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google