مخيمات النازحين تخلو من نوابها البرلمانيين
مخيمات النازحين تخلو من نوابها البرلمانيين


بقلم: سالم سمسم مهدي - 08-03-2017
ارهقنا كثيرا ما كنا نسمع من عويل ونحيب وخطابات مراثي على الموصل المستباحة من داعش قبل بدأ عمليات التحرير اذ ان المنابر الاعلامية المسمومة والشاشات الهابطة التي تعمل بالعمولة وتقبض مقدما ثمن خيانتها قد اُستنفرت من اجل عرقلة قطع دابر الدواعش واستئصالهم من عموم نينوى الذي يترقبه الشعب والعالم ...

كان عدد كبير ممن يسمون انفسهم مسؤولين كبار وأعضاء في البرلمان في مقدمة الصارخين فرقا على مدينة الحدباء ( التي فجرها داعش ) ولشدة انفعال بعضهم تحمر وجناتهم وتبرز نواجذهم وكنا على وشك ان نتفاعل مع مشاعرهم التي أوهمونا انها نابعة من غيرتهم الفائقة ...

ظل الاعتقاد كذلك حتى جاء يوم التحرير الذي بدأت فيه القوات المسلحة بسحق فلول ومرتزقة الارهاب الذي اخذ يجر اذيال الخيبة حيث كنا نظن ان هؤلاء النائحين سيتجاوبون مع رغبات اهل الموصل وما سيكون عليه حالهم في ظروف الحرب القاسية وسيعيشون في وسطهم ...

تبين ان كل ما كنا نسمع هو مجرد حب زائف غير شريف بعيدا عن الحقيقة لأننا لم نرى من بينهم من شد الرحال الى حيث المهجرين والنازحين وهم يمرون بشظف عيش قاسي مرير يصعب تحمله محطماً حياة الاطفال ومدمراً نفسيات النساء ...

لقد تصور كثيرون أن هؤلاء سيبيعون الغالي والنفيس لإغاثة من كانوا يسمونهم (( أهلينا في الموصل )) وأنهم سيتبرعون بكل ما يملكون وما سرقوا لتخفيف معاناة هؤلاء الاهل حسب ادعائهم ولكن أي من هذا لم يحصل ...

الذي نرى هو تجمعهم امام مايكروفونات الفضائيات وهم يكيلون الاتهامات للحكومة بالتقصير وهم وسط افواج حماياتهم المدللة المدججين بسلاح الحكومة وأموالها وعشرات السيارات المدرعة في الوقت الذي يقتحم فيه بجسارة الشباب الغيور اوكار الافغاني والسعودي واليماني والشيشاني المتحصنين في بيوت الموصل ...

ان الأولى بهؤلاء الزاعقين والناعقين كالغربان الهائمة ان يتخلوا عن مكاسبهم الحرام للجياع الذين يصارعون البرد القارص والفاقة وهم في العراء في مثل هذه الظروف الجوية القاسية بدلا من ان يستمروا في لعبة الغش والخداع الزائف والكف عن التلاعب بعقول الناس التي ارهقها خسيس ما شهدوا في هذا الزمن الاغبر الذي اوصل مثل هؤلاء الى مواقع السلطة ...

ان مخيمات النازحين هي الفيصل بين الخير والشر والتعبير عن الوطنية الصادقة ولكننا لم نرى الذين يروجون للأكاذيب في مجالسهم وظهورهم الكريه من على الشاشات يطوفون فيها على الاطفال والنساء والشيوخ يسقونهم الماء ويوفرون لهم لقمة الخبز وألا فكل ما يقولون كذبا في كذب .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google