كلمات موجعة
كلمات موجعة


بقلم: ليث شبر - 10-03-2017
نعترف أننا اليوم نعيش وهما كبيرا اسمه العراق الجديد، العراق الذي كنا نأمل فيه بمستقبل مشرق بعد أن سقط الطاغية وسقط معه نظامه المستبد.. وكان من حقنا نحن الذين أمضينا حياتنا نرزح تحت الظلم والاغتيال اليومي والتفريق الطائفي أن نتأمل خيرا بمن جاءوا من أقاصي البلاد التي أمضوا فيها حياتهم معارضين .. وكان من حقنا أن نتفاءل بمقدمهم سواء أكان على ظهر دبابة أمريكية أم من حدود كوردستان أم من حدود إيران أم من جاءوا بعد حين.. ولم لا نفرح بهم وقد أذاقنا صدام العذاب والويلات وخبز النخالة المخلوط بالتراب ومياه الآبار.. وأنهكنا بحروبه الحمقاء ونزواته الخرقاء وفرق الناس حتى أصابوا بعضهم بعضا بالقتل والتنكيل والتعذيب والغل وكتابة التقارير..
ظلم وقتل وانتهاك كبير للإنسانية والحرية والعيش الكريم لم يسلم منه فقير و غني شيعي أو سني كردي أو عربي أقلية أو أكثرية معارض أو مناصر بعثي أو مستقل على مدى أكثر من عقدين حكمها هذا الدعي الأحمق..
والكلام يطول ويطول لكنه أصبح كلاما ممجوجا بعدما أكلته هذه السنوات العجاف من بعد 2003.. نعم هي سنوات عجاف على الرغم من أنها سمينة بالمليارات الانفجارية والوعود الرنانة والكلمات الطنانة و مليئة بالأحزاب والتحالفات والتكتلات..
هي سنوات عجاف على الرغم من المفخخات اليومية والقتل على الهوية واغتيال الصحفيين والأطباء وظهور الجماعات المسلحة والمليشيات المتنوعة يقابلها التضحيات الهائلة والدماء المراقة على تربة هذا الوطن الذي أدمن رائحة البارود والقتال والشهادة والنكبات الكبرى..
هي سنوات عجاف على الرغم مافيها من كتابة الدستور وانتخابات ديمقراطية وحرية الرأي والتظاهر كل جمعة والنقد والذم والتهجم على السياسيين وتشكيل المنظمات والنقابات والتجمعات..
هي سنوات عجاف على الرغم من الفساد المالي والسرقات الكبرى وسوء الإدارة والمافيات المتغولة..
أتعلمون لم هي سنوات عجاف؟
لأننا بعد 14 سنة من حكم الإسلاميين الذين أسرفوا في الاستهزاء بعقولنا والضحك على ذقوننا لم يبنوا عراقنا... ولم يحموا عراقنا .. ولم يطوروا عراقنا.. ولم يزرعوا عراقنا.. ولم يشعروا به وبناسه الطيبين الأصلاء..
بنوا قصورهم وأحزابهم وقنواتهم وأجنحتهم العسكرية و حموا أنفسهم بالصبات الكونكريتية وسياراتهم المصفحة وأسلحتهم المدججة وضحكوا على شبابنا ليضحوا بأنفسهم ليعيدوا مآسي العراق من جديد ولتثكل الأمهات من جديد وتترمل النساء ويتيتم الأبناء الصغار..
طيلة 14 سنة من حكم الاسلاميين وهم يتكلمون ويعدون ولايفعلون وفي كل مرة يقتنع الناس بجباههم السود وكلامهم المنمق فيميلون حيث تميل المرجعية ويعصرون الناس عصرا ويوهمونهم بشتى الآمال..
طيلة 14 سنة لم نجن الا شعب ثلثه مهجر نازح وثلثه جاهل متخلف وثلثه أحزابهم.. فخربوا النفوس على مافيها من خراب وفرقوا الناس بالطائفية والمذهبية والإثنية والقومية والعائلية على مافيها من خراب صدام اللعين..
تبا لك أيها الفاسق الملعون إذ لم يخلفك من يحول فسادك الى صلاح ودمارك الى عمران وعوزنا الى نعمة وترف.. وتصحر بلادنا الى جنان ومزارع.. وتجهيل أجيالنا الى علماء وقادة ومبدعين.. واستهلاكنا الى مصانع وانتاج.. وتعاستنا الى سعادة.. ومظالمنا الى عدل وانصاف ومساواة... ووووو... وموت أبنائنا الى حياة وأمل بمستقبل مشرق ..
لله درك ياعراق .. أضحيت كالمستجير من الرمضاء بالنار..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google