ماذا كسب الشهيد؟
ماذا كسب الشهيد؟


بقلم: محمد الشذر - 11-03-2017
"يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها، والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ" الكرم والاحسان، والايثار هو من الصفاة الحميدة، والسامية والتي اكد عليها الاسلام وكل الرسالات السماوية، فأنها ترتقي بالفرد امام مجتمعه، وتحفظ المجتمع من التفكك والانحلال، وتزيد في اواصر المحبة والاحسان، وتشيع روح التكافل الاجتماعي والخيري والديني على حد سواء.

الشهيد هو ذلك الذي يصل الى اعلى درجات الاحسان والايثار، حتى يصل به الامر ان يؤثر على نفسه ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) وهو في اشد العوز والحاجة الى من يؤثر عليه، ولكن مقومات نفسة، وسلوكيات روحه تدفعه لذلك، بل وحتى يصل به الامر الى ان يضحي بنفسه، وماله، واهله، لأجل تحقيق هدف المجتمع، والدين، والعقيدة!

تكالب الاحداث ومجرياتها، وزوبعة المنعطفات التي مرت بالعراق، اثرت على سير حياته، وواقعه سلبا، فالحرب العراقية الايرانية والتي استمرت لثمان سنوات، لم يسلم منها شارع او زقاق الا ونصب فيه مأتم، لشخص مفقود او بقايا جثة هامدة، او طفل راح ضحية القصف بين الدولتين،
لم تسكن الامور حتى عاد العام1991، ليدخل ابناء العراق والجنوب على وجه الخصوص الى دوامة القتل والفقدان لابناءهم مرة اخرى، في اجتياح الكويت وما خلفه من دمار، ليعود ابناء الجنوب يقتلون على يد ابناء جلدتهم في الانتفاضة الشعبانية، والتي كانت تروم للإطاحة بحكم صدام حسين.

2003 لم يكن على معزل من ذلك ايضا، بل اخذ حصته الكبرى، ولازال حمام الدم مفتوحا يوميا، فالكفاءات التي تم اغتيالها على يد الجماعات المسلحة، والانفجارات الدامية والتي طالت وتطال المدنيين العزل، والحروب الداخلية، والتعصب الطائفي الممنهج والذي تدعم الدول الكبرى بعض خلاياه، ومسلسل داعش الذي كلف العراق الكثير من الارواح والاموال والاراضي التي اغتصبت، واعراض انتهكت، ليكرر صوت حامي العرض والدين والوطن بالزئير، ليشمروا عن سواعدهم، وينهضوا للدفاع عما اغتصب، ليكلفهم ذلك دماءا زكية، وشباب بعمر الورود راحوا ملبي فتوى "الجهاد الكفائي" المقدس.

اساتذة جامعات كبار لاح صيتهم في بلدان الوطن العربي، ان لم يكن بعضهم يتربع في لائحة علماء العالم، تم اغتيالهم وربما حتى التمثيل بهم، ورجال دين ضحوا بحياتهم ولم يجدوا، لبعضهم الا اصبع وعمامة، وطلبة حوزة قضوا خلف سواتر القتال، وشباب لم يبلغوا الحلم حتى، واطفال التصقوا بأمهاتهم في محال الكرادة وغيرها، كل ذلك ولكن اخر المطاف نتيجة صادمة!
قبور هؤلاء تباع عليهم، لدفن رفاتهم؟ او حتى اصبحوا شهداء بلا رفاة!!



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google