حور العين بمنظور انساني واخلاقي لا ديني
حور العين بمنظور انساني واخلاقي لا ديني


بقلم: راجي العوادي - 11-03-2017
لم يأت بالقرأن الكريم أي تحديد أو إشارة إلى أن الحور هي النساء اللاتي خلقن خصيصاً لمتعة الرجال في الجنة ،،، هذا تفسير من الموروث القديم ومن الحشو بالإسرائيليات ،،، دعونا الآن ان نضع الحور على طاولة البحث ونناقشه, فقد وردت الحور أربع مرات في عموم صور القران الكريم هي :

سورة الدخان : [ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍعِينٍ ] آية 54

سورة الطور : [ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ] آية 20

سورة الواقعة : [وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ] آية 22-23

سورة الرحمن : [حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ] آية 72

فكلمة (حور) جاءت ثلاث مرات بالصورة المباشرة ومرة جاءت باضافة حرف الباء ( كذلك وزوجناهم بحور عين )

السؤال: هل حور العين بشر ؟! وهل من جنس الرجال ام النساء ؟! واذا كانوا نساء فقط , ما هي وظيفتهن ؟!هل هي محصورة بالجنس والمتعة ؟! فالحور اذا كانوا نساء هل هن من نساء الدنيا ام من خلق اخر وايهما افضل ؟! وإذا كان للرجال الحور العين فماذا للنساء؟ خاصة بعضهن يصلن الى درجة الاجتهاد ولكن لا يقلدن من المكلفين هل يعطون كل منهن احور ؟! في وقت يقال أن المرأة لا تشتهي وتطلب زوجاً غير زوجها ثم اذا لم يكونوا حور العين ليس بشرا فهل هن ملائكة ؟!... المشكلة في رجال الدين الذين يفسرون توظيف حور العين كنساء للرجال لطبيعتهم الشهوانية وأن الله لا يغرى النساء بما يستحين منه وفريق آخر يرد: الله يساوى فى النعيم بين الرجل والمرأة .

لقد خلقت هذه الأحادث عند عامة الناس صورا خيالية رومانسية عن الحور العين , ولكن للأسف هذه الأحاديث تعارض بعضها بعضا ، رجال الدين قدموا وظيفة حور العين الجنسية على حقيقتهم التكوينية ممن خلقن!! فحديث يقول خلقت حور العين من زعفران وحديث آخر يقول خلقت من تسبيح الملائكة ، وقول ثالث هو: إن حور العين خلقت من "خليط " من مسك وكافور وزعفران!! فيقول الطبري إنّهن خلقن من الزّعفران بينما يعتقد القمي أنهنّ خلقن من تربة الجنة النّورانيّة، أمّا التّرمذي فيقول إن سحابة أمطرت من العرش فخلقت الحور من قطرات الرحمة، ابن عباس يورد أن الله خلق الحوراء من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر ومن عنقها إلى رأسها من الكافور ,انظروا التناقضات في مسالة الخلق ؟! اليس كل هذه الأحاديث موضع نظر ولا يمكن أن يستدل بها على ماهية الحور العيّن ؟! كما أن الملائكة ليس فيهم ذكور وإناث لذا فان حور العين ليس من ضمنهم ، ولم يبقى لنا إلا القول بأن أصحاب تلك العيون الحور هم رجال ونساء من الدنيا ، أو هم رجال ونساء من الجن المسلم ، أو هم رجال ونساء خلقوا من جنس اخر إذ لا نعلم إلا ثلاثة أجناس هم الملائكة والجن والبشر , وعلى كل حال فإن كلمة "حور عيّن" يمكن أن تناسب أى واحد من الأقوال أعلاه لأنها وصف للعيون بغض النظر عن المادة التى خلق منها صاحب تلك العيون الحور الواسعة، فالكلام هنا عن النشأة [أى الصورة] وليس عن أصل الخلق [المادة].

لقد اختلف الفقهاء في قضيّة خلق حور العين وذهب فريق منهم إلى أنهن نساء هذا العالم اللواتي أجيز لهن دخول الجنة لإيمانهن وصلاح أعمالهن ، مصيبة هذا الراي جعل النسوة الصالحات خدم للرجال فهل هذه هي عقوبة ام مكافاة ؟! بينما اعتبر آخرون ومنهم العلامة الطبطبائي أن الحور العين ليست النساء الآدميات، وهناك خلاف حول الأفضلية للنساء الآدميات ام للاخريات ؟!

انا في اشد الغرابة من شغف رجال الدين بالجنس في الدنيا فتعدى الامر الى الاخرة !! فهل يوجد جنس بالجنه ؟! مثلا عقود نكاح وعقب من الذرية يقولون رجال الدين نعم ...عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا اشْتَهَى " رواه الترمذي برقم 2487 ، والدارمي برقم 2712 ، وأحمد برقم 11339 . وابن ماجه برقم 4329

انظروا المرويات واحكموا ... الحور العين في غاية الجمال حتى إن مخ ساقيها ليرى من تحت الثياب – ابو هريرة الدوسي ... لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ " رواه البخاري برقم 3014... عن أنس عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459... وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ؟! قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ " رواه أحمد برقم 18509 ، والدارمي برقم 2704 ....انظروا المصيبة في تاويل القران اكريم ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قالوا شغلهم افتضاض الأبكار...الله اكبر على هذا التفسير الذي يخدش الحياء!! لم يكن لهؤاء الصالحين من اعمال لله على نعمة الجنة من شكر وثناء وحمد غير افتضاض الابكار وكانما افتضاض الابكار هي اوليات الاعمال في الاخرة كما هي اوليات الصلاة في الدنيا ...سبحان الله هل يتقبل هذا الراي عقل رشيد ؟! انظرا الفاجعة الاخرى وقال ابن عباس في رواية عنه في شغل فاكهون أي بسماع الأوتار(ما شاء الله غناء ومسيقى) وقال أبو حاتم لعله غلط من المستمع وإنما هو افتضاض الأبكار ( ابن كثير 3/ 564 ) هذا كلام تصوري لا يليق بمكانة جنة الخلد !! فبعد هذه الاراء الغريبة لا تستغربوا من الخيال الجنسى للتنظيمات المتطرفة (داعش) اليوم بشعارها "الانتحار فى سبيل الفوز بـ"اللؤلؤ المكنون"واعتبرت تذوق الجمال مرهونا برائحة الدماء ومنظر الرؤوس المجتزة «داعش» يذبحون على صيحة «الله أكبر» ويقتلون الناس على نواياهم ويستعبدون النساء إرضاء للهوى، ويسلبون عقول الشباب المرتبك بمنحهم صكوكا جاهزة للغفران واللذة: اقتل ولك الجنة جاهد ولك اثنتان وسبعون من الحور العين، انتصر وستكون الخلافة وعليها عرض مميز بعدد من السبايا.

مسكينة بعض نسوة المثلث الغربي في العراق سبية فى الدنيا وتنافسها الحور العين على قلب رجلها فى الآخرة».. هذه واحدة من أكثر الخيالات تشاؤما فى عقول بعض الحائرات من النساء، لكن الإنصاف يستدعى أن نناقش هذا التساؤل فى إطاره الإنسانى، وليس الدينى، فكثيرة هى الروايات والتفاسير التى اختلفت حول «الجائزة» التى تنالها المرأة الصالحة فى دار البقاء، لكن الشق الإنسانى هنا يجعلنا ننتبه لأن حيرة النساء قد تكون مدفوعة بـ«الغيرة» وهى فعل بشرى طبيعى لا حرج فيه ما دام لم يتحول إلى حركة وفعل، حتى اللاتى اقتنعن بأنهن «مجاهدات بالنكاح » يحق لهن هذا التساؤل وهذه الغيرة، ويناقش جزء من الملف الذى بين أيدينا، تلك الأفعال البشرية دون أن يكون مجبرا على تقديم إجابات جاهزة أو وعود لا يستطيع الفعل البشرى وحده أن يفى بها.

نعود الى الراي المنطقي والعقلائي لفهم كلمة حور ونسلط الضوء قبلها على كلمة زواج التي تختلف عن كلمة نكاح فالعلاقة الجنسية بين الرجل المراة اشار لها القران الكريم بالنكاح , اما كلمة الزواج فهي لا تتعدى الا الاقتران والمشابهة اي أن المقصود بالزواج هنا هو الاقتران كما في معاجم اللغة، فتكون قرينتها بمعنى مصاحبتها ومؤنستها فتكون وزوجناهم بحُور عِينٍ } أي: قرنّاهم وأصحبناهم، ولذلك عُدي بالباء والحور: جمع حَوْراء، وهي الشديدة سواد العين، والشديدة بياضها، والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العَين،

قال البيضاوى فى انوار التنزيل واسرار التأويل : { وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } قرناهم بهن ولذلك عدي بالباء، والحوراء البيضاء والعيناء عظيمة العينين، وتعدَّت بالباءلانه ليس بالضروري العملية إلجنسية ؛ لأننا في الآخرة سنُخلق خَلْقاً جديداً غير هذا الخَلْق الذي نعيشه، بدليل أنك تأكل في الجنة ولا تتغوَّط.

اليس سنة الحياة الدنيا التناكح بين الرجال والإناث، وحكمة الزواج فيها التوالد وضبط الأنساب، وهذا غير حاصل في الآخرة لعدم التناسل، إذ موازين الآخرة مختلفة عن موازين الدنيا؟!

كيف يحل هذا الاشكال فقد اطلعنا على راي يقول ان الحوريات ليس من نساء الدنيا في حين نجد كلام للنبي الاعظم (صلى) خلاف ذلك وقد سألت أم سلمة النبي (ص) فقالت: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، الْمَرْأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَيَمُوتُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لِأَيِّهِمَا تَكُونُ ؟ فَقَالَ ص: يَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَيَّرْ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيْرَهُمَا لِأَهْلِهِ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ. (الأمالي للصدوق ص 498)

وأما التي لم تتزوج في الدنيا فقد تكون زوجة لأحد المؤمنين في الجنة (لا عنوسه )اما التي لا ترغب بالزواج فلا نعرف هل تجبير عليه ؟! إذ ورد أن للمؤمنين العديد من الزوجات الآدميات والعديد من الحور العين...وهذا قول للنبي (صلى) غير ما رد سابقا فعن النبي (ص) : أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَحبَسَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فِي الدُّنْيَا .. (الاختصاص ص352)...اذن كيف تحل هذه الاشكاليات والاراء المتناقضة في المرويات ؟! اين الصح فيها حتى نعتمده؟!



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google