سيرة رجل معطاء
سيرة رجل معطاء


بقلم: نور الدين الخليوي - 11-03-2017
رجل معطاء افنى عمره لنيل حقوق الشعب العراقي، بذل الغالي والنفيس في سبيل احقاق الحق، لم يتوانى ابدا في نصرة المظلوم والدفاع عنه، فهو رجل بأمه ملئ الدنيا علما وعملا فعانق الشهادة بعد مسيرة جهاد وعلم غير الاعراف و طبعتها بطابع الحق.

نحن بصدد شخصا له دين برقبة العراقيين جميعا من جنوبه حتى الشمال، سليل مرجعية النجف ولد في بيت عز وشرف مليء بالعلم، بزغ فجرة منذ صباه حضي بمكانة رفيعة في الحوزة الدينية وهو بريعان شبابه، درس العلوم الحوزوية وهو في مقتبل العمر، له عطاء فكري كبير مستمد من تعاليم الدين وافكار المرجعية آنذاك، عرف بورعه وزهده وعبادة سمي الخلق هادئ المزاج رقيق النبرات والملامح.

كان متصدي للسياسة نقي النفس فيها وذلك من اندر الاشياء، فالسياسة معروفة بالمكر والخداع والتحايل على الأخر، لم تكن هذه الصفات لديه بل كان زاهد بمغرياتها ومناصبها، متحمسا لخدمة الاخر واصلاح الحال، لم يكن يطمع بشيء زائل ولا يحلم بسلطة وجها، كان تصدية لهذا العمل ابان حقبة عرفة بالأخطر زمنيا حسب النظام الماسك على مقاليد الحكم آنذاك، في فترة أعتى زمر الاجرام كانت تحكم العراق، حكم لم يسلم من بطشه احد ولم يبقي لاحد من معارضيه باقيه.

عاصر ذلك الحكم حكم البعث الصدامي صاحب النظام الشمولي، الذي لا يقبل بغير نفسه ولا يتحمل من يعارضه، فلم يستسلم لهم رغم ما عانى منهم في نفسه واهله، من قتل و اضطهاد وتهجير وتعذيب، فقد مورس به و باهله اشد انواع القتل والتعذيب، فقتل منهم ما يقرب من ثمانون شخصا بغير ذنب فقط لانهم من اسرته، فرغم ذلك كله لم يتوانى ابدا عن مشروع ابتدأه بمعارضة ذلك النظام، فلقد عرف بمواقفه البطولية و نضاله الدائم ضد الطاغوت، ويعد من اوائل من انشئ المعارضة العراقية، وثبت جذورها في انفس من قارعوا البعث حينها.

بعد سلسلة من الجرائم بحقه واهله، التي لم تثني من عزيمة حيث كانت رباطة الجأش والعظمة السمة التي ظهرت عليه، التي كان احد اهم اسبابها ان هذا الشخص و مرجعية وأنصاره، يشكلون الخطر المحدق بسلطة البعث، أضطر الى الهرب من بطش صدام واعوانه الى خارج العراق، متنقلا بين الدول ينشر جرائم البعث بحق الشعب العراقي في كل الدول، اين ما حل ورحل، اسس ابرز واهم التشكيلات الجهادية التي دخلت الكثير من المعارك ضد زمر صدام، وانشئ ايضا احد اهم المجالس السياسية المعارضة للحكم داخل العراق، والذي ضم الكثير من وجهاء وشخصيات العراق.

لم يفنى عزمه وما كلت عزيمة حتى تحرر العراق من الحكم الصدامي، ليعود بعدها ويحط الرحال في العراق وفي مهده و لحده النجف الاشرف، عائدا بفكر قيادي لدولة مؤسسات ونظام ديمقراطي يكفل للشعب حقوقه، فما كان بقائه في العراق الا قليلا، لتكون جائزة سيارة مفخخة وضعت له عند محراب جده امير المؤمنين، الذي كان محط نزوله و القائه لخطبة الجمعة فيه، فكانت اول مفخخة ذهب هو ضحيتها، رضوان الله تعالى عليه لم يبخل على العراق والعراقيين بشيء ابدا، له منزلة في قلب كل عراقي شريف، فخلد بفكره و نضاله و مشروعه الذي يسير به بقية السيف من عائلة هذا اليوم.

النتيجة ذلك الشخص المعطاء اية الله السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، النجل الخامس لمرجع الشيعة الاعظم السيد محسن الحكيم (قدس) وقتها، مواليد الخامس والعشرون من جمادى الاول لسنة ثلاثة مائة وثمانية وخمسين والف للهجرة، رجل قل نظيرة في يومنا هذا، لم تمهله ايادي الغدر حتى يكمل ولو القليل من مشروعه، فرحمه الله



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google