مرآة آثام القرون!!
مرآة آثام القرون!!


بقلم: د-صادق السامرائي - 12-03-2017
هذا الصباح تقول الأخبار , أن الحكومة الفلانية قد وضعت السَنة الماضية في ظهر المرآة , وأخذت تنظر إلى سلوكها بمرآة العام الجديد!!

فتحيرت من الخبر , لأننا أقوام نلطخ مرآة وجودنا بالآثام , ولا نمتلك طاقات نفسية وروحية وسلوكية لوضعها في ظهر المرآة , وإنما نبقى نحدق فيها جيلا بعد جيل , ونبني عليها ونطورها , ونجعلها رافدا لخيالنا الممعن في التحليق برموزها إلى فضاءات لا بشرية , ونصنع من أنفسنا عبيدا لأوهامنا المتعاظمة.

والأمثلة عديدة ومتكررة في مسيرتنا الطويلة , ويصعب أو يستحيل علينا مبارحة هذه النمطية السلوكية الجاثمة على صدورنا , والمُعطلة لتفكيرنا والحاجبة لرؤيتنا المتناغمة مع زمنها.

فنحن ننبش أطمار التأريخ ونأتي بأسلابه ونتمرغ بها ونعظّمها ونحوّل أصحابها إلى مخلوقات إلهية لا تمت إلى البشرية بصلة أو تفاعلية , وكأنهم لم يدفنوا في التراب , ولم تتحول عظامهم إلى رميم , وإنما هم أحياء فاعلون في حاضرنا ومستقبلنا ويقررون مصيرنا , ويتسببون في صناعة مشاكلنا وتحقيق نواكبنا الشنعاء.

وما يجري في واقعنا نسخة مشوهة لحالات منقرضة متصورة على أنها هكذا أو يجب أن تكون كذلك , وإلا فعلى الحياة أن تنتفي والزمن يتوقف , والجحيم يتأجج.

وفي هذا السلوك السلبي التراكمي تكمن نظرتنا المشوّهة لما يرتبط بوجودنا , وهويتنا الإنسانية وقيمتنا الحضارية والتأريخية.

فكأننا مجتمعات المرايا المشروخة المشوهة التي تمنعنا من رؤية ملامحنا بوضوح وصدق وشفافية.

ووفقا لذلك تكون تصرفاتنا وتفاعلاتنا اليومية المؤججة بوقود أصحاب المصالح والغايات المتنوعة , مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة وويلات مريرة.

فهل سنرعوي وننطلق من الآن إلى الغد , ونتحرر من سلطة كان , وقيمومة مضى وما إنقضى؟!!
علينا أن نتساءل ونبصر بعيون العقل , ونتعرف على بديهيات الأمور قبل أن نلفى كلَ تميمةٍ لا تنفع!!

د-صادق السامرائي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google