بقلم: عزيز الخزرجي -
12-03-2017 أوصي إخواني و أصدقائي المثقفين و الباحثين عن الحقّ في كل مكان, بعد ما كثرت الكتابات و الخطابات التراكمية التكراريّة و هرمت المساجد و المراكز البحثيّة و إنتشر الفساد و الكسل و الكتب التكرارية و تمدّد التسطح الفكري, و إمتلأت البطون بآلمال الحرام الذي لا يُغني و لا يُسمن من جوع, بسبب تسلط الأنظمة الجشعة و السياسيين الظالمين أنصاف المثقفين, و بياناتهم الوصفية التي أكثرها لا تعدو أن تكون تقارير عن الواقع مع نقل الأخبار و التعليق عليها بحسب ثقافتهم (النّصفيّة), لذا أوصي جميع أخواني و أصدقائي المثقفين بأنْ:
[لا يَطمَئِنّوا لبلدٍ يُقتل فيه الأئمة و الفلاسفة و يُشرّد منه المثقفين؛ لا يُداهنوا حكاماً لا ينصفون الناس بآلحقوق و يقتلونهم من الجوع؛ لا يُجالسوا أنصاف العشاق؛ و لا يصادقوا أنصاف الأصدقاء؛ لا يقرؤوا لأنصاف الموهوبين؛ لا يعيشوا نصف حياة؛ و لا يموتوا نصف موت؛ لا يختاروا نصف حلّ؛ و لا يَقِفوا في منتصف الحقيقة؛ لا يحلموا نصف حلم؛ لا يتعلقوا بنصف أمل؛ إذا صَمَتّم.. فاصمتوا حتى النّهاية؛ و إذا تكلمتم .. فتكلّموا حتى النهاية؛ لا تصمتوا كي تتكلموا؛ و لا تتكلموا كي تصمتوا.
إذا رضيتم فعبّروا عن رضاكم؛ لا تصطنعوا نصف رضا؛ و إذا رفضتم .. فعبّروا عن رفضكم،
لأن نصف الرفض قبول .. ألنصف هو حياة لم تعشها، و هو كلمة لم تقلها، و هو ابتسامة أجّلتها، و هو حبّ لم تصل إليه، و هو صداقة لم تعرفها؛ النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك؛ و هو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك.
النصف هو أن تصل و أن لا تصل؛ أن تعمل و أن لا تعمل؛ أن تغيب و أن تحضر؛ النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت .. لأنك لم تعرف من أنت؛ النصف هو أن لا تعرف من أنت .. و من تحب ليس نصفك الآخر .. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه.
نصف شربة لن تروي ظمأك، و نصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، و نصف فكرة لن تعطي لك نتيجة النصف هو لحظة عجزك و أنت لست بعاجز .. لأنك لست نصف إنسان.
أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة، و ليس كي تعيش نصف حياة ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك .. بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك .. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله .. بل إلى ما لا يقوله, إملؤوا منتدياتكم الفكريّة المباركة بآلمحبة و التفاؤل و التجديد المستمر في مختلف شؤون الفكر].
لكن تحقيق ذلك يحتاج بآلأضافة للتجديد و آلعلم و تفعي العقل الظاهر .. إلى إتصال مباشر بآلله عن طريق العقل الباطن, و صفاء في القلب, و صدق مع الذات - أيّ قتل الذات.
عزيز الخزرجي
https://www.facebook.com/AlmontadaAlfikry
