كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا
كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا


بقلم: ماجد عبد الحميد الكعبي - 14-03-2017
هل يعقل ان ينزف عدد هائل من شبابنا الابطال دما في سوح الوغى دفاعا عن البلاد والعباد ، أولئك الذين حُرم معظمهم من نعمة التعليم دون ان يكون لهم ذنب في ذلك ، فدفعت بهم الاقدار الى ان يعيشوا على السواتر الترابية تحت الشمس الحارقة صيفا وفي ظل البرد القارس شتاء ، وفي الوقت نفسه يعيش قسم كبير من شبابنا مسترخين في أروقة الجامعات باحثين عن اللهو لاهثين وراء الصيحات في الأزياء ، معتكفين على أجهزة الهواتف الذكية يتناقلون فيما بينهم النكات والتعليقات غير المحتشمة. من المسؤول عن تجهيل هؤلاء ومسخ دورهم الاكاديمي؟

كلاهما لا ذنب له ، انما نحن المذنبون

ايهما اقسى واشد بأسا على شبابنا، الموت والعوق والخوف والرهبة والبعد عن الاهل والخلان ام الدراسة والجد والالتزام بمناهج وقيم اكاديمية صحيحة؟ فلماذا نقسو على أولئك فنجحدهم ونتسامح مع هؤلاء ونترك لهم الحبل على الغارب ، يسرحون ويمرحون؟ ( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)ٰ.

اليوم في جامعة البصرة رأيت طلابا مسترخين باحثين عن اللهو والمتعة واقتناص الفرص حيث تحولت المكتبة الى مكان للاستجمام والراحة وقضاء الوقت مع الزميلات والزملاء باحاديث شخصية. رأيت اليوم وقد تحولت قاعة المطالعة في المكتبة المركزية الى قاعة مصارحة حيث ينشغل الطلبة باحاديث جانبية شخصية تهين المكان وتحتقره. نعم لقد تحولت أروقة الجامعة الى مكان لاستعراض الأزياء والتعارف بإحسان !

لماذا تتحول الجامعة الى مكان للتنزه واستهلاك الوقت ؟ ولمصلحة من ان يكون كل ذلك الخراب في القيم العلمية والأعراف الاكاديمية بهذا الحجم ؟


لقد تحولت الجامعة الى مدرسة ثانوية مختلطة بمناهجها وطرق تدريسها ولم تعد مكانا للرهبة العلمية ومنبعا للقيم والأعراف الاكاديمية واصبح أصحاب الكفاءات فيها منطويين على ذواتهم بعدما علا صوت الجاهل في المكان. والغريب ان الأساتذة والطلبة والموظفين كلهم يشكون، المسؤولون والاداريون انفسهم يشكون أيضا من تدني القيم والأعراف الاكاديمية وتدهور المستوى العلمي وكأن الجامعة قد أصيبت بفايروس الشكوى المعدي الذي لا تعرف أسباب انتشاره.

شكليا تنعم الجامعة بمظاهر الرفاهية وثقافة الاستهلاك حيث أزياء الطلاب الجميلة وصيحات المودة الحديثة .عمليا لا يوجد علم ولا معرفة. تعليمات وخطط دراسية صارمة على الورق ولكن لا اثر لهما على ارض الواقع. الانفلات والتسيب والعشوائية هي التي تسود على المكان حيث تسمع في كل مكان عبارة : (اني شعليه ، هي خربانه )

هذه صورة من صور التدهور القيمي والعلمي الذي تشهده جامعاتنا ونحن ننظر باعين حيرى وايدينا مكتوفة، لا نستطيع ان نقدم شيئا سوى هذه الكلمات عسى ان تجد بابا مفتوحا واذنا صاغية في زمن الطرشان. ولا ذنب لهم ، انما نحن المذنبون



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google