طروحات خطيرة في ورقة التسوية السنية
طروحات خطيرة في ورقة التسوية السنية


بقلم: خضير طاهر - 15-03-2017
كُتبت ورقة التسوية السياسية التي قدمها ( سنة ) العراق ) ونشرتها الصحف .. كُتبت بروح وعقل البحث ( عن المكاسب وليس المشاركة الوطنية ) فهي ركزت على المطالب ومحاولة حصد أكبر قدر ممكن الأرباح من الطرف الآخر الشيعي وانها بهذا التوجه والنفس الساعي للظفر بالغنائم تكتب شهادة فشلها وموتها بيدها .. علما لقد أغفلت الورقة أمراً هاما وهو ان قرار الشريك الشيعي ليس بيده ، بل بيد الراعي الإيراني .

تضمنت الورقة المنشورة العديد من الطروحات المثالية المستحيلة التطبيق في ظل مجتمع متخلف وطبقة سياسية فاسدة ، وغياب تجربة سياسية وطنية حقيقية كالمطالبة بدولة المواطنة والمساواة ، وأيضا المطالب الخطيرة التي تتعارض مع قناعات الاكثرية المطلقة من الشيعة والكورد.


لعل أخطر ماورد في الورقة فقرتان :

الأولى - تطالب بتعويض المتضررين ماليا معنويا من حدث تغيير النظام عام 2003 .. ومعنى هذا تعويض كافة أزلام نظام صدام من المجرمين ومن بينهم عائلته وإعادة القصور والممتلكات والأموال التي سرقوها من أموال الشعب والإعتذار منهم.


الثانية - فقرة تطالب بحق ( مقاومة الإحتلال ) وإزالة آثاره السياسية والقانونية .. وهذا يعني إجبار الشيعة والكورد على إعتبار نظام صدام كان وطنيا عادلا وعملية إسقاطه خاطئة ، وبالتالي شرعنة جرائم القتل والسماح بالتفجيرات والمفخخات لقتل الشيعة والكورد بحجة تعاونهم مع ( الإحتلال ) وكذلك العفو عن جميع مجرمي القاعدة والبعث لأنهم كانوا يقاوموا ( الإحتلال ) . اما المقصود بإزالة أثاره ( الإحتلال ) السياسية ..فالمعنى واضح وهو إعادة السلطة لحزب البعث والسنة والرجوع الى نقطة الصفر !


يبدو سنة العراق متشجعين بأجواء الإدارة الأميركية الجديدة وتحفزوا الى رفع سقف مطالبهم ، لكن لنفرض حصلوا على بعضها وشاركوا الشيعة بالسلطة .. السؤال هو : الى متى سيستمر دعم أميركا لهم ، فالعلاقات الدولية ليست ثابتة وهي محكومة بالمصالح ، وهل يوجد مستقبل على المدى الطويل للعيش المشترك بين الشيعة والسنة ؟

من ينظر للمشكلة بمنظور واقعي إستراتيجي يجد إستحالة العيش المشترك بين الشيعة والسنة بسبب إنعدام الثقة وغياب الرؤية الوطنية المشتركة ، وبحار الدماء التي سفكها مجرمي السنة بقتلهم المساكين الشيعة .. والحل الأمثل للطرفين هو التوطئة أولا بإقامة الفيدرالية ، ثم بعدها الإنفصال وإستقلال كل طرف وإقامة دولته ، فالعراق لن يعود كما كان ، وابناء كربلاء والنجف والبصرة لايشعرون بالإنتماء الى الرمادي وتكريت والموصل ، وكذلك أبناء هذه المدن لايشعر بالإنتماء الى كربلاء والبصرة .. لذا لابد من الإفتراق عاجلا أم آجلا .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google