الحج إلى واشنطن
الحج إلى واشنطن


بقلم: علي السيد جعفر - 16-03-2017
مع تسلم الرئيس الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، تشهد العاصمة واشنطن سباقاً دولياً محموماً للقاءه، معرفة نواياه، سياساته بعد حملة إنتخابية صاخبة بتصريحات أثارت مخاوفاً كبيرة حول طبيعة توجهات الرجل المستقبلية خاصة تلك المتعلقة بملفات شرق أوسطية شائكة، الحرب على الإرهاب، الأزمة السورية، ومفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة، الهجرة، الإسلام، وملف إيران النووي، زياراتٌ لإستكشاف أجواء الولايات المتحدة مابعد الرئيس أوباما، كلٌ يريد إستخلاص، وإقتناص أهدافه، الإعلام السعودي، ولأيام عدة "يفاخر" بإستقبال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن كأول مسؤول خليجي يلتقيه الرئيس الجمهوري في مكتبه البيضاوي، الطابع الاقتصادي، وإن كان الأبرز في زيارة الأمير السعودي، والتي أبدى الأبيض دعمه لتطوير برنامج مشترك جديد يركز على الطاقة والصناعة والبنية التحتية والتكنولوجيا وينطوي على استثمارات قد تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار في السنوات الأربع المقبلة، لم يحجب أهمية الشق السياسي للزيارة، التخوف المشترك من خطر، وتهديد طهران الأمني على المنطقة، والذي أتفقا على خطورته، قانون جاستا "العدالة ضدالإرهاب"، والحملة اليمينية في واشنطن ضد المملكة التي أسهمت بشكل كبير في تعكير أجواء العلاقات التأريخية بين البلدين في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.

عراقياً، يلتقي الأسبوع المقبل الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ملفات الوفد تبحث عن ديمومة التعاون والدعم الأمريكي السياسي، الأمني، والاقتصادي الكبير لعراق مابعد داعش وإستمراره، زيارةٌ بالغة الأهمية، تستشرف وضع العراق في خارطة سياسة الرئيس ترامب وفريقه، "إنكم شركاء أساسيون لنا وستجدون دعماً قوياً و راسخاً"، بهذه الكلمات ختم الرئيس الأمريكي دعوته، لكن، لن يكون دعماً غير مشروط هذه المرة، التوافق الداخلي، والوصول لمصالحة وطنية حقيقية بين المكونات، تشعر الجميع بالمواطنة والإنتماء ضرورة، تمنع، وتحول دون ظهور تنظيمات إرهابية، هزات إجتماعية كبيرة، ملايين النازحين والأراضي المستلبة تذهب بكم المساعادات المطلوبة إذا ما أقرت، وبدأ تدفقها، شركات إستثمار، أموال، خبرات كبيرة، ودعم سياسي في مهب ريح صراع، وإقتتال داخلي، تساؤلات واشنطن كبيرة، كما رزمة مطالب الوفد العراقي، عن طبيعة علاقة بغداد بطهران، ومدى تدخل الأخيرة في الشأن العراقي، عن دولة عراقية تتوسل، وتلزم الجوار بعدم التدخل ورجالها يتدفقون عبر الحدود دفاعاً عن نظام بشار الأسد، على بغداد أن تدرك أهمية علاقة بلاد منهكة بالولايات المتحدة، "حتمية" أن نكون لحظة صفاء ذهني حليفاً للقوة الأولى عالمياً.



علي السيد جعفر
[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google