بقلم: د . عبد علي عوض -
17-03-2017
لستُ متخصصاً بتاريخ حضارات وادي ألرافدين، لكن ما أخزنه من معلومات متواضعة في ذاكرتي منذ مرحلة ألدراسة ألمدرسية، إضافةً إلى ألمطالعات ألخارجية، دفعتني إلى كتابة الموضوع ألتالي:
قبل أربعة أبام وفي 12/3 عُثِرَ في منطقة ألمطرية بألقاهرة على تمثال ضخم تحت ألأرض للملك ألفرعوني( رمسيس ألثاني)، ومنذ تلك أللحظة ألمصريون فرحون بتلك أللقية ألأثرية ألعظيمة...وأمس 15/3 أجرَت ألفضائية ألمصرية لقاءً مع د . وسيم ألسيسي (أخصائي بجراحة ألكليتين)، قدمته على أنه خبير(المصريات/ يعني خبير بحضارات مصر ألقديمة)، لاحظوا ألبعد ألشاسع بين إختصاصه ألعلمي وعالم ألأثريات ألقديمة!. وألشيء ألذي أثار إنتباهي هي تصريحاته ألتي لا تمت بصلة لواقع ألحضارات ألقديمة في وادي ألرافدين، كلها تزييف للتاريخ، حيث ذكرَ ألتالي:
1 – ذكرَ ألسيسي بأنّ ألحضارتين ألسومرية وألبابلية لم تقدما أي إنجاز للبشرية إطلاقاً، وأنّ قوانين حامورابي كانت تنص على ألقتل وألذبح فقط/ مع ألعلم هنالك فقرات في مسلة حامورابي تنص على أخذ حق الفقير المظلوم من ألغني ألظالم، ويُعاقب كل مَن يقطع نخلة لأنها رمز ألنماء وألعطاء... وقوانين ألمسلّة كثيرة، لا أستطيع سردها جميعاً/ ، بينما قوانين رمسيس ألثاني، برأي ألسيسي، كانت تحمل معاني ألإنسانية وألتسامح... يعني، كان الملك الفرعوني داعية للسلام مثل عيسى ألمسيح، وأن تاريخه خالي من ألدموية، وهذا ألشيء منافي للواقع.
2 – كان السيسي يتكلم ويعتقد أن ألسومريين وألبابليين عاشوا في نفس ألفترة ألزمنية، إذ لا يُدرك بأنّ الفارق الزمني بين ألحضارتين هو عدة قرون، ويجهل أن أول تشريعات في وادي ألرافدين كانت تتمثل بقوانين ألملك ألسومري (أورنمّـو) قبل مسـلّة حامورابي بثلاثة قرون.
3 – يقول جرّاح ألكليتين أنّ إسم حامورابي يعني ( حمار أبي)! ... لو سَمِعَ عالم ألآثار ألعراقي ألدكتور( طه باقر) لرَدَّ عليه بألجواب ألمناسب، ولكن ألذي نعرفه ومتأكدون منه هو أنّ إسم حامورابي هو أكدي ويتكون من شطرين: ألشطر ألأول ( حامّو) ويعني ( ألمعلم ) والشطر ألثاني ( رابي ) ويعني ( ألكبير).
4 – لا ينطق ألسيسي بألحقائق ألتاريخية/ أما عن جهل أو تعمّد/ حول إنجازات ألسومريين وفضلهم على ألبشرية جمعاء، وألتي يمكن ذكر بعضها:-
** إختراع ألعجلة ألتي لعبت دوراً كبيراً في مسيرة تطوّر ألمجتمع ألبشري.
** إبتكار طُرق ألأرواء للأراضي ألزراعية.
** ألحسابات ألرياضية ألتي تأكّد منها لاحقاً بأنها تتطابق مع حسابات( فيثاغورس) في ألهندسة وألرياضيات.
** تحويل أللغة ألسومرية من ألرمزية ( ألصوَر) إلى أللغة ألمسمارية.
5 – يذكر ألسيسي بأن ألفيلسوف ألإغريقي ( أفلاطون) قد عاش في مصر ثلاثة عشرَ عاماً... لا أدري بأية لغة كان أفلاطون يتكلم مع ألمجتمع ألفرعوني ... هل كان يجيد أللغة ألفرعونية!؟.
6 – ألمصريون عامةً وألمعنيون بتاريخ مصر ألقديم خاصةً، لا يريدون ذكر حقيقة تاريخية، ألا وهي أن ألملك ألبابلي ( نبوخذ نُصّر) قد إحتلَّ مصر ألفرعونية لمرتَين وجعَلها خاضعة إلى مملكة بابل... لأنهم يعتبرون تلك ألحقيقة مثلَبة وإنتقاص لتاريخ ألفراعنة!.
وأخيراً، أعتقد ومن ألضروري أن تقوم وزارة ألثقافة ألعراقية بإصدار كرّاس أو كتيّب، يستند إلى مؤلفات علماء ألآثار ألعراقيين، ومخصص للمصريين لغرض تصحيح معلوماتهم وعدم ألإستهجان بحضارات وادي ألرافدين.
