القبطان الشريف هو الذي يغرق مع سفينته
القبطان الشريف هو الذي يغرق مع سفينته


بقلم: سالم سمسم مهدي - 17-03-2017
تنوع مجالات الحياة ادى الى تنوع الاختصاصات والرغبات لدى البشر وعلى أساسها وجدنا تعدد النشاطات العلمية والاجتماعية والثقافية وغير ذلك كثير ويطول شرحها ...

هناك أناس وعلى وجه التحديد أولئك الذين من البلدان محدودة التطور يدفعهم طموحهم المرتفع واندفاعهم المشروع إلى ألتماس المعرفة والعلوم من أمصار بعيدة فيوفقون ويعودون مكللين بالغار في مسعاهم فتهيأ لهم هذه الفرصة الصعود في سلم الحياة ويتركون بصماتهم على حياة بلدانهم ...

وعلى وجه الخصوص اولئك الذين تنصب نشاطاتهم على الجوانب السياسية والاجتماعية لأن مثل هؤلاء تكون فرصة القيادة متوفرة لهم أفضل من غيرهم وأن كان هذا لا يخلو من الإستئناءات ...

الشرط الوحيد الذي يتحكم بهذه المعادلة هو التواجد والعيش وسط المجتمع المقصود لأن القيادة لا يمكن أدارتها من بُعد إلا في فترات قاهرة ويجب أن تنتهي بعد حين ...

صحيح ان غاندي بدأ نشاطاته السياسية من خارج الهند وبالتحديد من جنوب افريقيا ليدافع بصلابة عن الحقوق المهدورة للمواطنين الهنود وتحمل السجن والتعسف في سبيلهم وهو ما جعلهم يتطلعون إلى زعامته الموثوق بها ...

ولكنه لم يكتسب الشهرة التي وصل أليها إلا بعد أن عاد للهند ليبدأ ويتحدى بشجاعة الاستعمار البريطاني من خلال العصيان المدني الذي تحمل فيه الجوع والسجن والمرض والإرهاق في مسيرات طاف بها أرجاء الهند من أجل قضية شعبها ...

الشيء ذاته ينطبق على نيلسون مانديلا الذي أدار من سجون جوهانسبرغ نهضة شعب وأمه تحتل اليوم موقعاً متميزاً في القارة السوداء وإذا ما أردنا أن لا نبتعد كثيرا من المنطقة فأن الإمام الخميني أدار وبشر لثورته من العراق ولكنها أخذت بعداً كبيرا بعد أن عاد لإيران التي تثير أكبر جدل سياسي عالمي حالياً وتقلق دولاً شتى ...

أذن القائد السياسي لا يمكن له أن يبرز ويكون محل احترام وقبول إلا إذا كان بين صفوف شعبه حاله حال الكاتب والأديب الذي ليس بمقدوره أن يبرع إلا إذا كتب بلغة قومه وتقبل أبناء شعبه ما يكتب عندها تتسابق الدول إلى ترجمت مطبوعاته ...

فالقيادة فن وممارسة وسلوك وتضحية وشجاعة وعزة نفس بعيده عن الضعة والمطامع الدنيئة التي اذا ما انساق ورائها من يطمح بموقع القيادة ثم يركض خلف شهواته المادية والمصلحية البعيدة تماما عن مبادئه التي يتغنى باسمها عندها يصبح كل ما كان يدعيه مثاراً الشكوك ...

الشيء ذاته ينطبق على قبطان سفينة يهجرها طلبا للنجاة حالما تتعرض لحادث فيتركها تتأرجح بين الأمواج العاتية ليبتلعها اليم فيفقد كلمة الشرف التي عاهد بها الناس ونفسه وأن مثل هؤلاء لا يستحقون المسك بالدفة وهذا ما عليه السياسي الذي يضع الربح المادي هدفا بديلا عن شرف خدمة الوطن .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google