بارون كردي محتال ينصب سفراء باسم الصحافة والادب والشعر العربي
بارون كردي محتال ينصب سفراء باسم الصحافة والادب والشعر العربي


بقلم: د يوسف الاشيقر - 18-03-2017
ما لايعرفه احد ولم انشره لحد الان هو انني بينما كنت اعد ذلك التحقيق وصلني خبر ان ذلك المحتال سيلتقي برئيس الوزراء نوري المالكي في اليوم التالي, وقد نصحني عدد من الاصدقاء بان اؤجل النشر ليوم واحد فقط حتى يكون المالكي ايضا ضمن المنصوب عليهم وبالتالي نضرب عصفورين بحجر! اي نكشف المحتال ونفضح المالكي بنفس الوقت باعتباره "انضرب زوج دولي". كان جوابي للناصحين: لو كان هذا المحتال تاجر مخدرات او تاجر نساء فساؤجل النشر كما تقترحون ولكن لانه نصاب ومحتال فلقائه برئيس وزراء العراق هو اهانة واستغباء لنا جميعا. والرجل سياخذ صورا مع المالكي ويحتفظ بها وربما سيتفاخر يوما بالمستقبل ويقول: انا نصبت على بلد كامل من الاغبياء من صحفييهم حتى رئيس وزرائهم. فنشرته بالحين واتصلت برئاسة الوزراء لابلاغهم عاجلا بالامر. وردني بعدها ان الخبر وصلهم برئاسة الوزراء بينما كان "السفير" امين خان وشلة من المخدوعين العراقيين المرافقين له بمكتب السكرتير وعلى وشك اجراء المقابلة مع المالكي. وبفضل تبليغي لهم قاموا بطرده بسيارة اتجهت به مباشرة الى المطار وتم تسفيره بيومها. ولم يشكرني احد لليوم على تلك الومضة التي حفظت ذكاء ونباهة العراقيين ومنعت كارثة تاريخية من الحدوث. وانتهى الامر حينها.

الجديد بالموضوع

لاحظت خلال الايام الماضية على الفيسبوك انتشار مفاجئ لظاهرة "سفير الاطفال" و "سفير الاعلام العربي" و "سفير الادب العربي" و"سفير الصحافة" و "سفير الديمقراطية" و "سفير الشعر" ووو,,, وما شابه ذلك من القاب وهمية يطلقها البعض على انفسهم ومعززة بشهادات ذهبية تبدو جميعها جديدة ومن مصدر واحد. وعندما ادخل لحسابات هؤلاء السفراء من مثل الشيخ الاستاذ XXX واجد كم الاغلاط اللغوية بمنشوراته اتعجب ان يكون هذا الشخص مع كل احترامي وتقديري له كشخص سفيرا للصحافة او الادب العربي! ومع تتبعي لمصدر هذه الشهادات والالقاب وجدتها تلتقي جميعا عند السيد عباس خليل يعقوب المندلاوي كمصدر وقائد لكل هذه الشهادات والالقاب. وهو عراقي كردي او تركماني كما يبدو. وبالبحث عنه وعن منشوراته وجدتها متوسطة الى عديمة القيمة بمعظمها, مع انه يطلق على نفسه لقب "بارون" و "رئيس سفراء العالم" وله امتدادات بلبنان واليمن ومصر والاردن وربما اماكن اخرى. فهل هو خليفة او مقلد للباكستاني أمين خان الذي تخلصنا منه ومن افاعيله سابقا, ام انه مغامر ومبتدع جديد؟

بتتبع تاريخ السيد كاكا بارون عباس وجدت انه ومنذ سنة او اكثر ابتكر موضوع "قمة منظمات المجتمع المدني" وصار يصدر شهادات والقاب ومؤتمرات و"قوافل دعم للنازحين" مثيرة للسخرية. ولكنه منذ شهر 8 الماضي انتقل الى عالم تعيين السفراء والوهميين (ويا ريت كان واحد منهم يستاهل!) وملأ نصف صفحات الفيسبوك بسفرائه المضحوك عليهم, وبدأ هؤلاء "السفراء" بالتنظير والمبالغة وتصور انفسهم فعلا عباقرة زمانهم, وصاروا يتكرمون علينا بتنظيراتهم التي وصلت السماء, وبدؤوا يقابلون السفراء الحقيقيين والنواب والوزراء ورؤساء الجامعات,,, ووصل النصب الى رئاسة الوزراء وجر حتى حيدر العبادي للفلم!


اسماء كثيرة تم تقليدها هذه الالقاب وتبنتها وامنت بها وتصرفت على ضوئها, او تم الالتقاء بهم رسميا تحت هذه المسميات الوهمية كوزراء ورؤساء جامعات, تحت رهبة او عنفوان او سحر من يمكن ان يحملوها ووصل العدد خلال الايام الماضية للمئات الذين لا استطيع حصرهم. ومنهم:

- عدد محدود من الاسماء المثقفة الراقية التي نابى عليها ان تزج نفسها بهذه المهزلة.

- عدد كبير من اشباه المثقفين والمغمورين وصيادي الفرص.

- الفنان العراقي هاشم سلمان؛ سفير الطفولة الذي بدأ وللاسف يتوهم نفسه ذلك.

- الصحفي اللبناني زكريا فحام؛ لابس الدور ويقول: "انها مسؤولية كبيرة القيت على عاتقي" !!!

- المغنية الكويتية شمس؛ سفيرة سلام ولازالت مصدقة وتلعب الدور

- واسماء متنوعة اخرى من هنا وهناك لا يجمعها بالتاكيد الابداع ولا التميز بحقلهم الفني او المعرفي وانما حبكة الحيلة!


اين الخطأ؟

الى هنا والمسالة لا اشكال قانوني واضح بها سواء عراقيا (كما اتصور) او عالميا. فالبارون عباس او انا او انت او اي شخص اخر او مؤسسة يحق لنا جميعا ان نصدر وثائق لشخص اخر نقول بها او نمنحه بها لقب: سفير, وزير, بابا, مرجع, عميد, امير, شيخ, قنصل, حجة الله, اية الله, خليفة, ملك, امبراطور, الاه, نبي, باشا, دكتور, مهندس, لواء, محامي, عمدة, مختار,,, او غيره. فمالذي يمنعني او يمنعك او يمنع جناب البارون من اصدار وثائق شخصية فخرية غير رسمية ولا ملزمة عن عمل ذلك؟ ولا ندخل حيز المحظورات الا اذا ارتكبنا خطأ جرميا مصاحب لذلك كالكذب مثلا! ومن مراجعتي للوثائق والمنشورات التي اصدرها البارون وجدت الاشكالات والمخالفات القانونية التالية التي قد تصل للجرم:

- تعيين السفراء الوهميين وبكل المجالات يتم من خلال رخصة منظمة مجتمع مدني باسم "مثقفي كردستان" صدرت عام 2013. فما علاقة مثقفي كردستان بتعيين سفراء للصحافة والاعلام والشعر العربي مثلا؟!

- يتنطح القائمون على هذه التمثيلية بانهم "اكبر داعم للصحافة والادب معنويا وماديا" وهذا كذب صراح.

- يدعون انهم سيجلبون دعما اجنبيا لهؤلاء السفراء ولبرامجهم, ويستخدمون اسم "الوكالة الامريكية للتنمية" او اسماء وكالات مشابهة زورا وبهتانا. فاذا كانوا يقصدون الوكالة الحكومية الامريكية الرسمية وصندوق دعم الديمقراطية الامريكي فانهم كاذبون ومدعون بلا جدال, اما اذا كانوا يقصدون وكالة وهمية مثل شهاداتهم والقابهم فهذا بحث اخر بالاضافة الى التلويح العلني بمنح وبعثات خارجية لم ولن تحصل ومكاتب وعلاقات وهمية.

- يهددون منظمات مجتمع مدني بالملاحقة بدعوى المبالغة والتزوير والتلاعب بالحقائق!! كانهم ملائكة وبعيدون عن اية مبالغة وتهويل! ويحذرون من يتحرش بهم ويكشفهم, ويهددونه بقائمة سوداء!

- جر عدد من المثقفين الى مشروع وهمي للنصب والاحتيال.

- بدؤوا يجرون اكاديميين وجامعات ومؤسسات مرموقة للوقوع بالكذب والترويج له, من اساتذة اكاديميين وكليات وجامعات وحتى رئيس جامعة بغداد.

- كاي مشروع للاحتيال فان القائمين عليه يختارون الفاظهم وكلماتهم بدقة وبشكل يوهم الاخرين.. فيقوم المنصوب عليهم (وبحسن نية على الاغلب) بتحوير هذه المصطلحات والمبالغة بها فيقعون هم بالمحظور ويفلت من خدعهم.

- يسرق القائمون على المشروع اغلفة صفحات من الانترنت وبطريقة فوتوشوب رخيص ويضعونها على صفحاتهم العديدة المكررة (وصلت الى اكتشاف 10 صفحات نت لهم ومئات من حسابات الفيس).

- يدعون انهم يعينون هؤلاء السفراء وفقا للفقرة 17 من قانون رئاسة سفراء العرب بامريكا لسنة 2006\2007 !!! ,, ولا وجود حقيقي لا لهكذا رئاسة او مؤسسة ولا لقانون وفقرات حاكمة له. الا اذا كانوا متداخلين مع مؤسسة نصب واحتيال دولي اخرى!؟


هل هذه هي نهاية القصة والفضيحة؟

بالتاكيد لا.

فمع ان جميع القاب وشهادات البارون التي يوزعها على الهبلاء ومواقع الانترنت التي يديرها, ومعظمها انشئت خلال شهر اذار الحالي, محبوكة بدرجة عالية من الاتقان ويصعب الشك بها, لانها تخلو من اي مصدر اجنبي او انجليزي يمكن تتبعه. وبدرجة عالية من الاتقان والحرص. وبنفس الوقت تجد جميع تلك المواقع رخيصة وهابطة ومليئة بالعيوب الفنية واللغوية ولا ترقى لاي مستوى دولي او حتى اقليمي او عراقي باي حال من الاحوال.

ومن متابعتي لاصل غلاف صفحاتهم الرخيصة على الانترنت وجدتها مطابقة لصفحة مصرية مرتبطة بنفس مؤسسة النصب الدولية للباكستاني محمد شهيد خان سابق الذكر!


طلع الرجل من الباب وادخل بدله البارون الكردي من الشباك

بالمختصر اي شخص يدعي انه سفير سواء عالمي او محلي او فخري ومن جماعة هذا البارون فطالبه بجوازه الدبلوماسي, واذا لم يستطع تقديمه لك فاعلم انه نصاب او منصوب عليه! ولا تكن ضحية بريئة بحبائلهم معالي سفير الغفلة #لك_رياض وتضيع المشيتين.

تفاصيل وصور توثق الموضوع على الرابط:

https://www.facebook.com/pg/yousifaleshaiker/photos/?tab=album&album_id=1367528109951868



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google