قلها يا سماحة السيد مقتدى...الشعب يحملك مسئولية فشل ثورة الجماهير......؟
قلها يا سماحة السيد مقتدى...الشعب يحملك مسئولية فشل ثورة الجماهير......؟


بقلم: د.عبد الجبار العبيدي - 19-03-2017
نحن لا نريد ان نذكرك ما قاله جدكم رسول الله (ص) يوم حاصرته قريش وارادت قتله ، فانتم ادرى بها ، قالوا له :
يا محمد أنا قد بُعثنا اليك لنكلمك ، وانا والله ما نعلم رجلأ من العرب أدخل على قومه مثلما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الأباء ، وعبت الدين ، وشتمت الآلهة ، وسفهت الأحلام ، وفرقت الجماعة ، فان كنت تطلب مالاً جمعنا لك اموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وان كنت تطلب الشرف فينا فنحن نسودك علينا ، وان كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وان كنت مريضاً طلبنا لك الطب من أموالنا. فرد عليهم الرسول الكريم (ص) بعد ان الح عليه عمه ابو طالب من توضيح الموقف خوفا من قريش عليه ،فرد على عمه وعليهم قائلاً :
والله يا قوم ما جئتكم بهذا ابداً ، ولكن بعثني الله رسولاً وأمرني أن أكون بشيراً ونذيرا...والله يا عماه : لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان أترك هذا الامر ما تركته ابدا حتى أهلك دونه.

2
فأين انت يا سيد مقتدى من قول جدك رسول الله ؟ لقد صدقت وعد الخونة، وأنسحبت وهدمت ما عملته الجماهير وهي في فورتها الوطنية الرائعة، ولولا انسحابكم من المنطقة الخضراء لسقط الخونة وسقط معهم سجن الباستيل الباطل الكريه .
وحين داهمت الروم شمال الجزيرة العربية في موقعة مؤته. طلب الصحابة جعفر بن ابي طالب وعبدالله بن رواحة النصرة ،بعد ان اشتدت المعركة وتفوق الروم عليهم .فتلكئت العرب عن النصرة ،
فوقف الرسول موقف التردد خوفا من ان يقتل العرب كلهم في المعركة،فقال لهم أنتم وشأنكم ،وهذا يعني الاختيار لهم في النصرة من عدمها ، خضوعا للظروف الحرجة..وما برحت ليلة على قوله (ص) حتى نزلت الآية الكريمة عليه :
"عفا الله عنك لمَ آذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين( التوبة 43).وقال سبحانه وتعالى للأعراب المتخاذلين : "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه....ولا يضيع الله اجر المحسنين (التوبة آية 120 ).

3
هذا هو الموقف الرباني من الوطن.. فالخيانة محرمة ، ولا يجوز حتى التقصير فيها ،العفوا الرباني ما جاء الا بعد التقصير ..وحاشا رسول الله من التقصير.
فأين أنت يا مقتدى من قول الله في الوطن والتاريخ ..؟
وقيل للأمام علي (ع) : يا ابا الحسن لا تخرج لصلاة الصبح في مسجد الكوفة ،فالخوارج يتربصون بك الدوائر..فيرد عليهم :ان من يحكم الناس عليه ان يكون بينهم لا محصورا في بيته،فالعزلة شعبة من الضيق..وهكذا أصر على عقيدته حتى قتل(ع) أنظر النهج .
وقيل للامام الحسين بن علي (ع) : يا اباعبدالله لا تأمن المسير الى كربلاء فهناك سيقتلوك،فرد عليهم :والله ما جئت أقاتل يزيد على الخلافة بل جئت أقاتل ظلمَ يزيد على الناس،فأستشهد هو وعياله ولم يبالي بالموت من اجل العقيدة وحقوق الناس. فأين من تركوا الناس في العراء اليوم يموتون وهم وأولادهم في قصورهم التي سرقوها من اموالهم ينامون بعد ان سلموا الوطن للدواعش الأوباش.
وقال هارون الرشيد للامام موسى بن جعفر الصادق ( ع) :يا ابن عمي لا تقاتلنا بسيف كلماتك الشريفة ، أعطنا الشرعية في حكم الدولة ولك الكرخ كله،(أنظر الطبري ) بكلمة واحدة تقولها في مسجد الكرخ ، فيرد عليه الامام من سجنه: أسمع يا رشيد :ان الظلم فاشٍ ببابك ،وان كل يوم انت تقضيه في حياتك انا اقضيه في سجني
4
،وغدا انت في جهنم ونحن في عليين، فقتل الامام الكاظم ولم يقبل ان يمنحه الرشيد الكرخ كله.
هؤلاء هم أهل البيت ،وليس الذين خانوا الوطن هم ومن يؤيدهم من المنافقين مع الأجنبي ، وسرقوا اموال الناس بالباطل ، وقتلوا العلماء والمخلصين ، وفرقوا الوطن والجماعة بالطائفية المقيتة والمحاصصية الباطلة ...انهم كفرة زنادقة لا يؤمنون بالله ولا بمحمد ولا بأهل البيت. ولا بالشعب بعد ان انهارت قيم الحياة المقدسة عندهم واعتبروا الفساد شطارة على المواطنين..

السيد مقتدى المحترم : كن واضحا وقل الحقيقة ولا تبقى تدعوا للمظهرية ،ولا تكن متردداً ، ولا تتعب الناس في حياتهم وتعرضهم للمخاطر، بعد ان فقدوا الحال والمال والولد ...
أما ان تكون صادقا وتقدم على تغيير الظلم وتصبر حتى النهاية ان كنت تستطيع ، أول تهلك انت وأتباعك دونه ،كما استشهد اهل البيت من اجل الحق والوطن والناس ، أو تنسحب ولك اجر الجزاء.
أيها الشعب العراقي الكريم..
ونقول للشعب العراقي القوي :انظروا الى الشعب الكوري ماذا فعل برئيسة بلده الخائنة ، وماذا فعل الشعب الهولندي بانتخابات
5
الرئاسة..فلم لا تكونوا مثل الاخرين في الدفاع عن الحق وحقوق الوطن اجمعين.
تقبل تحياتي،
[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google