.الدولة في فكر شهيد المحراب ( رض ) ...الوظيفة الاجتماعية للدولة
.الدولة في فكر شهيد المحراب ( رض ) ...الوظيفة الاجتماعية للدولة


بقلم: عمار جبار الكعبي - 24-03-2017
ان المدرسة الأمامية تتبنى فكرة الاصلاح والتغيير التي تنبع من الفرد والامة ، لان جوهر التغيير يبدأ من الانسان ، بمحتواه العقلي والعلمي والروحي والاخلاقي ، حيث تبنى الشهيد الحكيم ذلك وأوضح ان الخلافات والتقاطعات الاجتماعية والسياسية والمذهبية تزيد من عدم الاستقرار الاجتماعي ، وتؤدي الى تفتت نسيج المجتمع ، والحل هو تحقيق مزيد من التعايش والمودة بين ابناء المجتمع ، والابتعاد عن كل ما يثير الفرقة لان منهجه ووسيلته وغايته الوحدة وخصوصاً الاسلامية منها

جاءت طروحات الشهيد الحكيم في التغيير الاجتماعي معارضة للماركسية ، التي تعطي وسائل الانتاج الدور الأساسي في عملية التغيير الاجتماعي للفرد ، وهي بذلك تسلب الفرد الإرادة والقدرة على التغيير ، لتجعل منه انسان عاجز مسير من قبل وسائل الانتاج والصراع المادي ، بينما ركز الحكيم جل طروحاته في هذا الصدد ان الانسان محور التغيير ووسيلته وغايته ، اذ لا يمكن الحديث عن اي اصلاح او نهضة او تغيير مالم تنطلق من ذات الفرد الواعي بدوره ومكانته كخليفة لله في أرضه

للدولة مجموعة وظائف اجتماعية يجب ان تؤديها ، لتكون عادلة وتحقق الغاية من إنشائها اجتماعياً ، وفِي مقدمة هذه الوظائف تحقيق التعايش الاجتماعي بين جميع ابناء المجتمع بمختلف توجهاته ، والعمل على تحقيق الوحدة بينهم من خلال إشاعة روح المحبة وقبول الاخر بغض النظر عن الفوارق الدينية والقومية والمذهبية ، وكل ذلك يرتكز ويتوقف على تحقيق العدالة بين الناس من الحكومة ، لان أنصاف الناس واحترام معتقداتهم وأصولهم وأعرافهم يشعرهم بالانتماء الحقيقي للوطن والمجتمع ، ليكونوا جزءاً لا يتجزأ منه ، مما يقطع الطريق امام اي محاولة لزرع بذور الفتنة بين ابناء المجتمع الواحد ، عن طريق سوء معاملة طائفة او فئة معينة ، واغداق العطايا على الفئة او الطائفة الاخرى ، لان كل ذلك يتسبب في تكوين معسكرين داخل المجتمع احدهما مع السلطة والاخر ضدها

يحمل الحكيم الدولة وظيفة الحفاظ على المكانة الاجتماعية للمرأة ، مما يوجب على الحكومة ان تحفظ حقوقها وتصونها من الضياع او التهميش ، وَمِمَّا لا يمكن إغفاله ان تقوم الدولة بحماية المرأة من الثقافات اللا اخلاقية والمنحرفة ، التي تسلع المرأة وتجعلها من ضمن الأشياء والسلع التي يتمتع بها الرجال بحجة التحرر والتطور ، فالمرأة مقدسة ويجب الحفاظ على قدسيتها ، واعطائها دورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفق الموازين الشرعية التي تجعل منها انسانة ذات كيان مستقل ومكرم لا حاجة يتم استهلاكها من اجل المتع والملذات الزائلة ، التي تزيل منها كرامتها وإنسانيتها لإشباع رغبات بعض المنحرفين المرتزقة .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google