تحجيم التدخل الإيراني في العراق والمنطقة، إلى أين ؟
تحجيم التدخل الإيراني في العراق والمنطقة، إلى أين ؟


بقلم: منصور سناطي - 25-03-2017
بعد الحرب العراقية الإيرانية ، كان الحقد الإيراني على العراق والعراقيين وجيشه على أشدّهِ ،
فكان تنظيم القاعدة يضرب الأمريكان والحكومة الجديدة بتوجيه إيران وسوريا خوفاً من يأتي الدور
عليهما بعد إسقاط صدام ، ففتحت إيران حدودها لمرور مقاتلي القاعدة للعراق وكذلك سوريا سمحت
للبعثيين الفارين وفلول القاعدة ليدخلواالعراق ، وقدمت سوريا وإيران الدعم العسكري واللوجستي
ليضربوا الحكومة الفتية والأمريكان معاً ، لئلا يستتب الأمن ، ومن ثمّ إغتيال الشخصيات
والضباط والطيارين ، مما اربك المشهد السياسي والأمني ولم تتمكن أمريكا من القضاء على
الإرهابيين ، لوجود حواضن بعثية وميليشيات شيعية تضرب الكفاءات العلمية الرصينة ليس على
مستوى العراق بل على مستوى العالم ، و قتل ألمعارضين ، بواسطة الحرس الثوري وعملائها
من الأحزاب الممولة و التابعة لها ، فكانت لإيران ما أرادت فخسر العراق خيرة شبابه وعلمائه
وخسرت أميركا الآف الجنود ومليارات الدولارات في العراق ، مما أدى إلى إنسحابها ، فأخلت
الساحة لإيران في عهد أوباما ، فصالت وجالت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وفرضت
الأمر الواقع ، فزوّدت القاعدة ومن ثمّ داعش بأسباب السيطرة على ثلث مساحة العراق ، ليكون
لها مبررها للتدخل في العراق بحجة حماية العراق من السقوط .
وبعد فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل ،
ألغى أوباما تلك العقوبات بإتفاقية لصالح إيران ،وأطلق الأرصدة المجمدة في أميركا وكذلك فعلت
أوروبا ، فكان بمثابة حبل النجاة لملالي إيران فأصابها الغرور وأصبحت القوة الفاعلة في العراق
والمنطقة ، فلا يعين وزير عراقي إلا بموافقتها ،ولا زالت صور المرشد خامنئي تتصدر الدوائر
الحكومية في الوسط وجنوب العراق وكأن العراق محافظة إيرانية . كما إن الأساطيل الإيرانية
والزوارق الحربية تضايق السفن المارة عبر مضيق هرمز ، وكذلك تجارب الصواريخ البالستية
في مياه الخليج ، كل هذا يدعو المنطقة والعالم للتصدي للخطر الإيراني ، لئلا يضيع العراق
ويتفاقم الدور الإيراني الذي من مصلحة العراق والمنطقة تحجيم الدور الإيراني الآن وليس غداً .
لقد إنتبهت إدارة ترامب للدور الإيراني الخطير في المنطقة ، وبات تحجيم دورها ضرورة
ملحّة، حيث لا يقوى العبادي محاسبة الفاسدين خوفاً من إيران ، لأنهم عملائها قاطبة ، وخاصة
حزب الدعوة، ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق والتيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي وغيرها
من المنظمات الممولة سابقا من إيران ، والآن تمويلها من خزينة العراق ، وأصبح العراق البقرة الحلوب
بيد إيران ، وكذلك الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح في اليمن المدعومان عسكرياً ولوجستياً من إيران
والحرس الثوري الإيراني يقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد وكذلك حزب الله اللبناني الذي يسيطر
على لبنان ويقاتل في سوريا لحماية نظام الأسد .
مما تقدّم يتضح جلياً إن تحجيم الدور الإيراني بات ضرورة دولية وإقليمية لئلا يأتي اليوم الذي يدفع
العالم ضريبة أكبر ، حيث إن الطموحات الفارسية قد تنسحب على التجارة العالمية المارة بمضيق هرمز
المهدد من الصواريخ الإيرانية وزوارقها الحربية ، وستكون الدول العربية وجامعتها العربية الغائبة عن
المسرح الإقليمي قد تركت العراق واليمن وسوريا ولبنان لقمة سائغة بيد إيران ، وستكون الرقعة عصية
على الراتق ، وكلما مرّت الأيام والشهور كلما زادت صعوبة تحجيم إيران ووقف تدخلها السافر في
الشأن العراقي والإقليمي ، فهل وعت الدول العربية الخطر المحدق بها ؟ عسى ولعل !!
منصور سناطي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google