" مرحلةُ مابعد داعش وقلقُ الفاسدين "
" مرحلةُ مابعد داعش وقلقُ الفاسدين "


بقلم: صالح المحنّه - 27-03-2017
تساؤلات كثيرة تُثار وتُطرح في الشارع العراقي وفي وسائل الإعلام عن مرحلة مابعد داعش بقصد وبغير قصد ، وكلّما أقتربت نهاية تنظيم الكفر الداعشي كلّما إزدادت شدة التساؤل وتصاعدت حمى التوقعات والإحتمالات عما تحمله المرحلة الزمنية القادمة من أجندات ، ويبدو أن حالة الخوف والقلق والترقّب لجديد المرحلة القادمة بعد القضاء على الإرهاب الداعشي ظاهرة بشكل واضح عند بعض المواطنين وهم صادقون بنياتهم وإحتمالاتهم لأنهم يخشون على مستقبل ومصير عوائلهم وهم غيرُ ملومين على ذلك لأنهم الطرف الأضعف والمتضرر في جميع المتغيرات وهم الهدف والضحية لكل المؤامرات ، ولكن ثمّة فئةٌ في الدولة العراقية هي الأشدُّ قلقاً من طي صفحة هذا العدو الداعشي ! وهذه الفئة تمثّل عصابة من رؤوس الفساد، تتغلغل في مفاصل الدولة ، هؤلاء لايسرّهم إنتهاء الحرب وتوجه الدولة للشأن الداخلي ! فلقد أدمنوا الرذيلة وتنازلوا عن الشرف وارتبطوا بأجندة خارجية ومافيات عالمية لتهريب وسرقة المليارات العراقية ، هؤلاء قدّمت لهم داعش خدمات جليلة لتسهيل مشروعهم الإجرامي ووفرت لهم غطاءً مهما لفسادهم وسرقاتهم ، عندما شاغلت أجهزة وأمكانيات الدولة الرقابية في حربها. فهذه الفئة تسعى بكل جهدها وبمساعدة عملاء الداخل والخارج لإفتعال الأزمة تلو الأزمة ومنذ العام 2003 لمشاغلة الدولة وأجهزتها الرقابية عن متابعة ملفات الفساد المتراكمة، ولعل هذا هو أهم أسباب مخاوف وقلق المواطن من مرحلة مابعد داعش ، لأن أولئك الفاسدين لايعنيهم من البلد شيئا إلا مصالحهم وحتى لو باعوا الأرض والعرض ، وهم الآن من يشيع ويبث المخاوف عن مرحلة مابعد داعش في الشارع العراقي لتهيئة الأجواء العامّة والشعبية لأزمة جديدة توفر لهم الإفلات من المتابعة الرقابية والقانونية ، وللأسف أن بعضهم يحتل مناصبا مهمة في الدولة قد ضمنتها لهم المحاصصة الطائفية والحزبية . ولو كانوا يمتلكون شرفا وطنيا لما بثوا هذه المخاوف ولسخّروا جميع امكانياتهم لترميم ماخربته داعش . فالقضاء عليها عسكريا لايعني إزالة آثارها التخريبية وتركتها التدميرية على البلاد والعباد حتى يفكّر البعض بماسيحدث بعده ؟ مئات الآلاف من الأسر النازحة والمشرّدة قد تهدّمت بيوتها وتعاني الأمرّين من قساوة الظروف البيئية الى المعاناة الصحية وهم بأمس الحاجة الى الرعاية والإهتمام و إعادة بناء بيوتهم وعودتهم بأسرع مايمكن الى مدنهم المحررة من داعش ، مدنهم هي الأخرى بلغت بها المعاناة حد الإندثار في أغلب مرافقها ، المستشفيات والمدارس والطرقات والخدمات الأخرى كلها تقف على حافّة الإنهيار إن لم تكن منهارة ، أليس التفكير بإعادة تأهيل المدن المُحررة وتهيئة السبل المناسبة الكفيلة بمساعدة النازحين وتأمين عودتهم الى ديارهم أفضل من حالة الترقّب والتوقعات لما سيأتي بعد داعش؟

صالح المحنّه



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google