جَذْرُ الأَزْمَةِ!
جَذْرُ الأَزْمَةِ!


بقلم: نــزار حيدر - 27-03-2017
لِقَناةِ [أُون لايف] الفَضائيَّة المَصريَّة بالهاتفِ عن القِمَّة العربيَّة؛
جَذْرُ الأَزْمَةِ!
نـــــــــزار حيدر
١/ مازال الحُكَّام العرب يلفُّون ويدورون عندما يتحدَّثون ويناقشونَ أَزمةِ العالم العربي! ولذلك لا يتوقَّع المواطن العربي من قِمَمِهم خيراً كثيراً أَو يرجو أملاً معقولاً!.
إِنَّهم يخافون أَن يُناقشوا الحقائق والوقائع ولذلك فبياناتهُم الختاميَّة عادةً نُسخٌ مكرَّرة لقِمَمٍ سابقةٍ! لا أَحدَ يتابعُ محتوياتها!.
٢/ وإِنَّ جذر المشكلة يكمَن في إِنعدام الثِّقة بين الحُكَّام أَنفسهم ولذلك فانَّ أَغلب مشاكلهم هي مشاكل شخصيَّة ولا حتى بينهُم كأَنظمةٍ! فالحاكمُ عندنا هو الذي يُقرِّر الوحدة وهو الذي يُقرِّر الانفصال، وهو الذي يُقرِّر السِّلم وهو الذي يُقرِّر الحَرْبِ، وهو الذي يُقرِّر الفقر وهو الذي يُقرِّر الغِنى، وهو الذي يتبنّى العَلمانيَّة متى أَراد وهو الذي يُعلن الحملة الإيمانيَّة!.
هذا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر إِنعدام الثِّقة بين الأَنظمة والشُّعوب! حتَّى باتَ المواطنُ العربي يُسمِّي الجامعة العربيَّة بجامعةِ الأَنظمة فهو لا يشعر أَنَّها تُمثِّلهُ وتمثِّل طموحهُ أَو أَنَّها تعمل لصالحهِ وتسعى لتحقيقِ مصالحهِ!.
إِنَّهم أَضاعوا إِتِّجاهات البوصَلة وأَضاعوا على المواطن العربي كلَّ شيءٍ عندما خلقوا له أَعْدَاء وهميُّون وأَداروا ظهورهم لأَعدائهِ الحقيقيِّين!.
٣/ أَمّا بقيَّة الأَزَمات والمشاكل كالإرهابِ والفقرِ وغير ذلك فكلُّها نتاج تلك المشكلة التي إِن لم يعترف بها الحكَّام في قمَّتهم الحاليَّة المُنعقدة في العاصمة الأُردنيَّة عمَّان لإِيجاد الحُلول المُناسبة والعمليَّة لها فلن يتغيَّر شيئاً أَبداً! وسيظلّ المُواطن ضحيَّة الأَزمات المُتتالية والمُزمنة التي تُفرِّخُها المُشكلة والأَزمة الحقيقيَّة!.
٤/ إِنَّ أَمام القمَّة العربيَّة الحاليَّة فرصةٌ تاريخيَّةٌ لتصحيح المسار وخلق أَجواء الثِّقة بين الحكَّام من جهةٍ وبين الحكَّام والشُّعوب من جهةٍ أُخرى! إِذا اتَّخذت قرارات إِستثنائيَّة فوريَّة وعاجلة، منها على سَبِيلِ المثال لا الحصر؛
أَلف؛ الوقوفُ الى جانب الشَّعب العراقي من دونِ قَيدٍ أَو شرطٍ والذي يُقاتلُ اليوم الارهاب بالنِّيابةِ عنهم في أَشرسِ حربٍ عرِفها العصر الحاضر.
باء؛ الوقوفُ الى جانب الشَّعب السُّوري الشَّقيق الذي يتعرَّض لأَقذر حربٍ مدعومة بالبترودولار من قبل الارهابيِّين وعصابات الجريمة المنظَّمة وقُطَّاع الطُّرُق وأَمثالهم من هذه الجماعات التي يدعمها [النِّظام العربي] الذي يحتضن الآن القمَّة العربيَّة!.
والإعلان عن وقفِ كلِّ أَنواع الدَّعم لِهذهِ الجماعات الارهابيَّة.
جيم؛ وقف العدوان على اليمن فوراً وكذلك على البحرَين والذي يقودهُ كذلك [النِّظام العربي] الذي يحتضن اليوم القمَّة العربيَّة!.
دال؛ الوقوف بلا قيدٍ أَو شرطٍ الى جانب بقيَّة الشُّعوب العربيَّة التي تتعرَّض الآن للارهابِ كمِصر وليبيا وغيرهُما!.
هاء؛ إِدانة التطرُّف والعُنف والارهاب بكلِّ أَشكالهِ! والتَّبرُّء من العقيدة الفاسدة والفكر المُنحرف الذي يُغذِّي ذلك!.
واو؛ الاعلان عن تأسيس صندوقٍ للتَّنمية برأس مالٍ لا يقلّ عن [٢٠٠] مليار دولار فوراً للمساهمةِ في إِعادة بناء ما دمَّرهُ الارهاب وتنمية المناطق التي تعرَّضت لَهُ في الْعِراقِ وسوريا تحديداً وفِي بقيَّة الدُّوَل العربيَّة!
والإعلان عن تأسيس صندوقٍ آخر مُماثل لاعادةِ إِعمار اليمن الذي دمَّرهُ العُدوان والحرب العبثيَّة التي فرضها عليهِ [النِّظامُ العربي].
إِنَّ مثل هذه القرارات الفوريَّة ستُساهمُ في تهيئة الأَرضيَّة للثِّقة المفقودة وستُشعِر المواطن بأَنَّ جامعةً عربيَّةً حقيقيَّةً قيد التَّأسيس يمكنُ أَن تكون أَقرب الى همومهِ وتطلُّعاتهِ والتَّحدِّيات التي يواجهُها جرَّاء السِّياسات الخاطِئة التي ظلَّ يرتكبها النِّظامُ العربي طُوال العُقود الماضية!.
إِنَّ المنطقةَ تمرُّ بأَسوء إِحتقانٍ طائِفيٍّ وبأَسوءِ توظيفٍ للدِّين والمذهبِ! على الرَّغمِ من أَنَّ الجميع يعرف جيِّداً بأَنَّ مشاكلَنا سياسيَّةٍ وليست دينيَّةٍ أَو مذهبيَّة أَو حتَّى إِثنيَّة! ولذلك ينبغي أَن تُعلن القمَّة العربيَّة إِستنكارها وإِستهجانها لكلِّ أَنواع الاحتقان الدِّيني والمذهبي ولكلِّ حالات توظيف الدِّين والمذهبِ في الصِّراعات السِّياسيَّة بين العربِ من جهةٍ ومع جيرانهِم من جهةٍ أُخرى!.
٢٧ آذار ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google