نحن مجانين إذا لم نستطع ان نفكر، ومتعصبين إذا لم نرد ان نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ ان نفكر
نحن مجانين إذا لم نستطع ان نفكر، ومتعصبين إذا لم نرد ان نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ ان نفكر


بقلم: داخل السومري - 28-03-2017
هذا ما قاله الفيلسوف الإغريقي "افلاطون"، فقد وصف عدم الاستطاعة على التفكير بالجنون، والامتناع عن التفكير بالتعصب، وعدم التجرؤ على التفكير بالعبودية. ميزة الأنسان عن الحيوان هو القدرة على التفكير، فاذا لم يستطع على ذلك فأنه سيكون في حالة شاذة وهي حالة الجنون التي عبر عنها أفلاطون، اما إذا اختار ألا يفكر، فهذا يعني بطبيعة الحال ان كل ما حشى به عقله من أفكار ومفاهيم خلال نشأته هو نتيجة تلقين العائلة والمجتمع منذ الصغر وتصبح هذه المفاهيم غير قابلة للنقاش وهذا هو التعصب بعينه. اما أذا وجد الأنسان، أي أنسان، نفسه في وضع لا يستطيع معه التفكير، كتسلط الأب ودكتاتوريتة أو تخلف المجتمع الذي يعيش في وسطه، فهنا يصبح هذا الأنسان عبدا لا حول له ولا قوة. في هذه الحالة تصبح القضية قضية فقدان الحرية، والحرية هي أثمن ما يملكه الأنسان.

نحن في العراق ننشأ كأطفال وسط التلقين من العائلة ومن المجتمع، حيث يبدؤا معنا بالتلقين الديني، على سبيل المثال، من هو ربك، من هو نبيك، ما هو دينك، ما هو كتابك الى آخره من هذه المفاهيم التي هم أنفسهم لا يعرفون أصولها، ثم نخرج الى المجتمع ونجلس في التعزية الحسينية ونستمع الى اقوال الروزخون التي ما انزل الله بها من سلطان من كثرة الكذب والخرافات، ونعود الى بيوتنا نتمطى ونلقي على ذوينا ما سمعناه من الروزخون.

اما إذا التقينا برجال الدين من معممين وغير معممين فيتلقفونا بالوعظ الذي هو إرهاب فكري، بأن يقولوا لنا ان الله يسمع كل تفكير يدور داخل أنفسنا وسيلقينا بنار جهنم، وقبل هذا سنلقى عذاب القبر مع منكر ونكير، وهذا إرهاب يفوق إرهاب داعش الوهابية. وكثيرا ما يذكروننا بالآية القرآنية التي تقول " لا تفكروا بأشياء ان تبدوا لكم تسوؤكم" وهذه الوصفة الكافية لغلق الدماغ غلقا محكما.

ولا يفوتنا ان نلقي نظرة على ما قام به تجار الدين من معممين وغير معممين خلال الثلاثة عشر سنة الماضية من السيطرة على القصور والممتلكات العائدة للدولة، وكذلك نهبهم للمال العام، بينما الغلابة من أبناء الشعب العراقي يعيشون على الكفاف في بيوت الصفيح والأكواخ ويشربون المياه الآسنة وبين حين وآخر تمزق أجسادهم مفخخات الوهابية. بينما أولاد بريمر من حكامنا يوثقون العلاقات مع قتلتنا من وهابي السعودية وقطر وباقي مشايخ اعراب الخليج. ويتكلمون عن الإصلاح ليل نهار ولم نرى انهم مسكوا بحرامي واحد وأودعوه السجن واسترجعوا الأموال المنهوبة. اين الأربعين مليون التي نهبها وزير التجارة الأسبق، نهبها وهو يقول طز بالغلابة دعهم يموتوا جوعا.
الى متى نبقى على هذه الحال يا احفاد سومر وأكد وبابل وآشور، لقد بلغ السيل الزبى. شعبنا متشرذم والمؤامرات تحاك ضده لتفكيكه ثم ابتلاعه من قبل دول الجوار بحيث كل دولة تستولي على جزء منه، دولة الشر الوهابية لها المنطقة الغربية بالاشتراك مع القبيلة القطرية، والموصل نصيب تركيه العثمانية، والبرزاني سوف ينفصل بشمالنا العزيز، وأيران نصيبها الوسط والجنوب. فهل تقبلون ان تحل بنا هذه الكارثة ويضيع عراقنا الغالي، أم تستيقظون من سباتكم وتتلافون الخطب قبل وقوعه.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google